مطار زايد الدولي.. لا حاجة لجواز السفر أو الهوية

ضمن الجهود الساعية إلى الحدّ من التعقيدات التقليدية في السفر، يسعى مطار زايد الدولي في أبوظبي إلى تقديم نقلة نوعية غير مسبوقة في تجربة المسافرين. بحلول عام 2025، سيصبح هذا المطار أول مطار في العالم “خالٍ من الوثائق“، حيث سيعتمد على تقنيات متطورة مثل الذكاء الاصطناعي والتعرف على الوجوه في جميع نقاط التفتيش الأمني في المطار والهادف إلى تركيب أجهزة استشعار بيومترية لتسهيل كافة مراحل السفر.

مشروع السفر الذكي

ستعتمد هذه التقنية الثورية على ربط أنظمة مطار زايد بقواعد بيانات الهوية والجنسية في الإمارات، مما يُتيح التحقق من هوية المسافرين بشكل تلقائي وفوري.

وتُستخدم هذه التكنولوجيا بالفعل في أقسام معينة من مطار زايد، خصوصًا للرحلات الجوية التي تديرها شركة الطيران الشريكة لها، الاتحاد للطيران.

مطار زايد.. أول مطار خالٍ من الوثائق في العالم بحلول 2025

يُذكر أن شركة الاتحاد للطيران تُطبّق بالفعل أنظمة التعرّف على الوجوه في بعض خدماتها، مثل الصعود إلى الطائرة وتسليم الأمتعة، إلا أنّ المشروع الجديد سيُعمّم هذه التقنية ليشمل جميع مراحل السفر.أي أن عملية التحقق من التذكرة ووثائق السفر بأكملها ستستغرق سبع ثوانٍ تقريباً.

فوائد السفر الذكي

تستخدم أبوظبي بالفعل هذه التكنولوجيا في أقسام محددة من مطار زايد، خصوصًا للرحلات التي تديرها الاتحاد للطيران. ومع ذلك، يهدف المشروع إلى تعميم هذه التقنية على كل مراحل حركة الركاب، مما يجعله الأول من نوعه عالميًا. وفقًا لأندرو ميرفي، كبير مسؤولي المعلومات في مطار زايد الدولي، سيتم التعرف على الركاب تلقائيًا من خلال التعرّف على الوجه أو قزحية العين، مما يعزز سرعة وكفاءة العملية.

كما أضاف أنّها (القياسات البيومترية) “صُمّمت من دون الحاجة للتسجيل المسبق، فسيتم التعرف على الركاب تلقائيًا، والمصادقة عليهم أثناء تنقلهم عبر المطار، ما يؤدي إلى تسريع العملية بأكملها بشكلٍ كبير”.وأوضح ميرفي أنه يتم جمع البيانات الحيوية لأي شخص يصل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لأول مرة، سواء كان مقيمًا أو سائحًا، عند قسم الهجرة، من قبل الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ (ICP).ويستفيد نظام المطار من قاعدة البيانات هذه للتحقق من الركاب أثناء مرورهم عبر نقاط التفتيش.

 

مطار زايد.. أول مطار خالٍ من الوثائق في العالم بحلول 2025

البوبات الذكية بمطار زايد الدولي (وأم)

على الرغم من التطور التكنولوجي، سيظل للركاب خيار استخدام الوسائل التقليدية مثل جوازات السفر وبطاقات الصعود للطائرة. وقد أظهر استطلاع من الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن 75% من الركاب يفضلون استخدام البيانات البيومترية على الوثائق الورقية، مع الاعتراف بأن نسبة 25% قد تفضل التفاعل البشري أو تشعر بعدم الارتياح تجاه التكنولوجيا.

وجاء في بيان صادر عن مطارات أبو ظبي أن المشروع ”سيعزز أداء شركات الطيران من خلال الاستغناء عن الحاجة إلى توسعات البنية التحتية المكلفة والكشف الفعال عن الاحتيال والتزوير في وثائق الهوية

الخطوات نحو المستقبل

يعد مطار زايد الدولي نموذجًا للمطارات المستقبلية، حيث يعزز من كفاءة التشغيل ويعطي الأولوية لراحة المسافرين، هذه الخطوة الطموحة تتماشى مع رؤية أبوظبي لتحسين البنية التحتية وتطوير قطاع الطيران بما يتناسب مع المعايير العالمية الحديثة.

 

ويمثل مطار مطار زايد.. أول مطار خالٍ من الوثائق في العالم بحلول 2025زايد الدولي مثالاً حيًا على كيفية استخدام التكنولوجيا لتحسين حياة الناس وتسهيل تجربة السفر، من المتوقع أن يكون هذا التطور نقطة تحول في عالم السفر الجوي، مما يجعل أبوظبي في طليعة المدن التي تتبنى الابتكارات الحديثة في هذا المجال.

التقدم البيومتري في مطارات الاتحاد الأوروبي

بدأت السلطات الإيطالية تجارب في مايو على برنامج مماثل يسمى “فايس بوردينغ” يستخدم تقنية التعرف على الوجه في مطارين: ميلانو ليناتي وكاتانيا.

تقول شركة “سي إي آي”، وهي الشركة التي تدير النظام الإيطالي الجديد، على الموقع الإلكتروني لمطار ميلانو – ليناتي، إن أولئك الذين يشتركون في نظام “فايس بوردينغ” ستتم معالجة بياناتهم فقط ”لغرض المشاركة في المشروع”.

ويُشير موقعهم الإلكتروني إلى أنه ”لا يتم تخزين صور الوجه، ولكن يتم استخدامها فقط لإنشاء قالب بيومتري مطلوب لاجتياز الفحوصات الأمنية والصعود في النهاية إلى البوابة”.

كما اشتركت في النظام شركات طيران فردية مثل الخطوط الجوية الاسكندنافية لاستخدام النظام لعملائها.

مطار زايد.. أول مطار خالٍ من الوثائق في العالم بحلول 2025

مطار زايد بأبوظبي من الأعلى (غيتي

ويستعد الاتحاد الأوروبي أيضاً لإطلاق نظام الدخول/الخروج “إي إي أس”، وهو نظام تسجيل تلقائي للمسافرين من المملكة المتحدة والدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

تجدر الإشارة إلى أن عدداً من المطارات الأوروبية شرعت في تطبيق أنظمة مماثلة على نطاق مُصغّر، حيث تُجرى تجارب في إيطاليا على نظام “فايس بوردينغ” الذي يعتمد على التعرّف على الوجوه، فيما يستعدّ الاتحاد الأوروبي لإطلاق نظام “إي إي أس” لتسجيل دخول المسافرين بشكل آلي.