تأكيدات لانتشار جنود تابعين لكوريا الشمالية في روسيا
انتشرت في الساعات الأخيرة أنباء عن وجود آلاف الجنود من كوريا الشمالية في روسيا .
وهذا ما أكده حلف شمال الأطلسي “الناتو”، الذي قال إن لديه أدلة على انتشار جنود كوريين شماليين في روسيا.
وقالت متحدثة باسم الناتو إن دول الحلف الأطلسي “أكدت وجود أدلة على نشر قوات كورية شمالية في روسيا”. وأضافت: “إذا كانت هذه القوات ستقاتل في أوكرانيا، فإن ذلك سيمثل تصعيدا كبيرا في دعم كوريا الشمالية للحرب غير المشروعة التي تشنها روسيا”.
مسؤول أمريكي يؤكد
من جهته أكد مسؤول أمريكي كبير أن “آلاف الجنود الكوريين الشماليين” نشروا في روسيا للتدرب، مضيفا أن الولايات المتحدة “لا تعرف ما ستكون عليه مهمتهم أو ما إذا كانوا سيذهبون للقتال في أوكرانيا”.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس “في حال فعلوا ذلك (القتال في أوكرانيا)، فسيكون مؤشرا على محنة الرئيس بوتين المتفاقمة في حربه ضد أوكرانيا”. وأكد أن “روسيا تتكبّد خسائر كبيرة كل يوم في ساحة المعركة”.
كوريا الجنوبية أول من كشفت
وكانت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية أعلنت أمام البرلمان في سيول، أن كوريا الشمالية أرسلت حوالي 3 آلاف جندي إلى روسيا لتلقي تدريبات قبل نشرهم في ساحات القتال في أوكرانيا.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية “يونهاب”، الأربعاء، أن أعضاء البرلمان حصلوا على هذا الرقم خلال إحاطة قدمتها وكالة الاستخبارات الوطنية في اجتماع مغلق.
وقال مدير الوكالة إن كوريا الشمالية تعتزم إرسال إجمالي 10 آلاف جندي إلى روسيا بحلول ديسمبر.
ويزيد الرقم الذي يبلغ 3000 جندي عن الرقم الذي كشفت عنه علنا وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية يوم الجمعة الماضي، حين قالت الوكالة إنه تم إرسال حوالي 1500 جندي كوري شمالي إلى روسيا.
من جهته، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحلفاء إلى “عدم الاختباء” والرد على أدلة تورط كوريا الشمالية في حرب روسيا في أوكرانيا.
وتشتبه كييف في أن وحدة من الجنود الكوريين الشماليين تستعد في منطقة أولان أودي القريبة من الحدود المنغولية قبل الانتشار في مقاطعة كورسك الروسية، حيث شنت القوات الأوكرانية توغلاً في أغسطس/آب الماضي.
وقال فاليري ريابيخ، رئيس تحرير صحيفة “ديفينس إكسبرس” الأوكرانية: “يمكنهم حراسة بعض نقاط الحدود الروسية الأوكرانية، وهو ما من شأنه أن يتيح للوحدات الروسية فرصة القتال في أماكن أخرى”. وأضاف ريابيخ: “أستبعد إمكانية ظهور هذه الوحدات على خط الجبهة فوراً”.
القدرات العسكرية الكورية الشمالية
قد يكون لدى كوريا الشمالية نحو 1.28 مليون جندي نشط، لكن جيشها لا يمتلك خبرة حديثة في العمليات القتالية، على عكس الجيش الروسي. وقد اتبعت بيونغ يانغ النموذج السوفيتي القديم في قواتها المسلحة، ولكن من غير الواضح كيف يمكن أن تتلاءم قوتها الرئيسية من وحدات المشاة الآلية مع الحرب في أوكرانيا.
ثم هناك حاجز اللغة الواضح وعدم الإلمام بالأنظمة الروسية التي من شأنها أن تعقد أي أدوار قتالية. لكن هذا لا يمنع مشاركة جيش كوريا الشمالية في الحرب الروسية الشاملة على أوكرانيا، لكن الخبراء يعترفون أكثر بقدراتهم الهندسية والإنشائية وليس القتالية.
ما يملكه كلاهما هو الحوافز المشتركة. تحتاج بيونغ يانغ إلى المال والتكنولوجيا، بينما تحتاج موسكو إلى الجنود والذخيرة.
وفي هذا السياق، يقول أندريه لانكوف، مدير مجموعة المخاطر الكورية: “ستحصل بيونغ يانغ على أجر جيد وربما تحصل على التكنولوجيا العسكرية الروسية، التي لولا ذلك لكانت موسكو مترددة في نقلها إلى كوريا الشمالية”.
ويضيف لانكوف: “من شأن ذلك أيضاً أن يمنح جنودهم خبرة قتالية حقيقية، ولكن هناك أيضاً خطر تعريض الكوريين الشماليين للحياة في الغرب، وهو مكان أكثر ازدهاراً إلى حد كبير.