اليونان تخطط لفرض ضريبة جديدة على زوار جزيرتي سانتوريني وميكونوس
لا للسياحة المُفرطة.. من هذا المنطلق بدأت العديد من دول العالم العمل على وضع إجراءات وقوانين جديدة للتقليل من عدد السياح الأجانب، الذي بات يؤثر على السكان ومعيشتهم -على حد قولهم-.
وآخرها كانت اليونان، حيث قال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، يوم الأحد، إن بلاده تنوي فرض ضريبة بقيمة 20 يورو على الزوار القادمين على متن سفن سياحية إلى جزيرتي سانتوريني وميكونوس خلال ذروة فصل الصيف، وذلك في محاولةٍ لتجنب السياحة المفرطة.
ولكن في ظل اعتماد اليونان على قطاع السياحة بشكل كبير، كونه المحرك الأساسي لاقتصاد البلد الذي لا يزال يتعافى من أزمة استمرت عقداً من الزمان قضت على ربع ناتجه المحلي، ما مدى خطورة تقليل عدد السياح على البلد واقتصاده؟ وهل يمكن أن تؤثر هذه الضريبة على الزوار الأجانب فعلاً؟
ضريبة جديدة.. ما مدى تأثيرها؟
وحول هذا الأمر، قالت الخبيرة الاقتصادية، سمر عادل، خلال حوار خاص لها مع أخبار الآن، إن مبلغ 20 يورو -الضريبة التي تخطط اليونان لفرضها على السياح- سيؤثر وفقاً لمستوى دخول السياح إلى البلد وبالتحديد لزيارة جزيرتي سانتوريني وميكونوس.
وأضافت عادل خلال قولها، أن الأمر أيضاً يختلف حسب شريحة كل سائح، حيث دائماً ما يتم تقسيم السياح لشرائح، منهم مَنْ يكون 3 نجوم أو 5 نجوم أو 7 نجوم وما إلى ذلك -وفقاً لإمكانيات السائح-، لذا فإن الزائر الذي تكون إمكانياته قليلة من الوارد جداً أن يتأثر بمبلغ الضريبة وبالتالي سيؤدي ذلك لتراجع عدد السياح، مع تأكيدها بالقول على أن القطاع السياحي في الدول غالباً ما يعتمد على السياح الذين ينتمون للشرائح ذات الإمكانيات الأقل وليست العالية.
وتعاني جزيرة سانتوريني التي يقطنها نحو 20 ألف نسمة، من خطر تعرضها لأضرار شديدة بسبب زيادة عدد السائحين بشكل مفرط، وإحدى مشكلاتها هي السفن البحرية، حيث قال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس “لقد أثقلت سفن الرحلات البحرية كاهل سانتوريني وميكونوس ولهذا السبب نواصل التدخلات.”
أما حول تأثير تراجع عدد السياح على اليونان، أكدت الخبيرة الاقتصادية على أن “هذا الأمر سيؤثر بالتأكيد على اقتصاد البلد، لأن قطاع السياحة يعد مكوناً أساسياً ومهماً لدخل اليونان، وبالتالي فإن تراجعه سيؤثر على حجم النمو الاقتصادي ومؤشر الاقتصاد الكلي وسيؤدي بدوره لزيادة معدلات الفقر والبطالة، عدا عن أنه يشتبك مع قطاعات أخرى يمكن أن يؤثر عليها كقطاع الصناعة وقطاع التغذية وغيرهم.
فيما أوضحت عادل على أن هذا الأمر يُمكن أن ينعكس إيجابياً على دول أخرى، بحيث تستفيد من تراجع زيارة السياح إلى اليونان والدول الأخرى التي قد فرضت ضرائب مشابهة على السياح الأجانب، وبالتالي يتم البحث عن وجهات سياحية أخرى أفضل، مثل: الدول العربية “كدولة الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، مصر و…..”، دول شرق آسيا، دول في قاة أفريقيا وما إلى ذلك.
في إيطاليا.. ضرائب جديدة على السياح
تدرس رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، بموجب مشروع مرسوم صادر هذا الصيف، رفع الضريبة السياحية التي تبلغ حالياً حوالي خمسة يورو لليلة الواحدة، إلى 10 يورو للغرف التي تكلف 100 يورو، و15 يورو للغرف التي تكلف أكثر من 400 يورو، و25 يورو للأجنحة الفاخرة التي تكلف أكثر من 750 يورو.
وحول ذلك قالت مارينا لالي، رئيسة الهيئة المهنية للسياحة “لا ينبغي لنا أن نخيف السياح بضرائب مرتفعة للغاية، لدينا أصلاً معدل مرتفع للغاية من ضريبة القيمة المضافة”، وذلك حسب موقع CNN.
تعد إيطاليا رابع أكثر الوجهات السياحية شعبية في العالم، مع استقبالها 57,2 مليون سائح أجنبي العام الماضي أنفقوا 55,9 مليار دولار، وذلك حسب منظمة السياحة العالمية.
نيوزيلندا تُضاعف الضريبة السياحية
رفعت نيوزيلندا قيمة ضريبة الزائر الدولي، للحفاظ على البيئة والسياحة، من 35 دولار نيوزيلندي (22 دولار) إلى 100 دولار نيوزيلندي (62 دولار)، سيتم تطبيقها اعتباراً من الأول من أكتوبر القادم.
تم إدخال ضريبة الزائر الدولي هذه في عام 2019، بهدف المساعدة على تغطية تكاليف حماية البيئة في جميع أنحاء البلاد، ولا تُعتبر رسوم الدخول إلى نيوزيلندا التكلفة الإضافية الوحيدة التي ستؤثر على السيّاح الذين يزورون نيوزيلندا، إذ أن أسعار التأشيرات السياحية المرتفعة ستبدأ في الأول من أكتوبر، وستزيد من 131 دولاراً إلى 211 دولاراً، حسب CNN.
وحسبما قال وزير الضيافة والسياحة النيوزيلندي، مات دوسي، بأن السياح الدوليين أنفقوا أكثر من 11 مليار دولار في نيوزيلندا بين مارس 2023 ومارس 2024.
رش السياح الأجانب بالمياه!
في بداية شهر يوليو الماضي، قام متظاهرون في مدينة برشلونة الإسبانية برش الزوار بالماء وهم يهتفون عبارة “أيها السياح عودوا إلى بيوتكم”، بينما حمل آخرون لافتات تحمل شعارات من بينها “برشلونة ليست للبيع”.
تعد هذه المظاهرة الأحدث ضد السياحة الجماعية في إسبانيا، التي شهدت تظاهرات مماثلة في جزر الكناري وجزيرة مايوركا قبل ذلك، ونددوا بتأثيرها على تكاليف المعيشة، ونوعية الحياة بالنسبة للسكان المحليين.
ومن الواضح أن هذه الشكاوى أصبحت شائعة في العديد من المناطق السياحية الشهيرة حول العالم، والتي شهدت أعداداً قياسية من الزوار مؤخراً مع تعافي صناعة السفر بعد تأثرها خلال جائحة كورونا.