الرئيس الأوكراني حذّر من انضمام كوريا الشمالية إلى الحرب في أوكرانيا
يعمل الجيش الروسي على تشكيل وحدة تتألف من نحو 3 آلاف جندي من كوريا الشمالية؛ بحسب ما كشف مصدر استخباراتي عسكري أوكراني لـ “بي بي سي” البريطانية.
وأكّدت بي بي سي أنه وحتى الآن، لم ترصد أي علامة على تشكيل مثل هذه الوحدة الكبيرة في أقصى شرق روسيا، فيما نفى المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، التقارير التي تتحدث عن تورط كوريا الشمالية.
وقال بيسكوف: “هذه ليست الاستخبارات البريطانية فقط، بل الاستخبارات الأمريكية أيضاً. إنهم يقدمون تقارير عن ذلك طوال الوقت، ولا يقدمون أي دليل”.
وبحسب بي بي سي فأن موسكو وبيونغ يانغ من دون شك قد عمّقتا مستويات التعاون بينهما في الأشهر الأخيرة، مشيرةً إلى أن الأسبوع الماضي أرسل زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة تهنئة بمناسبة عيد ميلاده، وصفه فيها بأنه “رفيقه الأقرب”.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد تحدث عن انضمام كوريا الشمالية إلى الحرب، فيما قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي، في أكتوبر/تشرين أول، إن فرصة نشر قواتٍ كورية شمالية في أوكرانيا “مرجحة للغاية”.
تساؤلات حول الأعداد
تدور علامة الاستفهام الأكبر حول الأعداد المشاركة، بالوقت الذي أكد فيه مصدر عسكري في أقصى شرق روسيا، أن “عدداً من الكوريين الشماليين وصلوا” وتمركزوا في إحدى القواعد العسكرية بالقرب من أوسورييسك إلى الشمال من فلاديفوستوك. لكن المصدر رفض إعطاء رقم دقيق، باستثناء أنهم “لا يقتربون من 3 آلاف شخص على الإطلاق”.
وشكك خبراء عسكريون في قدرة وحدات الجيش الروسي على دمج الآلاف من الجنود الكوريين الشماليين بنجاح. إذ قال أحد المحللين: “لم يكن من السهل حتى ضم مئات السجناء الروس في بداية الأمر – وجميعهم يتحدثون الروسية”.
وحتى لو كان عددهم 3 آلاف، فلن يكون هذا العدد كبيراً في ساحة المعركة، ولكن الولايات المتحدة قلقة مثل أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: “يمثل هذا تقارباً كبيراً في العلاقات بينهما”، واعتبر الأمر “مستوى جديداً من اليأس الروسي” وسط خسائر موسكو في ساحة المعركة.
وكان فلاديمير بوتين، أعلن في يونيو/حزيران 2024، عن إبرام “اتفاق سلمي ودفاعي” مع كيم جونغ أون.
ووفقاً لـ” بي بي سي”، فثمة أدلة متزايدة على أن كوريا الشمالية تزود روسيا بالذخيرة، كما اتضح مؤخراً بعد العثور على صاروخ في منطقة بولتافا الأوكرانية.
وأشارت إلى أن تاريخ التقارير التي تتحدث عن تزويد بيونغ يانغ موسكو بالألغام والقذائف يعود إلى ديسمبر/كانون أول 2023، موضحةً أنها ظهرت في محادثات على منصة تلغرام التي تشارك فيها مجتمعات عسكرية روسية.
وكثيراً ما اشتكى الجنود الروس، المتمركزون في أوكرانيا، من مستوى الذخيرة وإصابة العشرات منهم.
وتشتبه كييف في أن وحدة من الجنود الكوريين الشماليين تستعد في منطقة أولان أودي القريبة من الحدود المنغولية قبل الانتشار في مقاطعة كورسك الروسية، حيث شنت القوات الأوكرانية توغلاً في أغسطس/آب الماضي.
وقال فاليري ريابيخ، رئيس تحرير صحيفة “ديفينس إكسبرس” الأوكرانية: “يمكنهم حراسة بعض نقاط الحدود الروسية الأوكرانية، وهو ما من شأنه أن يتيح للوحدات الروسية فرصة القتال في أماكن أخرى”. وأضاف ريابيخ: “أستبعد إمكانية ظهور هذه الوحدات على خط الجبهة فوراً”.
القدرات العسكرية الكورية الشمالية
قد يكون لدى كوريا الشمالية نحو 1.28 مليون جندي نشط، لكن جيشها لا يمتلك خبرة حديثة في العمليات القتالية، على عكس الجيش الروسي. وقد اتبعت بيونغ يانغ النموذج السوفيتي القديم في قواتها المسلحة، ولكن من غير الواضح كيف يمكن أن تتلاءم قوتها الرئيسية من وحدات المشاة الآلية مع الحرب في أوكرانيا.
ثم هناك حاجز اللغة الواضح وعدم الإلمام بالأنظمة الروسية التي من شأنها أن تعقد أي أدوار قتالية. لكن هذا لا يمنع مشاركة جيش كوريا الشمالية في الحرب الروسية الشاملة على أوكرانيا، لكن الخبراء يعترفون أكثر بقدراتهم الهندسية والإنشائية وليس القتالية.
ما يملكه كلاهما هو الحوافز المشتركة. تحتاج بيونغ يانغ إلى المال والتكنولوجيا، بينما تحتاج موسكو إلى الجنود والذخيرة.
وفي هذا السياق، يقول أندريه لانكوف، مدير مجموعة المخاطر الكورية: “ستحصل بيونغ يانغ على أجر جيد وربما تحصل على التكنولوجيا العسكرية الروسية، التي لولا ذلك لكانت موسكو مترددة في نقلها إلى كوريا الشمالية”.
ويضيف لانكوف: “من شأن ذلك أيضاً أن يمنح جنودهم خبرة قتالية حقيقية، ولكن هناك أيضاً خطر تعريض الكوريين الشماليين للحياة في الغرب، وهو مكان أكثر ازدهاراً إلى حد كبير”.