استهداف خاركيف وهي ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا بقنبلة روسية موجهة
قُتل سبعة أشخاص على الأقل الجمعة في غارات روسية على خاركيف في أوكرانيا وخمسة آخرون في قصف أوكراني على بيلغورود في روسيا، وفقًا للسلطات المحلية التي أفادت أيضًا بسقوط عشرات الجرحى.
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إقالة قائد القوات الجوية بعد أيام من تحطم مقاتلة من طراز إف-16، وهي من المعدات العسكرية التي سلمها حلفاء كييف الغربيون مؤخرًا بعد انتظار دام نحو عامين.
Death toll from horrific Russian missile strike on Kharkiv apartment building rises to 7. Also about 100 injured including 22 youngsters, officials said. In Kyiv, waves of drones overnight prompted several air raid sirens #Ukraine pic.twitter.com/7b5UeRTh7w
— Michael Bociurkiw (@WorldAffairsPro) August 31, 2024
ميدانيًا، قالت السلطات الأوكرانية إن خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا وتقع في الشمال الشرقي على بعد نحو أربعين كيلومترًا من الحدود الروسية، استُهدفت الجمعة بقنبلة روسية موجهة، وهو سلاح مدمر.
ووفقًا لإيغور تيريخوف، رئيس بلدية المدينة التي كان يبلغ عدد سكانها 1.4 مليون نسمة قبل الحرب، فقد أصيب مبنى مكون من 11 طابقًا، وقُتل سبعة أشخاص على الأقل، بينهم فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا.
كما أسفر الهجوم عن إصابة 59 شخصًا على الأقل بجروح، بينهم تسعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و16 عامًا، وفقًا للحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف.
وسمع أحد صحافيي وكالة فرانس برس دوي انفجارات قوية في المكان.
ونشر حاكم المنطقة مقطع فيديو يظهر سيارات وشققًا سكنية تشتعل فيها النيران ويتصاعد منها دخان أسود كثيف.
وأكد زيلينسكي أن “هذه الضربة لم تكن لتحدث” لو سمح الغرب لبلاده باستهداف روسيا في العمق بالصواريخ البعيدة المدى التي زُودت بها.
ورفضت معظم الدول الغربية حتى الآن ذلك خوفًا من التصعيد مع موسكو.
وقال زيلينسكي: “نحن بحاجة إلى قرارات قوية من شركائنا لوضع حد لهذا الإرهاب”، مضيفًا “لا يوجد سبب منطقي للحد من دفاع أوكرانيا”.
قنابل عنقودية
في الجانب الروسي، قُتل خمسة أشخاص على الأقل وأصيب 37 آخرون الجمعة في قصف أوكراني على منطقة بيلغورود الروسية الحدودية، وفقًا لما أفاد به الحاكم، متهمًا كييف باستخدام قنابل عنقودية.
وقال فياتشيسلاف غلادكوف إن هذا الهجوم “شنته القوات المسلحة الأوكرانية بواسطة قنابل عنقودية أطلقت من راجمات صواريخ طراز +إم إل آر إس فامباير+ على مدينة بيلغورود ومنطقة بيلغورود”.
وأضاف عبر تطبيق تلغرام أن بين المصابين ستة أطفال، ثلاثة منهم “في حالة خطيرة”. ولحقت أضرار بثلاثة مبانٍ سكنية ومبانٍ أخرى.
وتعتبر الذخائر العنقودية التي تسلمت أوكرانيا عددا منها، خصوصا من الولايات المتحدة، مثيرة للجدل لأنها تنثر عبوات ناسفة صغيرة تشكل خطورة على المدنيين. ويحظر عدد كبير من الدول، خصوصا الأوروبية، استخدام هذه الذخائر.
تحطم إف-16
وسط هذه التطورات، أعلن زيلينسكي الجمعة إقالة قائد القوات الجوية ميكولا أوليشتشوك، غداة إعلان تحطم مقاتلة إف-16 أميركية الصنع التي تسلمتها كييف مؤخرًا.
وكتب زيلينسكي على تلغرام: “قررت استبدال قائد سلاح الجو في القوات المسلحة الأوكرانية”، بعد نشر مرسوم بهذا الصدد على موقع الرئاسة.
لم يوضح زيلينسكي أسباب هذا القرار الذي يأتي غداة إعلان تحطم مقاتلة إف-16، تسلمتها كييف أخيرًا من الدول الغربية بعدما طالبت بها مرارًا طوال عامين.
وذكر الجيش الأوكراني أن حادث التحطم، الذي أودى بحياة الطيار أوليكسي ميس الذي تلقى تدريبًا في الولايات المتحدة، وقع خلال هجوم روسي كبير بالصواريخ والطائرات المسيرة الاثنين.
ولم تدل السلطات الأوكرانية سوى بمعلومات ضئيلة عن الحادث.
من جهتها، قالت النائبة الأوكرانية ماريانا بيزوغلا، العضو في لجنة الدفاع في البرلمان، إن المقاتلة الأمريكية أُسقطت عن طريق الخطأ بواسطة إحدى منظومات باتريوت للدفاع الجوي “بسبب سوء تنسيق بين الوحدات”.
وفي رسالة على تلغرام، انتقدت بيزوغلا الخميس “ثقافة الكذب” داخل القيادة العسكرية الأوكرانية و”عدم محاسبة أي من الجنرالات” و”بقاء الجنرال أوليشتشوك في منصبه”.
وأضافت الجمعة أن “هذه هي المرة الثالثة على الأقل” التي تُسقط فيها طائرة أوكرانية عن طريق الخطأ بواسطة الدفاعات الجوية الأوكرانية، موضحة أن “الحادثين السابقين نُسبا رسميًا إلى الروس”.
وقبل إقالته، وعد قائد سلاح الجو عبر فيسبوك الجمعة بـ”تبيان أسباب الكارثة الجوية” التي تعرضت لها المقاتلة، مؤكدًا أنه “لن يخفي شيئًا”.
واتهم بيزوغلا بأنها تسعى “لتشويه سمعة المسؤولين العسكريين الكبار” والولايات المتحدة، الدولة المصنعة لمقاتلات إف-16 ومنظومة باتريوت للدفاع الجوي.
وأعلنت أوكرانيا في بداية آب/أغسطس أنها تلقت دفعة أولى من طائرات إف-16.