تحذيرات من أن روسيا وإيران تهدفان إلى بث الفتنة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية
حذر مسؤولون أمريكيون من أن روسيا وإيران تهدفان إلى بث الفتنة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل.
ويتزامن هذا التحذير مع تقرير شركة “ميتا” كشفت فيه أن روسيا تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء حملات لخداع الجمهور عبر الإنترنت، لكن أشارت إلى أن هذه المحاولات لم تنجح.
تضليل روسي
وتأتي جهود ميتا لمكافحة خداع الجمهور باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر منصاتها مع تزايد المخاوف من إمكانية استخدام هذه التكنولوجيا لخداع الناس أو إرباكهم في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة ودول أخرى.
وقال مدير سياسة الأمن في ميتا، ديفيد أجرانوفيتش للصحفيين، إن روسيا لا تزال المصدر الرئيسي لهذه الحملات الخادعة باستخدام حسابات وهمية على فيسبوك وإنستغرام.
ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، تركزت تلك الجهود على تقويض أوكرانيا وحلفائها، بحسب التقرير، ومع اقتراب الانتخابات الأميركية، تتوقع ميتا أن تهاجم حملات الخداع عبر الإنترنت المدعومة من روسيا المرشحين السياسيين الذين يدعمون أوكرانيا.
قرصنة إيرانية
التقرير الصادر عن ميتا استبقه تحذير آخر من شركة غوغل، التي قالت إن قراصنة مدعومين من إيران يستهدفون الحملتين الانتخابيتين للمرشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية كامالا هاريس وخصمها الجمهوري دونالد ترامب.
وقال تقرير صادر عن غوغل بشأن التهديدات الالكترونية إن مجموعة قرصنة تعرف باسم APT42 ومرتبطة بالحرس الثوري الإيراني قامت بمحاولات اختراق لشخصيات ومنظمات رفيعة في إسرائيل والولايات المتحدة، بما في ذلك مسؤولين حكوميين وحملات انتخابية.
وكانت حملة هاريس قد أعلنت الثلاثاء عن استهدافها من قبل قراصنة الكترونيين أجانب، بعد أيام من ادعاء حملة دونالد ترامب أنها تعرضت للاختراق من قبل إيران.
وصرّح مسؤول في حملة هاريس أنه “في تموز/يوليو، أبلغت الفرق القانونية والأمنية في الحملة مكتب التحقيقات الفدرالي بأننا كنا هدفا لعملية تأثير من قبل فاعلين أجانب”.
وقال التقرير إن قسم تحليل التهديدات في غوغل لا يزال يرصد محاولات فاشلة من APT42 لاختراق الحسابات الشخصية لأفراد مرتبطين بالرئيس جو بايدن ونائبته هاريس إضافة إلى ترامب.
تصيد احتيالي
وتعمل مجموعة القرصنة عبر جمع معلومات عن الأهداف ووضع خطط “تصيّد” لخداع الضحايا من أجل الكشف عن كلمات المرور الخاصة بحساباتهم مثل البريد الالكتروني “جيميل”.
وتضمن التقرير أمثلة على ذلك بينها تظاهر القراصنة بأنهم مؤسسة أبحاث أو جهة اتصال موثوقة لجذب الضحايا إلى عقد اجتماعات فيديو مزيفة، حيث تكون هناك حاجة إلى استخدام كلمات المرور لتسجيل الدخول للمشاركة.
وفي حين أن جعبة القراصنة لا تخلو تقنيات كثيرة للاختراق، إلا أن البعض منهم يختار أساليب “الهندسة الاجتماعية” التي تدفع الضحية للنقر على رابط مفخخ أو تسجيل الدخول إلى نسخة طبق الأصل عن صفحة ويب حقيقية.
وأشارت غوغل إلى أنها أحبطت محاولات من APT42 لاختراق حملتي بايدن وترامب عام 2020.
ووفقا للتقرير، تضمنت لائحة أهداف مجموعة القرصنة الإيرانية في أيار/مايو وحزيران/يونيو من هذا العام محاولات اختراق حسابات بريد إلكتروني شخصية لنحو عشرة أشخاص مقربين من بايدن أو ترامب، لكن غوغل أحبطتها.
وذكرت غوغل أيضا أن المجموعة اخترقت حساب “جيميل” شخصي لمستشار سياسي مؤثر.
وأكدت “أن APT42 عامل تهديد متطور ومثابر لا يظهر أي إشارات لوقف محاولات لاستهداف المستخدمين ونشر تكتيكات جديدة”.
وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية إيران الاثنين من عواقب أي تدخل لها في الانتخابات بعد إعلان حملة ترامب عن تعرضها للاختراق.
واتهمت حملة ترامب السبت إيران بأنها كانت وراء عملية قرصنة وثائق وتوزيعها على وسائل إعلام تتعلق بجاي دي فانس، المرشح لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الجمهوري.
وحذّرت الحملة وسائل الإعلام من استخدام هذه الوثائق، قائلة إن مثل هذا العمل يخدم “أعداء أمريكا”.
معلومات “كاذبة ومضللة”
في السياق، حذرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية من أن جهات فاعلة “سيئة” تغمر المشهد الإعلامي بمعلومات “كاذبة ومضللة” قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مستهدفة بشكل غير متناسب المجتمعات الملونة.
وقالت المنظمة في تقرير لها نشر، الخميس، إن سيل المعلومات المضللة يثير المخاوف من أنه قد يغير أنماط التصويت وربما يؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية وغيرها.
والمعلومات المغلوطة هي انتشار غير مقصود لمعلومات كاذبة بدون نية واضحة للإضرار، بينما المعلومات المضللة هي معلومات كاذبة، لكنها تهدف إلى تضليل الناس بشكل متعمد.
وأضافت “هيومن رايتس ووتش” أن المعلومات المغلوطة يمكن أن تتضمن معلومات مشوشة أو غير صحيحة عن عملية التصويت، مشيرة إلى أن مجتمعات السود والبنيين والمهاجرين تتأثر بالمعلومات المضللة والمغلوطة، التي تستغل أحيانا الصدمات المشتركة بين هذه المجتمعات للتأثير على الناخبين.