وزير الخارجية الإسرائيلي أكد أن إسرائيل لا تسعى لحرب شاملة بعد هجوم حزب الله
على الرغم من تصاعد حدة التوتر على جبهة لبنان عقب تبادل للهجمات بين حزب الله وإسرائيل، جاءت بعض التصريحات الإسرائيلية في سياق ضرورة تجنب “التصعيد الإقليمي”.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان لها، الأحد، إن الوزير يوآف غالانت أطلع نظيره الأمريكي لويد أوستن على آخر التطورات على جبهة لبنان. وذكر البيان أيضا أن المسؤولين “ناقشا أهمية تجنّب التصعيد الإقليمي”.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد قال إن إسرائيل سترد على التطورات على الأرض لكنها لا تسعى إلى حرب شاملة.
في السياق نفسه، ذكرت صحيفة “يدعوت أحرونوت” أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تفيد بأن حزب الله يقوم حاليًا بتقييم الوضع ودراسة نتائج الهجوم والمتابعة. وقالت الصحيفة العبرية: وصلت رسالة من إسرائيل مفادها أن الحدث قد انتهى، وليس هناك نية لتوسيع العملية.
الموساد كان الهدف
أوردت “يدعوت أحرونوت” أن الضربة الاستباقية الإسرائيلية أحبطت هجومًا أكثر شمولاً، موضحةً أن خطط حزب الله كان ضرب منشآت استراتيجية بشكل رئيسي في المنطقة الشمالية، ولكن أيضًا في الوسط، بما في ذلك إمكانية إطلاق النار على منطقة جيليت حيث يقع مقر الموساد و القاعدة 8200.
وقال مصدر أمني للصحيفة إن “حزب الله خطط لإطلاق آلاف الصواريخ على مئات الأهداف العسكرية والاستراتيجية”.
من جانبها، أشارت صحيفة نيويورك تايمز أن الجيش الإسرائيلي دمر في غارته الاستباقية جميع قاذفات حزب الله التي كانت مبرمجة للإطلاق على منطقة وسط إسرائيل في الساعة 05:00.
أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أن حزب الله اللبناني كان خطّط ل”هجوم أكبر” تمّ “إحباط جزي كبير منه”، مشيرا الى تدمير “آلاف منصات” إطلاق الصواريخ العائدة للحزب في جنوب لبنان.
وقال الجيش في بيان “قامت نحو 100 طائرة حربية تابعة لسلاح الجو، بتوجيه من القيادة الشمالية وهيئة الاستخبارات، باستهداف وتدمير آلاف المنصات التابعة لحزب الله والتي تم وضعها وزرعها في جنوب لبنان”.
وأضاف “كانت موجهة نحو شمال إسرائيل وبعضها نحو وسط البلاد”.
وأكد المتحدث باسم الجيش نداف شوشاني لصحافيين أن حزب الله “أطلق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة تجاه شمال إسرائيل”، معظمها بعد بدء إسرائيل هجومها، وفق قوله.
وتابع أن هذا “كان جزءا من هجوم أكبر تمّ التخطيط له وتمكننا من إحباط جزء كبير منه هذا الصباح”، رافضا تحديد أهداف حزب الله.
تزامناً، أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان العزم “على بذل كل ما في وسعنا للدفاع عن بلدنا، وإعادة سكان الشمال بسلام إلى ديارهم ومواصلة الالتزام بقاعدة بسيطة: من يؤذينا نؤذيه”.
في المقابل، وصف حزب الله، إعلان إسرائيل شن هجوم استباقي ضد منصاته وإحباط هجومه بالادعاءات الفارغة. وقال الحزب في بيان: “ادعاءات إسرائيل حول العمل الاستباقي وتعطيلها لهجومنا مجرد ادعاءات فارغة تتنافى مع وقائع الميدان”.
وأضاف: “تم إطلاق جميع المسيرات الهجومية في الأوقات المحددة لها ومن جميع مرابضها وعبرت الحدود اللبنانية الفلسطينية باتجاه الهدف المنشود ومن مسارات متعددة، وبالتالي تكون عمليتنا العسكرية لهذا اليوم قد تمت وأنجزت”.
وأردف: “إن ادعاءات العدو حول العمل الاستباقي الذي قام به والاستهدافات التي حققها وتعطيله لهجوم المقاومة هي ادعاءات فارغة وتتنافى مع وقائع الميدان وسيتم تفنيدها في خطاب للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لاحقا هذا اليوم”.
وتابع الحزب: “الهجوم على إسرائيل استهدف مواقع وثكنات ومنصات القبة الحديدية”.
الجانب اللبناني
أحصت وزارة الصحة اللبنانية مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة آخرَين بجروح جراء غارات إسرائيلية على بلدات في جنوب لبنان.
وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية بأن الجيش الإسرائيلي استهدف بالغارات الجوية والقصف المدفعي مناطق واسعة في جنوب لبنان، بعضها بعيد نسبياً عن الحدود.
وأحصت الوكالة “نحو أربعين غارة” إسرائيلية في محافظة النبطية، طاولت في معظمها “مناطق حرجية ومفتوحة”.