إسرائيل تكثف غاراتها على جنوب لبنان وشرقه

توقع مسؤول إسرائيلي كبير التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في لبنان خلال أسبوع ونصف إلى أسبوعين، بحسب ما أوردت القناة 12 الإسرائيلية.

ولفتت القناة إلى أن المفهوم في إسرائيل هو أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المنتهية ولايته والمرشحين المحتملين للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب وكامالا هاريس مهتمان بإنهاء القتال على الجبهة الشمالية.

وفي إسرائيل يتم إبداء التفاؤل بإمكانية التوصل إلى تسوية مع لبنان خلال 10 إلى 14 يوماً، من غير تعليق آمال كبيرة على صياغة الاتفاق، مقابل تعليق آمال أكبر على قدرة المجتمع الدولي على فرضه.

هل تنتهي الحرب في لبنان خلال أسبوعين؟

وذكرت القناة أن مضمون الاتفاق نفسه مفهوم إلى حد ما، لكن هناك شعور بأن هناك شرعية دولياً وداخل إسرائيل لتطبيق الاتفاق في حال حاول حزب الله تجديد سلاحه.

وتحدثت أيضاً عن اعتقاد برغبة إيرانية في إنهاء المعركة ضد حزب الله، مؤكدةً أن إنهاء الحرب في الشمال أمر يتماشى مع مصالح إدارة بايدن المنتهية ولايتها وكذلك مصالح المرشحين هاريس وترامب.

وقالت: تريد إسرائيل إنهاء الحرب وذلك لأنه إذا تم التوصل إلى اتفاق في لبنان، ففي 21 كانون الثاني (يناير) سيدخل رئيس جديد إلى البيت الأبيض في وضع تكون فيه الحرب قد انتهت بالفعل، وهذا سيحول إسرائيل إلى الجبهة المركزية لإسرائيل – وهي إيران.

نتنياهو يتوعّد

توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوجيه ضربات قوية لحزب الله خلال زيارة للحدود الشمالية مع لبنان، بينما يكثف جيشه قصفه معاقل الحزب الموالي لإيران في البلاد.

وكانت صفّارات الإنذار دوت على امتداد الحدود الإسرائيلية الشمالية مع لبنان حيث يتواجه الجيش الإسرائيلي مع مقاتلي حزب الله.

وأكد الجيش الاسرائيلي إطلاق نحو مئة صاروخ من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية حيث تمّ اعتراض بعضها، في حين سقط البعض الآخر في الخلاء.

وأعلن حزب الله الأحد في بيان إن مقاتليه استهدفوا “للمرة الأولى قاعدة حيفا التقنيّة وهي تتبع لسلاح الجو الإسرائيلي وتحوي كليّة تدريب لإعداد تقنيي سلاح الجو، بصلية من الصواريخ”.

هل تنتهي الحرب في لبنان خلال أسبوعين؟

وأعلن أيضا “شن هجوم بمسيرات انقضاضية” على قاعدة عسكرية أخرى تبعد حوالى عشرين كلم جنوب شرق حيفا.

وتوعد نتنياهو الأحد خلال زيارة للحدود الشمالية برد “حازم” على هجمات حزب الله وبمنع الحزب من التسلح مجددا، حسبما أكد مكتبه في بيان.

ونقل البيان عن نتنياهو قوله للجنود الاسرائيليين على الحدود “أريد أن أكون واضحا: مع أو بدون اتفاق، فإن مفتاح استعادة السلام والأمن في الشمال، ومفتاح إعادة سكاننا في الشمال إلى ديارهم بأمان، هو أولا وقبل كل شيء دفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، وثانيا استهداف أي محاولة لمعاودة التسلح، وثالثا الرد بحزم على أي إجراء يُتخذ ضدنا”.

استهداف مستشفى في الجنوب

منذ 23 أيلول/سبتمبر، تكثّف القوّات الإسرائيلية ضرباتها على معاقل لحزب الله في لبنان وشنّت هجوما بريا في جنوب البلاد في 30 أيلول/سبتمبر.

وتقول إسرائيل إنها تريد القضاء على الحزب في المناطق الحدودية ومنع إطلاق الصواريخ وتشترط انسحاب مقاتليه إلى شمال نهر الليطاني للسماح بعودة 60 ألف نازح من شمال الدول العبرية.

ونفذ الجيش الاسرائيلي الأحد ضربات في جنوب لبنان استهدفت مناطق صور وتبنين والغازية وحارة صيدا.

وأسفرت غارة إسرائيلية على بلدة حارة صيدا عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة آخرين بجروح، حسبما أفادت وزارة الصحة اللبنانية، بعد أقل من أسبوع على استهدافها بغارة أدت إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل.

وأعلنت الوزارة سقوط قتيلَين من مسعفي الهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله اثناء “اعتداء” اسرائيلي على نقطة تموضع تابعة لها في البازورية في جنوب لبنان.

كذلك، استهدفت غارة إسرائيلية محيط المستشفى الحكومي في بلدة تبنين التابعة لقضاء بنت جبيل في جنوب البلاد. وبعد ظهر الأحد، أفادت الوكالة الوطنية عن تجدّد الغارات في محيط المستشفى “للمرة الثالثة”.

واستنكرت وزارة الصحة اللبنانية في بيان تعرّض مستشفيي تبنين وبعلبك الحكوميين لأضرار نتيجة الغارات، مشيرةً إلى أنّ الضربات في محيط مستشفى تبنين، أدّت إلى إصابة سبعة أشخاص بجروح داخله وثلاثة آخرين خارجه.

هل تنتهي الحرب في لبنان خلال أسبوعين؟

واذ أوضحت أنّ المستشفى تعرّض لـ”أضرار جسيمة”، أكدت أنها “بصدد إجراء تقييم كامل لوضعه قبل اتخاذ القرار بإبقائه مفتوحا”.

وأشار رئيس بلدية تبنين نبيل فواز في حديث إلى فرانس برس، إلى احتمال خروج المستشفى عن الخدمة في الساعات المقبلة جراء الأضرار البالغة التي تعرّض لها.

من جهة أخرى، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية عن غارة استهدفت بلدة الغازية في جنوب البلاد. وكشف مراسل وكالة فرانس برس إنّ الغارة أصابت مبنى سكنيا، مشيرا إلى أنه تم إنقاذ طفل من تحت الأنقاض.

وأكّد الجيش الإسرائيلي “القضاء” على عدّة “إرهابيين” من حزب الله في “غارات جوية” و”قتال مباشر” في الجنوب.

من جهة أخرى، ذكرت الوكالة أنّ الصليب الأحمر اللبناني نقل “خمس جثث اليوم (الأحد) من وطى الخيام”، مضيفة أنّه سيواصل “مهمته لانتشال الجثامين الباقية غداً (الاثنين)”.

وأوضحت أنّه “لا يزال هناك 15 شهيدا لبنانيا وشهيد سوري الجنسية تحت الأنقاض” منذ حوالى أسبوع.

ولم تتمكّن فرق الإغاثة من الوصول سابقا إلى هذه البلدة التي شهدت دمارا واسعا وتبعد حوالى ستة كيلومترات من الحدود.

وأسفرت الغارات الإسرائيلية على لبنان عن مقتل أكثر من 1940 شخصا منذ 23 أيلول/سبتمبر، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات وزارة الصحة اللبنانية.