روسيا تتوعد بمهاجمة مراكز صنع القرار في كييف
شنت روسيا، الخميس، ثاني هجوم كبير لها على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا هذا الشهر، مما أدى إلى انقطاعات عميقة للتيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد.
وقال الرئيس فلاديمير بوتين إن موسكو ضربت ردا على الضربات الأوكرانية على الأراضي الروسية بصواريخ ATACMS متوسطة المدى الأمريكية. وقال إن أهداف روسيا المستقبلية قد تشمل “مراكز صنع القرار” في كييف.
وحثت أوكرانيا المجتمع الدولي على الرد على تهديدات بوتين بضرب أهداف حكومية في كييف واتهمته بممارسة “الابتزاز” بهدف اختبار إدارة ترامب القادمة.
وقال بوتين إن روسيا قد تستخدم صاروخها الجديد أوريشنيك الأسرع من الصوت لمهاجمة “مراكز صنع القرار” في كييف ردا على إطلاق أوكرانيا صواريخ غربية على الأراضي الروسية.
وتباهى بوتين بأن الصاروخ الروسي الجديد الذي أطلق لأول مرة على مدينة دنيبرو الأوكرانية الأسبوع الماضي يضاهي السلاح النووي من حيث قوته التدميرية لكنه قال إنه لن يحمل رأسا نوويا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية هيورهي تيخي “نتوقع من تلك الدول التي حثت الجميع على تجنب توسع الحرب أن ترد على التصريحات التي أدلى بها بوتين اليوم”.
من جهته، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بـ “التصعيد الحقير”، قائلا إنها استخدمت صواريخ كروز بذخائر عنقودية.
وفي وقت لاحق من خطابه المصور الليلي، قال زيلينسكي إنه كان يتحدث إلى زعماء غربيين، بما في ذلك الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني أولاف شولتز، لصياغة رد على “محاولة روسيا جعل الوضع أكثر لا يطاق وإطالة أمد الحرب”.
وقال “الآن هو الوقت المناسب لتعزيز مواقفنا – موقف أوكرانيا وشركائنا”.
أدان الرئيس الأمريكي جو بايدن الهجوم الروسي ووصفه بأنه “شائن”، وقال في بيان إنه بمثابة “تذكير آخر بالحاجة الملحة وأهمية دعم الشعب الأوكراني في دفاعه ضد العدوان الروسي”.
وفقد أكثر من مليون شخص الكهرباء في أعقاب الضربات مباشرة، وزاد عدد انقطاعات الكهرباء المستمرة لدى ملايين آخرين.
إلى ذلك، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا استخدمت 91 صاروخًا و97 طائرة بدون طيار في هجوم يوم الخميس. وقالت إن 12 من تلك الصواريخ أصابت أهدافها، ومعظمها منشآت للطاقة والوقود.
وقالت القوات الجوية في بيان “يستخدم العدو عددًا كبيرًا من الصواريخ والطائرات بدون طيار. وغالبًا ما يتجاوز استخدامها المكثف في مناطق معينة عدد وسائل التغطية (الدفاعية الجوية)”.
وذكرت وزارة الداخلية الأوكرانية إن مرافق البنية التحتية تضررت في تسع مناطق.
انقطاعات الكهرباء خلال الشتاء
عزز الهجوم المخاوف من انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة خلال أشهر الشتاء حيث تحوم درجات الحرارة حول الصفر.
وقال مسؤولون إن الهجوم هو الحادي عشر على نظام الطاقة منذ مارس/آذار. وأدت روسيا إلى تعطيل نحو نصف القدرة المتاحة لتوليد الكهرباء في أوكرانيا خلال الحرب، وألحقت أضرارا بنظام التوزيع وأجبرت السلطات على فرض انقطاعات طويلة للتيار الكهربائي.
وقال سلاح الجو إنه أسقط 79 صاروخا وأسقط 35 طائرة بدون طيار، في حين “فقد” 62 طائرة بدون طيار، مما يعني أنه من المرجح أن تكون قد تعطلت بسبب الحرب الإلكترونية.
وقال مصدر في قطاع الطاقة إن أوكرانيا فصلت جميع وحدات الطاقة النووية عن الشبكة قبل الهجوم لحمايتها. وتحصل أوكرانيا على أكثر من نصف كهربائها من محطات الطاقة النووية.
وأعلنت شركة تشغيل شبكة الطاقة الحكومية الأوكرانية “أوكرينيرجو” عن انقطاعات عميقة للتيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد بسبب الأضرار الناجمة عن الهجمات، محذرة من انقطاع الكهرباء لمدة 12 ساعة على الأقل لبعض المستهلكين.
وقال مسؤولون إنه تم إسقاط جميع الصواريخ أو الطائرات بدون طيار التي كانت تستهدف العاصمة كييف.
أين أصبح القتال؟
بعد أكثر من 33 شهرًا من غزو روسيا لأوكرانيا، تتقدم القوات البرية الروسية بأسرع وتيرة لها في عامين.
أطلقت روسيا صاروخًا باليستيًا متوسط المدى فرط صوتي جديدًا على أوكرانيا هذا الشهر بعد أن سمحت الولايات المتحدة لكييف بضرب الأراضي الروسية بصواريخ غربية متقدمة.
وتصاعدت التوترات بين الجانبين المتحاربين بشكل حاد مع تبادل الصواريخ وقام بوتين الأسبوع الماضي بتحديث العقيدة النووية الروسية لتوسيع قائمة السيناريوهات التي قد تدفعها إلى إطلاق سلاح نووي.
لكن خمسة مصادر مطلعة على المخابرات الأمريكية قالت لرويترز إن القرار الأمريكي بالسماح لأوكرانيا بإطلاق أسلحة أمريكية في عمق روسيا لم يزيد من خطر وقوع هجوم نووي – وهو ما قالوا إنه لا يزال غير مرجح.
مع ذلك قال بوتين إن روسيا ستستخدم كل الأسلحة المتاحة لها ضد أوكرانيا إذا استحوذت كييف على أسلحة نووية.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي أن بعض المسؤولين الغربيين، من دون الكشف عن هويتهم، اقترحوا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد يمنح أوكرانيا أسلحة نووية قبل مغادرته منصبه.
وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي في أستانا بكازاخستان: “إذا أصبحت الدولة التي نخوض حربًا معها الآن قوة نووية، فماذا نفعل؟ في هذه الحالة، سنستخدم كل، وأود أن أؤكد على هذا، على وجه التحديد كل وسائل التدمير المتاحة لروسيا. كل شيء: لن نسمح بذلك. سنراقب كل تحركاتهم”.
وقال بوتين: “إذا نقل شخص ما رسميًا شيئًا ما، فإن هذا يعني انتهاكًا لجميع التزامات منع الانتشار التي قطعوها”.
وقال بوتين أيضًا إنه من المستحيل عمليًا أن تنتج أوكرانيا سلاحًا نوويًا، لكنها قد تكون قادرة على صنع نوع من “القنبلة القذرة”، وهي قنبلة تقليدية مملوءة بمواد مشعة من أجل نشر التلوث. وفي هذه الحالة، سترد روسيا بشكل مناسب، على حد قوله.
قالت روسيا مرارا وتكرارا، دون تقديم أدلة، إن أوكرانيا قد تستخدم مثل هذا الجهاز.