قمة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في واشنطن وسط غموض سياسي على عدة جبهات
افتتح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في واشنطن، وتأتي القمة احتفالا بمرور 75 عاما على تأسيس الناتو، وتعقد وسط التهديدات الأمنية الناشئة عن الغزو الروسي لأوكرانيا. وتتسلط الأعين على بايدن مع تزايد التكهنات عن حالته الصحية ومقدرته على تولي زمام الأمور في الولايات المتحدة لدورة رئاسية جديدة.
ومن المتوقع إلى حد كبير أن تركز القمة، التي ستستمر من الثلاثاء إلى الخميس، على طمأنة أوكرانيا بشأن دعم الحلف الثابت بعد أن قصفت روسيا مدنا أوكرانية بالصواريخ يوم الاثنين، ما أدى إلى إصابة مستشفى للأطفال في كييف.
وستكون القمة هذه أول ظهور دولي لرئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر، الذي فاز حزب العمال الذي ينتمي إليه في الانتخابات العامة التي جرت الأسبوع الماضي بأغلبية ساحقة. وسيكون حاضرا أيضا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يواجه معضلة سياسية بعد أن ظهرت كتلة يسارية كأكبر لاعب في الجمعية الوطنية بعد انتخابات الأحد.
وتحدث بايدن، بصوت واضح وحازم، في افتتاح القمة، واستحضر تاريخ الناتو، مشيرًا إلى أن خطابه اليوم ألقي في نفس المكان الذي تم فيه التوقيع على المعاهدة الأصلية قبل 75 عامًا.
وقال بايدن “اليوم، حلف شمال الأطلسي أقوى من أي وقت مضى، فيه 32 دولة قوية”.
وقال إن 23 دولة تنفق الآن نسبة 2 في المئة الإلزامية من الناتج المحلي الإجمالي على الإنفاق الدفاعي، وإن التحالف ملتزم بمنع المستبدين من الاستيلاء على السلطة.
وأضاف “تذكروا أن شخصية حلف شمال الأطلسي ديمقراطية بشكل أساسي وستكون كذلك دائماً”.
وقال بايدن “إن بوتين يريد الخضوع الكامل لأوكرانيا، وإنهاء الديمقراطية فيها، وتدمير ثقافة أوكرانيا، ومحو أوكرانيا من الخريطة”.
وأضاف: “أوكرانيا قادرة على إيقاف بوتين وستفعل ذلك”.
وقال بايدن إن الولايات المتحدة وأربع دول أخرى، هي ألمانيا وهولندا ورومانيا وإيطاليا، ستزود أوكرانيا بـ”العشرات من أنظمة الدفاع الجوي التكتيكية الإضافية” في غضون أشهر.
وجاءت كلمة بايدن في افتتاح قمة الناتو قوية وواضحة، في تناقض كبير مع أدائه في مناظرة الشهر الماضي ضد خصمه الرئاسي دونالد ترامب في أتلانتا، حيث تعثر في الكلمات وبدا مرتبكا، وأظهرت استطلاعات الرأي أنه يخسر الأرض أمام منافسه الجمهوري.
ويتابع مراقبون سياسيون أداء بايدن خلال قمة الناتو بحثًا عن أي علامات تشير إلى أنه يعيد النظر في حملة إعادة انتخابه. بينما أصر بايدن على أنه لن ينسحب من الانتخابات.
ومن جانبه، قال الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، “لا أعرف كيف ستكون الأزمة المقبلة، لكنني أعرف أننا في أفضل حالاتنا عندما نتخذ قرارات صعبة بشجاعة سياسية ووضوح أخلاقي”.
وأضاف: “وأعلم أننا أقوى وأكثر أمانًا مع حلف شمال الأطلسي. ومن الجيد أن يكون لدينا أصدقاء”.
ووصف ستولتنبرغ حرب روسيا ضد أوكرانيا بأنها “أكبر أزمة أمنية منذ أجيال”.
وأضاف أن “التكلفة الأكبر” والمخاطرة الأكبر ستكون “إذا انتصرت روسيا على أوكرانيا في الحرب. لا يمكننا أن نسمح بحدوث ذلك”. وأكمل بأن دولًا مثل كوريا الشمالية تريد فوز روسيا وفشل الناتو.
وقال: “حان الآن وقت الدفاع عن الحرية والديمقراطية. المكان هو أوكرانيا”.
ومن جانب آخر، لجأ ترامب إلى وسائل التواصل الاجتماعي لينسب إليه الفضل في زيادة الإنفاق الدفاعي من قبل دول الناتو.
وقال على موقع “تروث سوشيال”: “لولا وجودي كرئيس خلال فترة رئاستي، ربما لما كان هناك حلف شمال الأطلسي الآن”.
وقال إنه بعد أن علمت أن العديد من دول الناتو “لم تدفع حصتها، وجدت هذا غير مقبول، وأصررت على أن يدفعوا إذا أرادوا حماية الولايات المتحدة”.