كامالا هاريس تختار حاكم مينيسوتا تيم والز مرشحا لمنصب نائب الرئيس
اختارت كامالا هاريس الثلاثاء، حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز شريكا لها في الحملة الديموقراطية للفوز بالرئاسة الأمريكية، على ما أوردت عدة وسائل إعلام أمريكية، متوجهة بذلك إلى حاكم ولاية أساسية من الغرب الأوسط الأمريكي لتعزيز حظوظها بوجه الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب.
وأعلن الموقع الالكتروني لحملة المرشحة الديموقراطية أن كامالا هاريس وتيم والز “مستعدان للفوز”.
وقالت هاريس إنها “فخورة” باختيار والز على بطاقتها لخوض الانتخابات.
من هو تيم والز؟
كان الحاكم تيم والز، الذي يقضي حاليًا فترة ولايته الثانية كحاكم لولاية مينيسوتا، يمثل سابقًا منطقة ريفية محافظة في الكونغرس.
وخلال فترة ولايته، نفذ والز سياسات تقدمية مختلفة، مثل إجازة الأسرة مدفوعة الأجر، وإفطار وغداء المدارس الشامل، وتقنين الماريغوانا الترفيهية، وحقوق الإجهاض، وتدابير السيطرة على الأسلحة.
كان والز، وهو مدرس سابق في المدرسة الثانوية وعضو في الحرس الوطني، مؤيدًا صريحًا لهاريس، وظهر على القنوات الإخبارية الرئيسية لدعمها. وكانت إحدى اللحظات البارزة عندما حضر حدثًا في سانت بول مرتديًا قميصًا رماديًا وقبعة مموهة، والتي حظيت باهتمام كبير عبر الإنترنت.
في مقابلة أجريت معه مؤخرًا، وصف مرشحي الحزب الجمهوري بأنهم “غريبون”، وهو الوصف الذي تردد صداه وأكد عليه منذ ذلك الحين ديمقراطيون آخرون.
أثناء حديثه في حدث انتخابي لجمع الأموال لهاريس في مينيابوليس يوم الاثنين، كرر والز تصريحه السابق، قائلاً: “لم يكن وصف هؤلاء الرجال بالغريبين إهانة. لقد كانت ملاحظة”.
وتؤكد تعليقاته على الاختلافات الصارخة بين المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين في هذا السباق، كما يراها أنصار هاريس. وفي وقت سابق أثناء حديثه إلى شبكة سي إن إن، دافع والز عن هاريس ضد الانتقادات، وخاصة تلك الصادرة عن الرئيس السابق دونالد ترامب.
القليل من الوقت
وقبل ثلاثة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية، لم تعد كامالا هاريس ومرشحها لمنصب نائب الرئيسة يملكان الكثير من الوقت لتعريف الناخبين عليهما وإقناعهم بمنحهما أصواتهم في استحقاق الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.
وتيم والز غير معروف كثيرا خارج ولاية مينيسوتا، وله مسار غير تقليدي للسياسيين الأمريكيين إذ كان سابقا أستاذ جغرافيا ومدربا لكرة القدم الأمريكية.
وسينضم اعتبارا من هذا المساء إلى هاريس في مهرجان انتخابي تعقده في فيلادلفيا بولاية بنسيلفانيا.
وسيزوران لاحقا عدة ولايات محورية أخرى، في جولة تستمر حتى السبت وستظهر تفاهمهما وانسجامهما.
وبنسيلفانيا من الولايات الأساسية التي ساهمت في فوز جو بايدن بالرئاسة في 2020 وسيتعين على الديموقراطيين الفوز بها مجددا في تشرين الثاني/نوفمبر.
وسيتيح تيم والز لهاريس جذب قاعدة ناخبة أوسع نطاقا من تلك التي تميل للتصويت لها أساسا كما سيساعدها على التعويض عن بعض نقاط ضعفها.
وعلق فريق حملة ترامب منددا باختيار والز.
وقالت كارولين ليفيت الناطقة باسم فريق حملة الرئيس السابق “على غرار كامالا هاريس، تيم والز هو متطرف ليبرالي خطر، وحلم هاريس والز” بتحويل الولايات المتحدة إلى صورة كاليفورنيا يشكل “كابوس كل أمريكي”.
واضطرت المرشحة الديموقراطية للرئاسة إلى حسم خيارها في أسبوعين فقط، في حين تستغرق عملية الاختيار هذه عادة أشهرا، وذلك بعد الصدمة التي أحدثها بايدن في 21 تموز/يوليو بإعلان سحب ترشيحه لولاية ثانية وتأييده ترشيح نائبته.
“بلد الحرية”
نجحت هاريس خلال أسبوعين في تعويض تخلفها عن ترامب في نوايا التصويت وشهدت تدفق مبالغ طائلة من التبرعات، ما أعطى زخما لانطلاقة حملتها، ويتعين عليها الآن الحفاظ على هذه الدينامية في الأشهر الثلاثة المقبلة.
وبقي الترقب لمعرفة مرشحها لنيابة الرئاسة حتى اللحظة الأخيرة، وكانت قائمة المرشحين المحتملين تتضمن بالأساس عدة رجال من البيض، وبينهم حاكم ولاية بنسيلفانيا جوش شابيرو والسناتور عن أريزونا رائد القضاء السابق مارك كيلي.
وفي منتصف تموز/يوليو، بعد أيام قليلة على تعرضه لمحاولة اغتيال في بنسيلفانيا، اختار ترامب جاي.دي. فانس مرشحها لمنصب نائب الرئيس، وهو سناتور أربعيني عن ولاية أوهايو، وهي ولاية صناعية أيضا في الغرب الأوسط الأمريكي.
لكن فانس أثار سلسلة من القضايا السجالات، مثبتا أنه عبء على حملة الرئيس السابق أكثر مما هو ورقة رابحة بيده.
وسيتوجه فانس في الأيام المقبلة الى بعض الولايات التي سيزورها أيضا الثنائي الديموقراطي، لحمل رسالة ترامب التي تتهم خصوصا هاريس بأنها مسؤولة عن أزمة الهجرة.
ويتهم ترامب منافسته المولودة من أب جامايكي أسود وأم هندية بانها أصبحت مؤخرا تقدم نفسها كـ”امرأة سوداء” لحسابات سياسية، وحملها الاثنين مسؤولية مشاكل أسواق المال الأمريكية التي تشهد حالة ذعر.
وتشير المرشحة الديموقراطية التي تركز حملتها بشكل خاص على حماية الحق في الإجهاض، بانتظام الى تجاوزات ترامب وتلخص الانتخابات بسؤال واحد “في أي نوع بلد نريد أن نعيش؟ بلد الحرية والتعاطف ودولة القانون أو بلد الفوضى والخوف والكراهية؟”.