ربط غياب الغارات عن الضاحية بضغوط أمريكية على إسرائيل
غابت الغارات الإسرائيلية عن ضاحية بيروت الجنوبية خلال اليومين الماضيين فيما تكثّفت في مناطق أخرى، وقد ربطت بعض الجهات هذا الأمر بالضغوط الدبلوماسية الدولية التي تُمارس على تلّ أبيب للحدّ من التدمير والقتل.
وفي هذا السياق، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، الأحد، أن المستوى السياسي أوعز للجيش بعدم استهداف بيروت والضاحية، وأن سلاح الجو لم ينفذ خلال الأيام الثلاثة الماضية غارات هناك.
وأضافت أن قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال إريك كوريلا، الذي زار البلاد قبل حوالي أسبوع، طلب من رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أن يتوقف الجيش الإسرائيلي عن مهاجمة بيروت والضاحية، ورفع رئيس الأركان الطلب إلى المستوى السياسي.
وتابعت: “يوم الأربعاء الماضي، في محادثة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، طلب بايدن عدم قيام الجيش الإسرائيلي بمهاجمة بيروت والضاحية”.
وأشارت إلى أنه “بعد ظهر يوم الخميس، تم تنفيذ الهجوم الأخير، ومنذ ذلك الحين لم يقم الجيش الإسرائيلي – بتوجيه من المستوى السياسي – بالهجوم هناك (بيروت والضاحية).
هذه التصريحات نفتها مصادر إسرائيلية عدة واصفة ما نشر بهذا الشأن بأنه “عار عن الصحة”.
وقد نقلت وسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة هآرتس، الاثنين، عن مسؤول إسرائيلي رفيع في المستوى السياسي لم تسمّه أنّ إسرائيل ستواصل القصف في لبنان بما في ذلك العاصمة بيروت في الأيام المقبلة.
وأضاف المسؤول الكبير أنّ “إسرائيل تهاجم كل مكان في لبنان، بما في ذلك بيروت. لقد أثبتنا ذلك في الآونة الأخيرة وسنثبته في الأيام المقبلة أيضاً، وفقاً لاعتبارات عملياتية”.
وفي السياق عينه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أنه لم يبق في أيدي حزب الله سوى ثلث الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى. وأضاف غالانت بالقول: “تمكنا من القضاء على قيادة حزب الله العليا بشكل شبه كامل”.
ومن الجبهة الشمالية، قال غالانت إن إسرائيل ستدمر الخط الأول من قرى حزب الله على الحدود، مضيفاً بالقول: “كل قرى الخط الأول في لبنان هدف لنا وندمرها واحدة تلو الأخرى”. وقال غالانت: “لن نسمح لحزب الله بالعودة إلى القرى الحدودية”.
وفي الشأن السياسي بلبنان، كشف مصدر وزاري مقرّب من ميقاتي، أن “جهود رئيس الحكومة مع الأمريكيين والأوروبيين أثمرت تفهماً من المجتمع الدولي لحراجة الوضع في لبنان، وضرورة وقف التدمير الذي تعتمده إسرائيل والذي بلغ ذروته في الأسبوعين الأخيرين”.
وأكّد المصدر لصحيفة “الشرق الأوسط“، أن “الضغط الدولي قائم ومستمرّ للجْم العدوان المتمادي، لكن لا أحد يأمن جانب إسرائيل، وثقة هذا المجتمع بـ(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو باتت شبه معدومة، بدليل أن الغارات لم تتوقف على مناطق البقاع والجنوب، التي تُوقِع يومياً مئات الضحايا بين شهيد وجريح، وطائرات الاستطلاع لا تفارق سماء العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية ليلاً نهاراً، وعلى مدار الساعة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن “الأمريكيين يمارسون ضغوطاً حقيقية على نتنياهو لوقف مجازره بحق المدنيين”.