ماذا كشفت وسائل الإعلام عن أهداف إسرائيل في جنوب لبنان؟
على وقع المعارك العسكرية في جنوب لبنان، والمحاولات الإسرائيلية المستمرة للتوغّل في العمق اللبناني، تتزايد الدعوات لوقف إطلاق النار من المجتمع الدولي.
لكن يبدو أن الطريق إلى وقف إطلاق النار، طويل ويتخلله العديد من المطبات، أبرزها الشروط التي تفرضها إسرائيل أمام أي حل دبلوماسي للصراع المشتعل مع حزب الله اللبناني.
وقد أوردت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، جوانب من مبادئ الإستراتيجية الأمنية السياسية الإسرائيلية والتي تقول إن الجيش الإسرائيلي سيحقق إنجازات عسكرية في غزة ولبنان، الأمر الذي سيجعل حماس وحزب الله في كلتا الساحتين يوافق، بل ويطلب، ترتيباً دبلوماسياً ينهي القتال بشروط تضعها إسرائيل.
وقالت الصحيفة: الانتقال من الإنجاز العسكري إلى التسوية سيتم بقرار من المستوى السياسي، أي رئيس مجلس الوزراء بموافقة مجلس الوزراء. وفي كل الساحات الخمس الأخرى، بما في ذلك إيران، يتلخص هدف الحرب في استعادة وتعزيز قوة الردع الاستراتيجي التي تآكلت بشدة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأضافت: الهدف هو إعادة خلق وضع يرى فيه جميع أعداء دولة إسرائيل، وكذلك أولئك الذين يجلسون على السياج، أن دولة إسرائيل عامل لا يستحق المواجهة، وإذا أمكن، يجب مواجهتها. ومن المرغوب فيه التعاون معها.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الاستراتيجية تعمل الآن في الشمال بشكل أسرع منها في الساحات الأخرى.
وتابعت: في لبنان، أصبح الجيش الإسرائيلي الآن أقرب إلى وضع يمكن فيه محاولة الانتقال إلى المفاوضات بشأن السلسلة الدبلوماسية. وقد بدأت استكشافات الوسطاء والأطراف بالفعل. إن ما جعل هذا الوضع ممكناً هو أولاً وقبل كل شيء الإنجاز العسكري، دون الخوض في مراجعة كل ما تم القيام به.
وأردفت: خلاصة القول اليوم هي أن الجيش الإسرائيلي قد عطل ثلثي قدرات حزب الله المضادة للنيران وجزء كبير منها. من القدرات النارية قصيرة المدى للمنظمة، في الوقت نفسه، تمكن الجيش الإسرائيلي من إبقاء معظم قوة رضوان ومقاتلي حزب الله على مسافة حوالي 5-8 كيلومترات من الحدود، بل إن جزءًا من القوة يقع شمال الليطاني.
أما بالنسبة للأهداف التي تسعى إسرائيل إلى تحقيقها، فأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترغب في أن يشمل الترتيب السياسي في لبنان: إزالة قوة الرضوان وقدرتها على إطلاق النار المباشر فيما وراء الليطاني؛ وحرمان المواطنين اللبنانيين من الوصول مباشرة إلى الحدود؛ الحظر الدولي الذي ستطبقه القوى العظمى والأمم المتحدة على نقل الأسلحة والذخائر من إيران إلى لبنان، سيتم تعزيزه وتجهيزه من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية تحت إشراف دقيق.
وأكّدت أن البند الأكثر أهمية بالنسبة لتل أبيب هو أن إسرائيل ستكون قادرة على فرض ترتيبات وقف إطلاق النار بنفسها، بقواتها الخاصة، معتبرةً أن الترتيب سيحافظ على حرية العمل الاستخباراتية والعملياتية للجيش الإسرائيلي، مما يسمح بشن غارات وعمليات عسكرية داخل أراضي لبنان.
وقالت: على النقيض من غزة، الظروف في لبنان أكثر ملاءمة وتسمح بالتنظيم، لأن هناك حكومة إلا أنه من الممكن التفاوض معها والتوصل إلى اتفاقات.
منطقة آمنة
إلى جانب تخطيط الجيش الإسرائيلي لمنع عودة النازحين اللبنانيين إلى القرى الحدودية في أي اتفاق مستقبلي، كشفت وسائل إعلام لبنانية أن واشنطن نقلت إلى المسؤولين اللبنانيين أن إسرائيل تريد الدخول إلى لبنان بعمق 3 كيلومترات وتحويل هذه المساحة بكاملها إلى منطقة محروقة.
ويتزامن ذلك مع إبقاء إسرائيل على مطلبها السابق بإقامة منطقة عازلة بعمق 10 كيلومترات على أن تكون المنطقة بين الـ3 والـ10 كيلومترات من مسؤولية اليونيفل والجيش اللبناني.