ما هو جهاز الخدمة السرية؟
بعد محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تساءل الكثيرون عن الجهة المنوطة بحماية الرؤساء والمرشحون في الولايات المتحدة الأمريكية.
والجهة المسؤولة عن تأمين الرؤساء الأمريكيين الحاليين والسابقين هي جهاز الخدمة السرية الذي يخضع لإشراف وزير الأمن الداخلي.
ويعتبر هذا الجهاز أحد أقدم وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية في البلاد، وقد تأسس عام 1865 بهدف مكافحة تزوير العملة الأمريكية بعد الحرب الأهلية، قبل أن يبدأ في حماية الرؤساء عام 1901 بعد اغتيال الرئيس، ويليام ماكينلي، في نيويورك.
مهمة جهاز الخدمة السرية
مهمة الجهاز “تتمثل في الحماية والتحقيقات لضمان سلامة وأمن الأشخاص المحميين والمواقع الرئيسية والأحداث ذات الأهمية الوطنية”.
يتولى الجهاز حماية الرئيس، ونائب الرئيس (أو أي مسؤول آخر يليه في ترتيب خلافة منصب الرئيس)، والأسر المباشرة للأفراد المذكورين، والرؤساء السابقين وزوجاتهم طوال حياتهم، وأطفال الرؤساء السابقين الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما.
وحماية الرئيس ونائب الرئيس مسألة إلزامية وفق القانون، ويتولى حمايتهما أفراد من الجهاز بشكل دائم.
ولا يشمل تلك المهمة الحماية التقليدية فحسب، بل أيضا الحماية من تهديدات المجال الجوي والأنظمة الإلكترونية والأسلحة الكيماوية والبيولوجية.
ويشير موقع News18 التابع لـ”سي أن أن” إلى أن الجهاز يحدد مستوى التدابير الأمنية “على أساس تقييمات الاستخبارات”.
ويستعين بالوكالات الفيدرالية، وتلك على مستوى الولايات والمحليات، لمساعدته على إنجاز مهماته. ويستعين الجهاز بانتظام بخبراء من وكالات أخرى لاستخدام أحدث تقنيات الأمن.
وتقوم الخدمة السرية، وشرطة العاصمة، وشرطة المتنزهات بدوريات في الشوارع والمتنزهات القريبة من البيت الأبيض، مقر إقامة الرئيس الأمريكي.
قانون حماية التهديدات الرئاسية
في عام 2000، تم تمرير قانون حماية التهديدات الرئاسية “الذي وسع نطاق سلطة الخدمة السرية في التحقيق بالتهديدات التي يتعرض لها الرؤساء الحاليون والسابقون، والمشاركة في التخطيط والتنسيق وتنفيذ العمليات الأمنية في الأحداث”.
وفي عام 2012، وقع الرئيس السابق، باراك أوباما، على قانون حماية الرؤساء السابقين الذي أعاد العمل بقانون سابق يوفر الحماية للرؤساء السابقين وعائلاتهم مدى الحياة، وليس فقط 10 سنوات التي استحدثها قانون صدر في عام 1994.
ويرافق الرؤساء السابقين 4 عملاء أثناء الخروج، مع ضمان الحماية المستمرة خلال المناوبات وأيام العطلات.
ورغم أن إجراءات الأمن قد تكون أقل كثافة بمجرد مغادرة الرئيس منصبه، إلا أن هناك عمليات تفتيش متقدمة للمناطق العامة التي يزورها الرؤساء السابقون.
وأمن الرئيس السابق أقل درجة من أمن الرئيس الحالي، ومع ذلك، تشمل بروتوكولات الأمن عمليات تفتيش شاملة للأماكن، وفق “سي أن أن”.
حملة ترامب
خلال معظم محطات حملة ترامب، تساعد الشرطة المحلية الخدمة السرية في تأمين المكان. وقبل الحدث، يقوم العملاء بمسح المكان بحثا عن قنابل أو تهديدات أخرى، ويصل ترامب دائما في موكب محصن.
ويضع مسؤولو إنفاذ القانون عادة حواجز في الأماكن التي يتواجد بها، ويطلبون من جميع الحاضرين المرور عبر جهاز الكشف عن المعادن لدخول المكان.
ويقوم عملاء الحماية المسلحون بتفتيش حقائب جميع الحاضرين، وحتى محافظهم.
ووفق عميل الخدمة السرية السابق تيم ميلر، فإن أمن ترامب فريد من نوعه لأنه ليس رئيسا سابقا فحسب، بل إنه أيضا مرشح رئاسي حالي، وهذا الوضع المزدوج يعتبر أكثر تعقيدا لأنه يسافر خلال حملاته إلى مواقع مختلفة.
وبينما يعيش الرؤساء السابقون حياة خاصة هادئة نسبيا بعد الرئاسة، فإن ترامب أكثر نشاطا، لذلك فإن الحفاظ على أمنه أمر بالغ الأهمية.
ويقول ميلر إن مهمة حماية الرؤساء السابقين تقع على عاتق جهاز الخدمة السرية في جميع الأوقات، وهذا يعني أنهم “يشرفون وينسقون بشكل مباشر بشأن جميع مستويات الأمن أينما ذهبوا”.
ومستوى الأمن “يعتمد بالكامل على ما يحدده جهاز الخدمة السرية، من خلال قدراته الاستخباراتية والتنسيقية، أنه مناسب للحماية”.
وكان جهاز الخدمة السرية قال مؤخرا إنه وفر “موارد وقدرات حماية” إضافية للمسؤولين عن حماية ترامب، بحسب رويترز.
وبعد أطلاق النار على ترامب في بنسلفانيا، خرجت تقارير تتحدث عن رفض الجهاز توفير هذه الحماية الإضافية قبل التجمع الانتخابي بالولاية.
لكن المتحدث باسم الجهاز، أنتوني غوغلييلمي، نفى هذه التقارير وكتب على منصة “إكس”: “هناك مزاعم كاذبة يتم تداولها مفادها أن أحد أعضاء فريق الرئيس السابق طلب موارد أمنية إضافية وتم رفض ذلك. هذا غير صحيح على الإطلاق. في الواقع، أضفنا موارد حماية إضافية… بما يتناسب مع التحرّكات المتزايدة في إطار الحملة” الانتخابية.