لجنة مراجعة المجاعة: يجب اتخاذ إجراءات فورية وإلا سنكون أمام كارثة غير مسبوقة بشمال غزة

مجاعة وشيكة تطرق أبواب الفلسطينيين في شمال قطاع غزة.. هذا ما حذّرت منه لجنة من الخبراء في الأمن الغذائي العالمي.

فقد طالبت لجنة مراجعة المجاعة، وهي لجنة مستقلة، بالتحرك الفوري لحل هذه الأزمة، حيث قالت إن “التحرك الفوري في غضون أيام وليس أسابيع مطلوب من جميع الجهات الفاعلة التي تشارك بشكل مباشر في الصراع، أو التي لها تأثير على مجراه من أجل تجنب هذا الوضع الكارثي وتخفيف حدته”، وفق ما نقلت وكالة رويترز.

بعد تجاهل التحذيرات.. شبح المجاعة يخيم على شمال قطاع غزة

ومن جهته، قال مدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية لدى برنامج الأغذية العالمي، جان مارتن باور، إن هناك “احتمالاً قوياً” أن تحدث المجاعة أو أنها وشيكة في أجزاء من شمال غزة، وذلك نتيجة للنزوح على نطاق واسع، وانخفاض التدفقات التجارية والإنسانية إلى غزة، وتدمير البنية الأساسية والمرافق الصحية والوضع الصعب المتعلق بعمل الأونروا، وفقاً لموقع الأمم المتحدة.

ويأتي هذا التحذير قبل أيام قليلة من انتهاء مهلة حدّدتها الولايات المتحدة لإسرائيل لـ”تحسين الوضع الإنساني” في غزة، وإلا ستواجه “قيوداً محتملة” على المساعدات العسكرية الأمريكية.

وأكدت اللجنة المعنية بالمجاعة أنه “في حال لم يتخذ أصحاب المصلحة النافذون إجراء فاعلاً، فسيكون حجم هذه الكارثة الوشيكة على الأرجح أكبر بكثير من أي شيء رأيناه حتى الآن في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023”.

بعد تجاهل التحذيرات.. شبح المجاعة يخيم على شمال قطاع غزة

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن ما بين 75 ألف و95 ألف شخص لا يزالون في شمال غزة، حيث غادر أكثر من نصف سكان الشمال البالغ عددهم 400 ألف شخص منذ بداية العملية العسكرية الأخيرة، بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفسطينيين “الأونروا”.

كما أفادت لجنة مراجعة المجاعة بأنه نظراً لسوء التغذية والأمراض المنتشرة، فإنه يمكن افتراض وجود زيادة سريعة في المجاعة والوفيات المفرطة، مضيفة بأن عتبة المجاعة ربما “تم تخطيها بالفعل” أو ربما “تحدث في المستقبل القريب”.

يُذكر بأن اللجنة كانت قد أصدرت تقريراً في السابع عشر من أكتوبر الماضي، قالت فيه إن الفلسطينيين في كافة أنحاء قطاع غزة يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي.

بعد تجاهل التحذيرات.. شبح المجاعة يخيم على شمال قطاع غزة

وفي السياق ذاته، أكد مدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية لدى برنامج الأغذية العالمي، أن برنامج الأغذية قد شهد “انخفاضاً كبيراً في عدد الشاحنات التي تدخل غزة في أواخر أكتوبر الماضي”، مشيراً إلى أن 58 شاحنة فقط تدخل يومياً، مقارنة بنحو 200 شاحنة خلال الصيف، ومعظم الشاحنات التي دخلت كانت تحمل مساعدات إنسانية.

وبظل الحملة العسكرية الواسعة النطاق التي بدأت إسرائيل بشنها على شمال غزة الشهر الماضي، قالت الولايات المتحدة إنها تراقب الوضع للتأكد من أن حليفتها، كما يظهر من تصرفاتها على الأرض، لا تنتهج “سياسة تجويع” في الشمال.

يأتي هذا، فيما تراجع من جهتها لجنة مراجعة المجاعة النتائج التي توصّل إليها مرصد الجوع العالمي، وهو معيار معترف به دولياً يعرف باسم “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”.

وفي الوقت نفسه، يقول الفلسطينيون وكذلك جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية وبعض جنود قوات الدفاع الإسرائيلية إن إسرائيل تنفذ مخططها المعروف باسم “خطة الجنرالات”، وهي حملة “الاستسلام أو الموت جوعاً”، التي تهدف إلى إخلاء شمال غزة من السكان وترحيلهم إلى الجنوب، وتحويل المحافظات الشمالية إلى مناطق عسكرية مغلقة ومنطقة عازلة، وفقاً لصحيفة الغارديان.

بعد تجاهل التحذيرات.. شبح المجاعة يخيم على شمال قطاع غزة

يعاني سكان شمال غزة من وضع إنساني شديد الصعوبة، وبالأخص بعد العملية العسكرية الأخيرة التي شنها الجيش الإسرائيلي على الشمال.

وفي هذا الصدد، تقول فاطمة، وهي واحدة من سكان جباليا بشمال القطاع: “ما مضى شيء وما يحدث الآن شيء آخر.. هذه المرة، أعني بعد بدء العملية، نعيش أعنف وأسوأ وأخطر مرحلة من مراحل الحرب على الإطلاق، فالإسرائيليون يضغطون علينا بكل ما يستطيعون من قوة وعنف لإخراجنا من بيوتنا غصباً، أنا أسميها مرحلة البقاء أو الموت”.

ويقول السكان أيضاً، إنه لم تدخل أي مساعدات إلى جباليا أو بيت لاهيا أو بيت حانون منذ بدء العملية الإسرائيلية في الخامس من أكتوبر الماضي.

يُشار إلى أنه في الشهر الماضي، كان قد كتب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، رسالة إلى مسؤولين إسرائيليين يطالبان فيها باتخاذ تدابير ملموسة لمعالجة الوضع المتدهور في قطاع غزة، مؤكدين بأن “عدم القيام بذلك قد يؤثر على السياسة الأمريكية”.

وحدد الخطاب خطوات محددة يجب على إسرائيل اتخاذها في غضون 30 يوماً، بما في ذلك السماح بدخول “350 شاحنة على الأقل” إلى غزة يومياً، وفرض “فترات توقف في القتال” للسماح بإيصال المساعدات، و”إلغاء أوامر الإخلاء” للمدنيين الفلسطينيين عندما لا تكون هناك ضرورة تتعلق بالعمليات العسكرية.

وبحسب أحدث البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة، فقد تسبب الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع حتى الآن بمقتل 43,552 فلسطينياً وإصابة 102,765 منذ السابع من أكتوبر 2023.