30 يوما.. بلينكن وأوستن يهددان إسرائيل
توتر غير مسبوق تشهده منطقة الشرق الأوسط.. إبادة في غزة وقصف متواصل على جنوب بيروت واتهامات لإسرائيل بتجويع الشعب الفلسطيني، رافقها تحذير قوي والأول من نوعه من واشنطن.
وفي ظل هذه التطورات حذرت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل “برسالة سرية تم تسريبها” من أنها يجب أن تتخذ خطوات خلال 30 يوماً لتحسين الوضع الإنساني في غزة، تفادياً لمواجهة قيود محتملة على المساعدات العسكرية الأمريكية، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية.
ووجّه كل من وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، رسالة لإسرائيل أكدا فيها على “وجوب أن تجري الحكومة الإسرائيلية تعديلات لنرى مجدداً ارتفاع مستوى المساعدات التي تدخل غزة، عن المستويات المتدنية للغاية التي هي عليها اليوم”.
وتعتبر الرسالة التي أُرسلت، الأحد 13 أكتوبر/تشرين أول 2024، أقوى تحذير مكتوب معروف من الولايات المتحدة لحليفتها إسرائيل، وتأتي تزامناً مع هجوم إسرائيلي جديد على شمال غزة، والذي تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
NEW — @SecBlinken & @SecDef demand #Israel take major steps to improve humanitarian conditions in #Gaza within 30 days, or face US legal consequences re. military support.
They also say dialogue on "civilian harm incidents" hasn't worked.
(via @BarakRavid) pic.twitter.com/Oy9iND2GPT
— Charles Lister (@Charles_Lister) October 15, 2024
مخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة
جاء في الرسالة أن الولايات المتحدة لديها مخاوف عميقة بشأن الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، مضيفةً أن إسرائيل منعت أو أعاقت ما يقرب من 90 في المئة من التحركات الإنسانية بين الشمال والجنوب الشهر الماضي.
ونقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مسؤول إسرائيلي قوله إن “المسؤولين الأمنيين في إسرائيل استلموا رسالة وزيري الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن ويراجعونها بدقة”.
وتشير رسالة بلينكن وأوستن إلى أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية أجبرت 1.7 مليون شخص على النزوح إلى منطقة المواصي الساحلية الضيقة، حيث يتعرض النازحون “لخطر العدوى المميتة” بسبب الاكتظاظ الشديد، وأن المنظمات الإنسانية تفيد بأنه لا يمكن تلبية احتياجاتهم للبقاء على قيد الحياة.
وتضيف الرسالة: “نحن قلقون بشكل خاص من أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية بما في ذلك وقف الواردات التجارية، ومنع أو إعاقة ما يقرب من 90 في المئة من التحركات الإنسانية بين شمال وجنوب غزة في سبتمبر/أيلول 2024، واستمرار القيود المرهقة والمفرطة ذات الاستخدام المزدوج، وفرض متطلبات جديدة للتدقيق والجمارك المرهقة على موظفي المساعدات الإنسانية والشحنات إلى جانب زيادة انعدام القانون والنهب تساهم في تسريع تدهور الأوضاع في غزة”.
وتقول الرسالة إن على تل أبيب”أن تعمل، ابتداءً من الآن وفي غضون 30 يوماً” على اتخاذ سلسلة من التدابير الملموسة لتعزيز إمدادات المساعدات، مضيفةً أن الفشل في ذلك قد “تكون له آثار على سياسة الولايات المتحدة”
تستشهد الرسالة بالقوانين الأمريكية التي يمكن أن تحظر تقديم المساعدات العسكرية للدول التي تعيق إيصال المساعدات الإنسانية الأمريكية.
350 شاحنة يوميا
جاء في مضمون الرسالة أيضاً إنه يجب على تل أبيب”زيادة جميع أشكال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة” قبل حلول فصل الشتاء، بما في ذلك تمكين ما لا يقل عن 350 شاحنة يومياً من الدخول عبر جميع المعابر الرئيسية الأربعة ومعبر خامس جديد، وكذلك السماح للأشخاص في المواصي بالتنقل إلى الداخل.
كما تدعو الرسالة تل أبيب إلى إنهاء “عزلة شمال غزة”، من خلال إعادة التأكيد على أنه “لن تكون هناك سياسة إخلاء قسري للمدنيين من شمال القطاع إلى جنوبه”.
رسالة مسربة
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، في مؤتمر صحفي، إن الرسالة كانت “رسالة دبلوماسية خاصة لم نكن ننوي نشرها على الملأ”.
ورفض ميلر التكهن بالعواقب التي قد تترتب على إسرائيل إذا لم تعزز من تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقال ميلر إن مهلة 30 يوماً ليست مرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2024، قائلاً إنها “مناسبة لمنح إسرائيل الوقت للعمل على حل القضايا المختلفة”.
وفي وقت سابق، أصرت تل أبيب على أنه لا توجد حدود لكمية المساعدات الإنسانية التي يمكن إيصالها إلى غزة، وألقت باللوم على وكالات الأمم المتحدة في عدم توزيع المساعدات، كما اتهمت حركة حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.
وضع كارثي
حذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أن الوضع في شمالي غزة “كارثي” حيث لا تعمل سوى 3 مستشفيات، بينما تكثف إسرائيل من عملياتها العسكرية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن التصعيد في الشمال يقوض بشدة قدرة الناس على الوصول إلى وسائل البقاء على قيد الحياة.
وأضاف أن شركاء الصحة التابعين للأمم المتحدة أفادوا بأن المستشفيات الثلاثة تعاني من نقص شديد في الوقود والدم ومستلزمات الإصابات والأدوية.
وقال إنه مع استمرار العمليات العسكرية في الخارج، فإن نحو 285 مريضاً لا يزالون في مستشفيات “كمال عدوان”، ومستشفى “العودة”، والمستشفى “الإندونيسي”.
وأشار دوجاريك إلى أن منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة حذرت من أن “مستشفى (كمال عدوان) لا يزال مثقلاً حيث يستقبل بين 50 و70 مصاباً جديداً كل يوم”.