في خطاب استغرق 90 دقيقة.. ترامب يوضح خططه لولاية ثانية في البيت الأبيض
وصف دونالد ترامب كيف أن رصاصة “كانت على بعد ربع بوصة من إنهاء حياتي” وذلك أثناء إلقائه أول خطاب عام له منذ تعرضه لمحاولة اغتيال في نهاية الأسبوع الماضي.
وفي حديثه في الليلة الأخيرة من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في ميلووكي بولاية ويسكونسن، ألقى ترامب خطابًا مطولًا أوضح فيه خططه لولاية ثانية في البيت الأبيض، بما في ذلك الوعد بتوحيد الأمريكيين.
استخدم الرئيس السابق خطابه الرئيسي الذي استغرق 90 دقيقة للتطرق إلى محاولة اغتياله، عندما فتح توماس كروكس، البالغ من العمر 20 عامًا بدافع غير معروف، النار عليه ببندقية AR-15 في تجمع جماهيري في بنسلفانيا يوم السبت.
وقال إن “رصاصة القاتل كانت على بعد ربع بوصة من إنهاء حياتي”، لكنه لن يروي قصة الهجوم إلا مرة واحدة، مضيفا: “لن تسمع مني ذلك في المرة الثانية، لأنه في الواقع من المؤلم جدًا أن أقول ذلك”.
كان الدم يسيل في كل مكان
وفي حديثه أمام حشد من الآلاف، قدم ترامب للمندوبين شرحا مفصلا للحادث. وكان خطابه الذي استغرق نحو 90 دقيقة هو الأطول في تاريخ المؤتمرات الحزبية الأمريكية.
وقال “سمعت صوت صفير عالٍ، وشعرت بشيء يضربني بقوة شديدة في أذني اليمنى، فقلت لنفسي: يا إلهي، ما هذا؟ لا بد أن يكون مجرد رصاصة”.
يتابع: “حركت يدي اليمنى نحو أذني ووجهتها إلى الأسفل، وكانت يدي مغطاة بالدماء. أدركت على الفور أن الأمر خطير للغاية ــ وأننا نتعرض لهجوم”.
وأشاد ترامب بعناصر الخدمة السرية الذين قاموا بحمايته، وعلق قائلا إن “الأذنين هما الجزء الأكثر دموية” في الجسم، قبل أن يشكر الله على حياته.
وقال “واصلت الرصاصات التطاير بينما كان عملاء الخدمة السرية الشجعان يهرعون إلى المسرح ويرتدون فوقي حتى أحظى بالحماية”.
“كان الدم يسيل في كل مكان. بطريقة ما، شعرت بالأمان، لأن الله كان إلى جانبي”.
وأضاف: “الشيء المدهش هو أنه قبل إطلاق النار، لو لم أحرك رأسي في تلك اللحظة الأخيرة، لكانت رصاصة القاتل قد أصابت هدفها تمامًا، ولما كنت هنا الليلة.”
دقيقة صمت
ووقف ترامب دقيقة صمت حداداً على ضحايا الهجوم، وأحضر إلى المسرح سترة الإطفاء وخوذة كوري كومبيراتوري، الذي قُتل برصاصة طائشة.
التركيز على “الوحدة الوطنية”
بدأ الخطاب بتحول كبير عن خطاب ترامب الانتخابي المعتاد، فبينما كان يقف أمام صورة للبيت الأبيض وصورة لنفسه بعد إطلاق النار، بدأ بفقرة مهيبة حول الوحدة الوطنية وإيمانه.
وقال “معًا، سنطلق حقبة جديدة من الأمان والازدهار والحرية للمواطنين من كل عرق ودين ولون ومعتقد”.
وتابع: “إن الخلاف والانقسام في مجتمعنا لابد وأن يُعالج. وبصفتنا أمريكيين، فإننا نرتبط معًا بإيمان واحد ومصير مشترك. إما أن ننهض معًا، أو ننهار معًا”.
“كان العالم في سلام”
وانتقل ترامب إلى سياسة الرئيس الحالي، وقال إن جو بايدن “ورث عالماً من السلام وحوله إلى مناخ من الحرب” مع الصراع في أوكرانيا وغزة والانسحاب الأمريكي الكارثي من أفغانستان.
“انظروا إلى ما يحدث في أوكرانيا. لقد تم قصف المدن بالكامل. كيف يمكن للناس أن يعيشوا بهذه الطريقة؟”
وتعهد أيضًا بإنهاء الحظر على السيارات الكهربائية ومنع الرجال من المنافسة في الرياضات النسائية.
وعند عودته إلى نص خطابه في نهاية الخطاب، أكد أنه “ما دامت طاقاتنا تُستنزف في قتال بعضنا البعض، فإن مصيرنا سيظل بعيد المنال”.
وقال “هذا أمر غير مقبول، بل يتعين علينا بدلاً من ذلك أن نستغل هذه الطاقة ونستغلها لتحقيق الإمكانات الحقيقية لبلدنا وكتابة فصلنا المثير من القصة الأمريكية. وبوسعنا أن نفعل ذلك معًا”.
رئيس لكل الأمريكيين
كما أعلن دونالد ترامب قبوله ترشيح الحزب الجمهوري له في الانتخابات الرئاسيّة المقرّرة في تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال ترامب في كلمة ألقاها في اليوم الأخير من مؤتمر الحزب في ميلووكي بولاية ويسكونسن (شمال) “الليلة أقبل بكلّ إيمان وإخلاص وبكلّ فخر ترشيحكم لي لرئاسة الولايات المتحدة”.
وتوقّع ترامب أن يُحقّق “انتصارًا مذهلًا” في الانتخابات الرئاسيّة المقبلة، واعدًا بـ”أفضل أربع سنوات في تاريخ” الولايات المتحدة إذا فاز بالسباق إلى البيت الأبيض.
وبعد أيّام قليلة على محاولة اغتياله، حرص الرئيس السابق خلال خطاب ألقاه في مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي، على إظهار نفسه بوصفه شخصيّة مُوَحِّدة، قائلًا “أنا أترشّح لأكون رئيسًا لأمريكا كلّها، وليس لنصف أمريكا”.
إدارة فاشلة
هذا وشدّد المرشّح الجمهوري دونالد ترامب، أمام آلاف من أنصاره على ضرورة “إنقاذ البلاد من إدارة فاشلة وغير كفؤة”.
وقال الرئيس السابق: “في ظلّ الإدارة الحاليّة، نحن بالفعل أمّة تتراجع”، مندّدًا بالتضخّم في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة وبوصول مهاجرين إلى الحدود وبالصراعات الدوليّة التي يتّهم منافسه الديموقراطي جو بايدن بالمسؤوليّة عنها.
كما دعا إلى عدم “تجريم المُعارضة أو شيطنة الخلافات السياسيّة”، منددا مرة أخرى بالإجراءات القانونيّة ضدّه.
وطالب الرئيس الجمهوري السابق الديموقراطيّين “فورا” بالتوقّف عن وصفه بأنّه “عدوّ للديموقراطيّة”، قائلا إن هؤلاء “يُدمّرون بلدنا”.
إغلاق الحدود
وفيما يتعلق بأزمة المهاجرين، تعهّد ترامب إغلاق حدود بلاده في اليوم الأوّل له في المنصب بحال فوزه في الانتخابات وبإنهاء بناء الجدار على حدود الولايات المتحدة مع المكسيك، وهو كان أحد المشاريع الرئيسيّة في فترة ولايته الأولى في البيت الأبيض.
كيم جونغ أون
وفي هجوم على السياسة الخارجية للقيادة الحالية للبيت الأبيض، قال المرشح الجمهوري دونالد ترامب إنه يعتقد أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون “يفتقده”، مضيفا: “اتفق معه، وقد يرغب في رؤيتي مجددا”. والتقى ترامب خلال فترة رئاسته السابقة الزعيم الكوري الشمالي شخصيا.