الجيش الإسرائيلي يطلب من سكان جنوب لبنان عدم التحرك في جنوب نهر الليطاني
وجّهت إسرائيل إنذاراً لأهالي بعض البلدات الجنوبية في لبنان، طالبةً منهم عدم التحرك بالمركبات من منطقة الشمال إلى منطقة جنوب نهر الليطاني.
وكانت إسرائيل قد أعلنت أن قواتها شنت غارات داخل لبنان يوم الثلاثاء، لتبدأ عملياتها البرية المتوقعة على نطاق واسع بعد أسبوعين من الغارات الجوية المدمرة ضد هيكل قيادة حزب الله ومواقع الأسلحة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن العمليات في لبنان بدأت ليل الاثنين وشارك فيها مظليون وقوات كوماندوز من الفرقة 98 النخبة، التي تم نشرها على الجبهة الشمالية قبل أسبوعين من غزة حيث كانت تقاتل منذ أشهر.
#عاجل 🔴 بيان عاجل لسكان #جنوب_لبنان في القرى التالية: يارون, عين ابل، مارون الراس, طيري, حداثا عيتا الجبل (الزط), جميجيمة, تولين، دير عامس، برج قلويه، البياضة، زبقين جبال البطم، صربين, الشعيتية, كنيسة, الحنية, معركة, غندورية، دير قنون – مالكية الساحل, برج الشمالي, ابل السقي,… pic.twitter.com/iKgx7m3oO4
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) October 1, 2024
وأوضح أن قواته الجوية ومدفعياته دعمت القوات البرية التي شاركت في “غارات برية محدودة ومحلية ومستهدفة” ضد حزب الله في قرى جنوب لبنان والتي شكلت “تهديدًا مباشرًا للمجتمعات الإسرائيلية في شمال إسرائيل”.
وقال مصدر أمني لبناني لرويترز إن وحدات إسرائيلية عبرت إلى لبنان خلال الليل لعمليات استطلاعية.
وتمثل العملية في لبنان تصعيدًا للصراع في الشرق الأوسط بين إسرائيل والمسلحين المدعومين من إيران والذي يهدد الآن بجر الولايات المتحدة وإيران.
وقد أفاد سكان محليون في بلدة عيتا الشعب الحدودية اللبنانية بقصف عنيف وصوت طائرات هليكوبتر وطائرات بدون طيار في السماء. وأطلقت الصواريخ مرارًا وتكرارًا فوق بلدة رميش الحدودية اللبنانية، مما أضاء سماء الليل.
خريطة توضح موقع عيتا.
في هذا السياق، اعتبر العميد المتقاعد سعيد قزح أنه لا يمكن التكهن بالمسافة التي قد تصل إليها القوات الإسرائيلية، وما إذا ستكون العملية محدودة بالفعل كما قالت، مشيراً إلى “الإسرائيليين دائماً ما يعلنون أهدافاً لكن في خلال الهجوم والتقدم البري يطورون هذا الهجوم وبالتالي من الممكن أن يصلوا إلى أهداف أخرى”.
وتوقّع قزح في حديث خاص لـ”أخبار الآن” أن تكون إسرائيل قد حددت أهدافها الأولى بالخط الممتد إلى كفرشوبا والناقورة، وهو الخط المشرف على المستوطنات الإسرائيلية وذلك لإبعاد أي خطر للرماية المباشرة من هذه المناطق على المستوطنات”.
وتحدّث قزح عن قوّتين كبيرتين يمتلكهما حزب الله، وهما القوة الصاروخية والقوة البشرية. وقال: القوة البشرية الهجومية التي كان من المتوقع منها أن تقوم بعلميات خاصة وهي قوة الرضوان تلقت ضربة كبيرة جدًا ويلزمها وقتًا لإعادة التنظيم، ويمكن أن تقوم بإعادة تنظيم سريع للقيام بعمليات أخرى.
وأضاف: القوة الدفاعية ما زالت منتشرة في الجنوب، وما قامت به إسرائيل على مدى الأيام والأسابيع الماضية وخلال السنة الماضية، هو تدمير لهذه القوة وتدمير مراكز إطلاق الصواريخ المضادة للدروع، وتدمير مخازن الأسلحة والذخيرة التي وزعها حزب الله على كل القطاعات.
وسأل: لكن هل قامت إسرائيثل بتدمير معظم هذه المخازن؟ هذا ما لا نعرفه، وعلينا أن ننتظر الأرض والميدان لنعرف ما إذا كان حزب الله سيستطيع فرملة وتأخير التقدم أم لا، أم أن هناك مفاجآت أخرى قد حضرتها إسرائيل على غرار مفاجأة البايجر.
ما هي أهداف العملية؟
نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، المقربة من حزب الله، عن مصادر قولها “إن على اللبنانيين توقّع حربٍ قاسية جداً، وإن إسرائيل لن توفّر أي هدف مدني أو يخص الدولة اللبنانية في سياق تحقيق هدفها، وخصوصاً أنها تريد تغييراً سياسياً واسعاً في لبنان يواكب أيّ حلّ يقوم بعد الحرب”.
وأوردت الصحيفة معلومات تفيد بأن الجيش الإسرائيلي سيلجأ الى “عمليات خاصة، ومفاجئة، تستهدف إحباط خطط حزب الله لصدّ الهجوم البري”، مشيرةً إلى أن “مسرح العمليات المتوقعة قد لا يكون جوهره في المناطق الحدودية، بل يتعدّاه الى مناطق في عمق لبنان، وسط مؤشرات بالسعي الإسرائيلي للوصول الى مناطق بقاعية على الحدود مع سوريا”.
وأضافت المصادر: “يريد الجيش الإسرائيلي قطع الطرقات ومنع التواصل بين المناطق، وإن القصف العنيف سيتيح لقواته التحرك من دون اللجوء إلى سلاح المدرعات، وإن الهدف المركزي الأول للعملية البرية هو الوصول الى منشآت تقول بأن حزب الله أقامها تحت الأرض ولا يمكن تدميرها إلا من خلال الوصول إليها.”
على الأرض
لفتت ميري إيسين، ضابطة الاستخبارات السابقة في الجيش الإسرائيلي والتي تم إطلاعها على المداولات الأمنية، إن جزءًا كبيرًا من قوة رضوان النخبوية التابعة لحزب الله، المتمركزة على طول الحدود مع إسرائيل، تراجعت تحت الأرض.
وأضافت: “بغض النظر عن عدد المرات التي نهاجم فيها، لا يمكنك تدمير ذلك من الجو، ولكي تتمكن من الوصول إلى تلك الساحة تحت الأرض… عليك أن تدخلها”.
وأشارت إلى أن حزب الله يفضل محاربة إسرائيل على الأرض، “حيث يشعرون بالأمان، ولديهم أفخاخ” وسيحاولون “قتل أكبر عدد ممكن من الجنود الإسرائيليين”.
الأمريكي في العتمة؟
قال مسؤول أمريكي لصحيفة واشنطن بوست، متحدثًا بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة المحادثات الخاصة، إن إسرائيل قلصت على ما يبدو خططها لحملة برية كبرى. وأضاف إن إسرائيل أبلغت واشنطن أنها ستشن المزيد من التوغلات المحدودة، وتركز على تدمير منصات إطلاق الصواريخ ومخابئ الأسلحة لحزب الله، ثم تنسحب.
وذكر المسؤول الأمريكي أن إدارة بايدن قلقة من أن ما بدأ كعملية محدودة زمنيًا وجغرافيًا قد ينمو إلى شيء أكبر وأطول أمدًا، وتناقش قلقها مع الإسرائيليين. ومع ذلك، مرارًا وتكرارًا على مدار العام الماضي، بدا أن واشنطن في الظلام بشأن النوايا العسكرية الإسرائيلية، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.