إسرائيل تمهد لحكم عسكري في قطاع غزة.. كيف؟
في الوقت الذي واصل فيه الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية الواسعة في شمال غزة، ظهرت مؤشرات جديدة داخل حكومة بنيامين نتنياهو على وجود خطط لإقامة حكم عسكري طويل في القطاع.
فقد أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية بأن الخطط الإسرائيلية حيال تعزيز الاستيطان والسيطرة العسكرية على قطاع غزة تُطبق فعلياً على الأرض، واعتبرت أن الخطوات الإسرائيلية الراهنة ومن ضمنها تعزيز سيطرة الجيش وتوسيع محاور هذه السيطرة وإنشاء مواقع عسكرية في القطاع، ليس إلا تمهيد للسيطرة على مناطق واسعة، وعملياً الشروع في الحكم العسكري.
وأضافت الصحيفة أن الأيام الأخيرة تشهد مناقشات “يقظة” بين عدة جهات، من بينها وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وكبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية، ووزراء كبار، من أجل تعزيز هذه السياسة. ونقلت عن مصادر مطّلعة لم تسمّها قولها إن هناك عدة شخصيات في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي تدفع بهذا الاتجاه وتناقشه مع المستوى السياسي.
واعتبرت الصحيفة أن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وإقالة يوآف غالانت واستبداله بوزير الأمن الجديد يسرائيل كاتس، متغيرين أساسيين مهمين لإزالة العقبات من أمام الأعضاء الأكثر تطرفاً في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) ويشكلان خلفية الانتقال إلى خطوات فعلية في هذا السياق.
إلى ذلك، أفادت إذاعة كان ريشت بيت، التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، بأن إسرائيل تفحص خطة جديدة بشأن توزيع المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة.
غالانت يعارض
قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، إن النقاش الدائر حول توزيع الأغذية في غزة من قبل شركة خاصة تتولى حراستها القوات الإسرائيلية ما هو إلا تعبير عن بدء حكم عسكري إسرائيلي هناك.
وأضاف في تغريدة له على منصة “إكس”: “هذا الحكم العسكري سيدفع ثمنه الجنود الإسرائيليون بدمائهم”، مطالبا بإيجاد بديل يحكم قطاع غزة.
وأكد غالانت أن “الحكم العسكري في غزة ليس من أهداف الحرب وإنما يتخذ لدواع سياسية خطيرة وغير مسؤولة”.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن الهدف من العملية العسكرية في جباليا وشمال قطاع غزة أصبح أكثر وضوحا.
وأضافت أن الهدف “تنظيف وتطهير منطقة ما لصالح خطة إدخال المساعدات الإنسانية من خلال شركة أمريكية خاصة ستعمل في المنطقة تحت الرعاية الإسرائيلية”. وقالت الإذاعة: “سيُطلب من الجيش الإسرائيلي البقاء في جباليا لمدة 3 أشهر أخرى على الأقل”.
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن التقدير المالي لتكاليف الخطة يبلغ 50 إلى 60 مليون دولار للفترة التجريبية الأولى.