ماذا كشف مسؤولون إسرائيليون بعد الضربة الإيرانية على إٍسرائيل؟
أطلقت إيران نحو 180 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل ليل الثلاثاء، في قصف جوي ضخم اعترضت الدفاعات الجوية غالبية مقذوفاته.
مع ذلك، نجح بعضها في اختراق طبقات متعددة من أنظمة الصواريخ أرض-جو المجهزة للدفاع. فهل نجحت إيران حقاً في اختراق أحد أفضل أنظمة الدفاع الجوي في العالم؟ وإذا فعلت ذلك، كيف؟ وهل ينذر ذلك بزيادة في التصعيد بمنطقة الشرق الأوسط الملتهبة أساساً؟
عندما شنت إيران آخر هجوم على تل أبيب في أبريل/نيسان، تم الإعلان عن الضربة قبل ذلك بفترة طويلة لدرجة أن معظم العالم كان لديه أسبوع للاستعداد. وقد تم منح ذلك تل أبيب وحلفائها الوقت الكافي للاستعداد لنشر طائرات مقاتلة وسفن حربية للمساعدة في إسقاط وابل الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية.
أما الهجوم الأخير “فكان أكثر إثارة للدهشة نسبيًا”، كما قال صامويل هيكي، من مركز مراقبة الأسلحة ومنع الانتشار لصحيفة “تلغراف” البريطانية.
من جهة أخر ى، تكوّنت الضربة الإيرانية ليل الثلاثاء في الغالب من صواريخ كروز وطائرات بدون طيار.
وقال هيكي: “لقد استخدمت صواريخ كروز وطائرات بدون طيار أبطأ – طائرات بدون طيار انتحارية – يمكن إطلاقها من السماء بواسطة الطائرات”، علماً أنه يمكن للصواريخ الباليستية أن تطير بسرعات تفوق سرعة الصوت مما يجعل اعتراضها بواسطة الطائرات المقاتلة أو الأنظمة الأرضية أكثر صعوبة.
ونظرًا لوجود مخاوف حقيقية بشأن ندرة صواريخ الدفاع الجوي الاعتراضية وسط استمرار حرب أوكرانيا والحرب التي تخوضها إسرائيل، فهناك مخاوف من أن إيران قد تحاول إغراق تل أبيب في أي قصف واسع النطاق، وهذا ما يجعل الصواريخ قادرة على اختراق نظام الدفاع الجوي.
قال السيد هيكي: “يبدو أن إيران أطلقت الليلة عددًا أقل من الصواريخ ولكنها أكثر تقدمًا، ولكن إذا تصاعد هذا إلى صراع، فهذا شيء ربما تكون تل أبيب على علم به”.
رد تل أبيب
حذّر مسؤولون إسرائيليون من حرب إقليمية شاملة قائلين لوكالة أكسيوس الأمريكية إن تل أبيب ستشن “ردا قويا” على الهجوم الصاروخي الضخمفي غضون أيام والذي قد يستهدف منشآت إنتاج النفط داخل إيران وغيرها من المواقع الاستراتيجية.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن جميع الخيارات ستكون على الطاولة بما في ذلك الضربات على المنشآت النووية الإيرانية.
وقال مسؤول إسرائيلي: “لدينا علامة استفهام كبيرة حول كيفية رد الإيرانيين على الهجوم، لكننا نأخذ في الاعتبار احتمال أن يذهبوا بكل قوتهم، وهو ما سيكون لعبة مختلفة تمامًا”.
ويشير العديد من المسؤولين الإسرائيليين إلى منشآت النفط الإيرانية كهدف محتمل، لكن البعض يقول إن الاغتيالات المستهدفة وتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية هي أيضًا احتمالات.
وقد يشمل رد تل أبيب غارات جوية من طائرات مقاتلة فضلاً عن عمليات سرية مماثلة لتلك التي قتلت زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران قبل شهرين.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن “الانتقام” سيكون أكثر أهمية هذه المرة.
وانعقد مجلس الوزراء الأمني يوم الثلاثاء في مخبأ حكومي تحت الأرض داخل جبل بالقرب من القدس.
وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي لوكالة أكسيوس إن عشرات الصواريخ الإيرانية أطلقت على مقر الموساد لكن لم يصب أي منها داخل المجمع.
وقد أشار مسؤولان إسرائيليان إلى أن اجتماع مجلس الوزراء انتهى بعد عدة ساعات بتفاهم على أنه سيكون هناك رد عسكري ولكن دون قرار واضح بشأن ماهية هذا الرد. علماً أن مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً كشف لأكسيوس أن أحد أسباب عدم اتخاذ قرار في اجتماع مجلس الوزراء هو رغبة المسؤولين في تل أبيب بالتشاور مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.