هجوم بالزجاجات الحارقة والحجارة لمستوطنين إسرائيليين على الضفة الغربية
وصفت الأمم المتحدة هجوم المستوطنين الدامي على قرية في الضفة الغربية المحتلة بأنه “مروع”، وأضافت “إلى حد كبير، نرى إفلاتا من العقاب” في هجمات مماثلة.
وقالت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رافينا شامداساني للصحافيين إن الحكومة الإسرائيلية مسؤولة عن جزء على الأقل من العنف في الضفة، مشيرة إلى أن “على ذلك أن يتوقف”.
وقالت “هناك تقارير تفيد بأن قوات الأمن الإسرائيلية تقف مكتوفة اليدين بينما تقع الهجمات”.
وأضافت “هناك حتى تقارير تفيد بأنه يتم توزيع الأسلحة على المستوطنين. لذلك، هناك بكل وضوح مسؤولية على الدولة في هذا الصدد”.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن “عشرات المدنيين الإسرائيليين، بعضهم ملثمون”، دخلوا إلى قرية جيت غرب نابلس “وأضرموا النار في مركبات وبنى تحتية في المنطقة، وألقوا حجارة وزجاجات حارقة”.
وقالت شامداساني “كان الأمر مروعا.. الأمر اللافت والذي يتعيّن تذكره هو أن عملية القتل في جيت بالأمس لم تكن عبارة عن هجوم منعزل، وهي نتيجة مباشرة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية”.
وتابعت “نبلغ منذ سنوات عن مهاجمة مستوطنين مجتمعات الفلسطينيين في أرضهم في الضفة الغربية مع إفلات من العقاب، وفي الحقيقة هذا هو جوهر القضية: الحصانة التي يتمتّع بها مرتكبو هذا النوع من الانتهاكات الخطيرة”.
ارتفع منسوب العنف في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 منذ اندلعت حرب غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقتل مذاك أكثر من 600 فلسطيني بأيدي المستوطنين أو القوات الإسرائيلية، وفق السلطات الفلسطينية.
وأضافت شامداساني “تحققنا أنه منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر حتى الأمس، قتل 609 فلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك في القدس الشرقية، بينهم 146 طفلا وثماني نساء وأربعة أشخاص على الأقل يعانون إعاقة من نوع ما”.
وأضافت “يجب بوضوح أن يتوقف ذلك والمفتاح هو محاسبة المنفّذين”.
وأشارت إلى هجمات نفّذها مستوطنون وقوات الأمن الإسرائيلية.
وتابعت “إلى حد كبير، نرى إفلاتا من العقاب.. جرت بعض التحقيقات القليلة جدا، لكن حتى في هذه الحالات، غالبا، لم تفض هذه التحقيقات إلى إحقاق العدالة للضحايا وضد المعتدين”.
ردود الفعل الدولية
أعلن وزير الخارجية الفرنسي الجمعة أن هجوم مستوطنين يهود على بلدة في الضفة الغربية المحتلة “غير مقبول” وذلك خلال لقاء جمعه في القدس مع نظيريه الإسرائيلي والبريطاني.
وقال ستيفان سيجورنيه “إن أي عمل من شأنه أن يزعزع استقرار عملية التفاوض وإبرام اتفاق، ولا سيما بشأن وقف إطلاق النار” بين إسرائيل وحماس في غزة ويتم التفاوض عليه حاليا من قبل وسطاء أمريكيين ومصريين وقطريين “أمر غير مقبول، وهو غير مقبول خصوصا في هذه الفترة التي نعيشها”.
من جانبه أعلن مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجمعة أنه سيقترح فرض عقوبات على مسؤولين ردا على الهجمات التي ينفذها مستوطنون في الضفة الغربية المحتلة وسط “إفلام شبه تام من العقاب”.
وكتب بوريل على إكس “إننا ندين هجمات المستوطنين في جيت الرامية إلى ترهيب المدنيين الفلسطينيين” مضيفا أن “على الحكومة الإسرائيلية وقف هذه الأعمال غير المقبولة فورا”.
وأكد عزمه على “تقديم مقترح لعقوبات من الاتحاد الأوروبي ضد من يفسحون المجال أمام المستوطنين الذين يرتكبون أعمال عنف، بمن فيهم بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية”.
ونددت وزارة الخارجية الألمانية بالهجوم الذي نفّذه مستوطنون على مدينة في الضفة الغربية المحتلة، واصفة إياه بالـ “عنف غير المقبول”.
وقالت الوزارة على منصة إكس، “على إسرائيل التزام حماية الفلسطينيين في الضفة الغربية، ووضع حد لهذه الهجمات ومحاكمة مرتكبيها”.
كما دان وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بـ”أشد العبارات” هجوم المستوطنين الإسرائيليين “البغيض” على قرية فلسطينية في الضفة الغربية.
وقال للصحافيين خلال زيارة إلى القدس إن “مشاهد إحراق الأبنية ليلا وإلقاء القنابل الحارقة على السيارات.. ومطاردة الناس من منازلهم بغيضة.. وأدينها بأشد العبارات”.