اقتراح مصري لوقف إطلاق النار في غزة.. ما هي حظوظه؟
أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر اقترحت وقف إطلاق نار مبدئي لمدة يومين في غزة لتبادل أربعة رهائن إسرائيليين لدى حماس ببعض السجناء الفلسطينيين، بينما قتلت الضربات العسكرية الإسرائيلية 45 فلسطينيًا في جميع أنحاء القطاع.
وكشف السيسي عن ذلك مع استئناف الجهود لنزع فتيل الحرب المدمرة، التي استمرت أكثر من عام، في قطر بمشاركة مديري وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وجهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد.
وقال السيسي أيضًا، أثناء حديثه إلى جانب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال مؤتمر صحفي في القاهرة، إن المحادثات يجب أن تستأنف في غضون 10 أيام من تنفيذ وقف إطلاق النار المؤقت في محاولة للتوصل إلى وقف دائم.
وقد قال مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة لرويترز: “أتوقع أن تستمع حماس إلى العروض الجديدة، لكنها تظل مصممة على أن أي اتفاق يجب أن ينهي الحرب ويخرج القوات الإسرائيلية من غزة”.
بدوره، قال حسام بدران، العضو البارز في المكتب السياسي لحماس في قطر، في بيان نقلته وكالة شهاب للأنباء الموالية لحماس، إن “التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل أمر ممكن”.
وأضاف بدران: “مطالبنا واضحة ومعروفة، ويمكن التوصل إلى اتفاق، بشرط أن يظل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ملتزمًا بما تم الاتفاق عليه بالفعل”.
ومن غير الواضح ما إذا كانت تصريحات بدران تأتي ردًا على اقتراح مصري بوقف إطلاق النار.
في المقابل، أفادت القناة 12 الإسرائيلية، بأن نتنياهو، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، يرفضون الاقتراح المصري الجديد لوقف إطلاق النار في غزة.
وقالت القناة 12، إنه جرى طرح الاقتراح المصري للمناقشة في المجلس الوزاري المصغّر “الكابينيت”، وقد حظي بتأييد غالبية الوزراء باستثناء نتنياهو وبن غفير وسموتريتش.
وقالت إسرائيل إن الحرب لا يمكن أن تنتهي حتى يتم القضاء على حماس كقوة عسكرية وكيان حاكم في غزة.
وتقود الولايات المتحدة وقطر ومصر مفاوضات لإنهاء الحرب، بالوقت الذي يقول مسؤولون صحيون في غزة إن حصيلة القتلى نتيجة للهجوم الجوي والبري الإسرائيلي الانتقامي على غزة تقترب من 43 ألف قتيل، مع تدمير الجيب المكتظ بالسكان.
وقال مسؤول مطلع على المحادثات لرويترز في وقت سابق يوم الأحد إن المفاوضات في الدوحة ستسعى إلى وقف إطلاق نار قصير الأمد وإطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم حماس مقابل إطلاق إسرائيل سراح سجناء فلسطينيين.
والهدف، الذي لا يزال بعيد المنال بعد محاولات وساطة متعددة، هو جعل إسرائيل وحماس توافقان على وقف القتال لمدة تقل عن شهر على أمل أن يؤدي هذا إلى وقف إطلاق نار أكثر ديمومة.
أوضاع “لا تطاق” في شمال غزة
اعتبرت الأمم المتحدة أن محنة المدنيين الفلسطينيين في شمال غزة “لا تطاق” وأن الصراع “يُخاض دون مراعاة كبيرة لمتطلبات القانون الإنساني الدولي”.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان “إن الأمين العام (أنطونيو جوتيريش) مصدوم من المستويات المروعة للوفيات والإصابات والدمار في الشمال، حيث حوصر المدنيون تحت الأنقاض، وحُرم المرضى والجرحى من الرعاية الصحية المنقذة للحياة، وتفتقر الأسر إلى الغذاء والمأوى، وسط تقارير عن تشتت الأسر واحتجاز العديد من الأشخاص”.
وقال إن السلطات الإسرائيلية تعرقل الجهود المبذولة لتوصيل الغذاء والدواء وغيرها من الإمدادات الإنسانية الأساسية، مما يعرض الأرواح للخطر. إن الدمار والحرمان الناتج عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في الشمال يجعل الحياة هناك غير قابلة للاستمرار.
وتقول إسرائيل إن قواتها تعمل وفقا للقانون الدولي. وتقول إنها تستهدف نشطاء حماس الذين يختبئون بين السكان المدنيين الذين يستخدمونهم كدروع بشرية، وهو ما تنفيه حماس.
جباليا في بؤرة الاهتمام
قال مسعفون ووكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن 20 شخصا قتلوا يوم الأحد في أعقاب غارة جوية على منازل في جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية التاريخية في قطاع غزة، والتي كانت محور هجوم عسكري إسرائيلي لأكثر من ثلاثة أسابيع.
وقال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية أخرى على مدرسة تؤوي أسر فلسطينية نازحة في مخيم الشاطئ في مدينة غزة قتلت تسعة أشخاص وأصابت 20 آخرين، وكثير منهم في حالة حرجة.
وأظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام فلسطينية أشخاصا يهرعون إلى موقع القنبلة للمساعدة في إجلاء الضحايا. وتناثرت الجثث على الأرض، بينما حمل البعض أطفالاً جرحى بين أذرعهم قبل تحميلهم في مركبة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يبحث في التقرير عن الغارة على المدرسة.
وكان من بين القتلى ثلاثة صحفيين محليين في المدرسة في الشاطئ – سائد رضوان، رئيس قسم الإعلام الرقمي في تلفزيون الأقصى التابع لحماس، وحنين بارود، وحمزة أبو سلمية، بحسب وسائل إعلام حماس.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأحد إنه قتل أكثر من 40 مسلحًا في منطقة جباليا خلال الـ 24 ساعة الماضية، بالإضافة إلى تفكيك البنية التحتية وتحديد كميات كبيرة من المعدات العسكرية.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الضربات العسكرية الإسرائيلية على بلدات جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا في شمال غزة أسفرت حتى الآن عن مقتل حوالي 800 شخص خلال هجوم استمر ثلاثة أسابيع.