قاذفات بي-52 صُممت لتكون قاذفة عابرة للقارات وطارت لأول مرة في عام 1954
قال الجيش الأمريكي إن قاذفات أمريكية من طراز بي-52 وصلت إلى الشرق الأوسط، وذلك غداة إعلان واشنطن عن نشرها في تحذير لإيران.
وقالت القيادة العسكرية للشرق الأوسط والدول المحيطة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي “وصلت قاذفات استراتيجية من طراز بي-52 ستراتوفورتريس من جناح القنابل الخامس بقاعدة مينوت الجوية، إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية”.
وصول قاذفات القنابل الاستراتيجية من طراز بي – 52 ستراتوفورتريس من جناح القاذفات الخامس بقاعدة مينوت الجوية إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية pic.twitter.com/CJ2dtctLLZ
— U.S. Central Command (@CENTCOMArabic) November 3, 2024
والجمعة أعلنت الولايات المتحدة نشر قدرات عسكرية جديدة في الشرق الأوسط في خطوة قالت إنها تأتي “دفاعا عن إسرائيل” ولتحذير إيران، وفق بيان أصدره البنتاغون.
وأورد البيان أن وزير الدفاع الأمريكي “يواصل القول بوضوح إنه إذا استغلت إيران أو شركاؤها أو المجموعات التابعة لها هذه اللحظة لاستهداف الأفراد أو المصالح الأميركية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبنا”.
وتشمل هذه القدرات العسكرية الجديدة وسائل دفاع ضد الصواريخ البالستية وطائرات مقاتلة وقاذفات قنابل بي-52 وأنواع أخرى من الطائرات العسكرية.
ماذا نعلم عن قاذفات B52؟
وطارت B52 “ستراتوفورتريس” ذات الثمانية محركات، والتي يمكن أن يحمل بعضها أكثر من 80 ألف رطل من الذخائر، لأول مرة في عام 1954، وصُممت لتكون قاذفة عابرة للقارات يمكنها نقل حمولات نووية في أي مكان في العالم.
إلى جانب الصواريخ الباليستية العابرة للقارات وغواصات الصواريخ الباليستية، فقد شكلت أحد فروع الثالوث النووي الذي تأمل أمريكا في ردع أي حرب ذرية محتملة مع الاتحاد السوفيتي باستخدامه.
ولكن في الستينيات من القرن الماضي، بدأت في القيام بمهام تفجير أكثر تقليدية حيث جندت الولايات المتحدة مساعدتها في نضالها ضد التوسع الشيوعي المدعوم من السوفييت في الهند الصينية.
كانت طائرات B-52 قادرة على الطيران أعلى مما يمكن أن تراه العين المجردة، مما جعل هجماتها مدمرة جسديًا ونفسيًا لأن حمولاتها الضخمة ستصل على ما يبدو من أي مكان.
وتخوض إسرائيل التي تُعتبر الولايات المتحدة حليفتها الرئيسة نزاعا مع إيران وحلفائها الإقليميين منذ بدء الحرب في غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وإضافة إلى حماس، تواجه إسرائيل أيضا حزب الله اللبناني على حدودها الشمالية.
وهاجم الجيش الإسرائيلي في 26 تشرين الأول/أكتوبر أهدافا عسكرية في إيران ردا على هجوم صاروخي إيراني استهدف إسرائيل في الأول من الشهر نفسه.
وبينما قللت طهران من شأن الضربات الاسرائيلية الأخيرة على منشآتها العسكرية، يقدر محللون أن هذه الضربات أدت إلى إضعاف القوة الضاربة لطهران، وبالتالي قدرتها على الردع.
وحتى لو أقرت إيران بـ”أضرار محدودة”، فإن هذا التصعيد الثنائي المتكرر مهم جدا بالنسبة لمحللين غربيين حاورتهم وكالة فرانس برس، فقد استهدفت الغارات الدفاعات الجوية الإيرانية وقدرتها على الردّ.
ويقول معهد “هادسون الأمريكي” إن “إسرائيل استخدمت نحو 100 طائرة مقاتلة وربما أنظمة طائرات بدون طيار”.
ويضيف “بتنفيذها ثلاث ضربات، استهدفت القوات الإسرائيلية قدرات إنتاج الصواريخ الإيرانية وهندسة الدفاع الجوي”.
ومن بين المواقع الأربعة لإنتاج الوقود الصلب الذي تستخدمه الصواريخ والقذائف الإيرانية، أصيبت ثلاثة منها في شارهود وخوجير (شرق) وبارشين (بالقرب من طهران)، بحسب الخبير في “المعهد الدولي للدراسات” فابيان هينز.
ويوضح أن إسرائيل “تعمّدت استهداف مرحلة حيوية في عملية التصنيع، الأمر الذي سيكون له عواقب وخيمة على إنتاج الصواريخ”.
ودمرت الضربات أيضا منظومات روسية مضادة للطائرات من طراز إس-300، بالإضافة إلى رادارات بعيدة المدى.
وأفاد معهد “إنتربرايز الأمريكي” في واشنطن بأن “المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين أكدوا أن الضربات جعلت منظومات إس-300 غير صالحة للاستخدام” وألحقت أضرارًا بمواقع الرادار “التي تم تقديمها على أنها قادرة على رصد الصواريخ البالستية والطائرات الشبح”.
“سباق مع الوقت”
سبق أن استهدفت إسرائيل جماعات موالية لإيران في العراق وسوريا، مع مواصلة هجومها في لبنان ضد حزب الله.
يملك حزب الله صواريخ بعيدة المدى قادرة على الدفاع عن المنشآت النووية لحليفته إيران. لكن قدراته تراجعت ويقول فابيان هينز ان “عامل الردع لديه لم يعد موجودا”.
وبذلك، تستطيع إسرائيل الآن وبسهولة أكبر من أي وقت ضرب منشآت الطاقة أو المنشآت العسكرية الإيرانية.
ويقول المدير الأكاديمي لـ”المؤسسة المتوسطية للدراسات الاستراتيجية” بيار رازو لفرانس برس “هناك سباق مع الوقت بين إيران التي يجب أن تنتج الحد الأقصى من الصواريخ البالستية الدقيقة والفعّالة، وإسرائيل التي يجب أن تنتج أو تحصل من الولايات المتحدة على الحد الأقصى من الصواريخ المضادة للصواريخ”.
ويضيف “الأول الذي تنفد ذخيرته سيجد نفسه في وضع ضعيف للغاية”.
وتبعا لذلك فإن المواجهة تأخذ بعدا عالميّا. وتنتظر إيران مقاتلات سو-35 التي وعدت بها روسيا قبل 18 شهراً، فضلا عن إعادة تزويدها بمنظومة إس-300 أو نسختها الأكثر تقدما إس-400.
وتوعدت إيران الخميس برد “قاس” على الهجوم الذي شنته إسرائيل على عدد من منشآتها العسكرية، وفق ما أورد الإعلام المحلي.
وقال محمد محمدي كلبيكاني مدير مكتب المرشد الايراني الأعلى علي خامنئي بحسب ما نقلت عنه وكالة تسنيم للانباء إن “ما قام به النظام الصهيوني أخيرا عبر مهاجمة أجزاء من بلادنا كان خطوة يائسة، سترد عليها الجمهورية الإسلامية في ايران ردا قاسيا يجعل (اسرائيل) تندم”.
من جهتها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الجمعة عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين قولهم إن المرشد الاعلى علي خامنئي أصدر تعليماته للمجلس الأعلى للأمن القومي الاثنين بالاستعداد لضربة أخرى على إسرائيل لأن “نطاق الهجوم الإسرائيلي (كان)… أكبر من أن نتجاهله”.