جماعة “إم 23” تقترب من أكبر مدينة في شرق الكونغو مع نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أن صراع جماعة 23 مارس في الكونغو الديمقراطية يهدد بالتحول إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا في الوقت الذي تقاتل فيه القوات الكونغولية تقدم المتمردين قرب أكبر مدينة في شرق البلاد وفرار عشرات الآلاف من الأشخاص.

وكشفت الأمم المتحدة أن تقدم جماعة M23 المتمردة أدى إلى نزوح أكثر من 178 ألف شخص خلال الأسبوعين الماضيين، مع اقتراب المقاتلين من مدينة غوما على الحدود مع رواندا.

بعد تحذيرات الأمم المتحدة.. هل يشعل صراع جماعة "M23" في الكونغو حربا إقليمية؟

اشتعلت المعارك بشراسة أكبر في شرق الكونغو الغني بالمعادن منذ بداية العام، حيث سيطرت جماعة إم 23 التي يقودها التوتسي على المزيد من الأراضي أكثر من أي وقت مضى.

وقال تحالف نهر الكونغو المتمرد الذي يضم حركة إم23 يوم الجمعة إنه يخطط للسيطرة على غوما، عاصمة الإقليم والتي يسكنها أكثر من مليون شخص.

وتتهم الكونغو والأمم المتحدة رواندا المجاورة بتأجيج التمرد المستمر منذ ثلاث سنوات باستخدام قواتها وأسلحتها ودعم حركة إم23 التي تتألف من عرقية التوتسي التي انفصلت عن الجيش الكونغولي قبل أكثر من عقد من الزمان. وتنفي رواندا هذا.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك يوم الخميس “إن هذا الهجوم خلف خسائر فادحة في صفوف السكان المدنيين وزاد من خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا”.

وأضاف دوجاريك أن الأمين العام “يدعو جميع الأطراف إلى احترام سيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية وسلامة أراضيها ووضع حد لجميع أشكال الدعم للجماعات المسلحة”.

من جانبها، كشفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الجمعة أن عدد النازحين بسبب القتال هذا العام تضاعف إلى 400 ألف منذ الأسبوع الماضي، محذرة من أن المستشفيات تقترب من طاقتها الاستيعابية بسبب المدنيين المصابين.

بعد تحذيرات الأمم المتحدة.. هل يشعل صراع جماعة "M23" في الكونغو حربا إقليمية؟

القتال يقترب من غوما

وبعد الاستيلاء على مدينة مينوفا يوم الثلاثاء، واصل المتمردون تقدمهم حتى وصلوا إلى مدينة ساكي، على بعد نحو 20 كيلومترا (12 ميلا) من غوما.

وقالت الحكومة الكونغولية، الخميس، إن الجيش صد تقدما نحو ساكي في هجوم مضاد.

وقالت وزارة الاتصالات إن “السلطات العسكرية تؤكد اتخاذ كافة الإجراءات لضمان تأمين وحماية غوما والمناطق المحيطة بها”.

ولكن بيان الأمم المتحدة أدان “الاستيلاء الأخير على مدينة ساكي، وهو ما يزيد من التهديد الذي تواجهه مدينة غوما”.

ولم يتضح الوضع في ساكي صباح الجمعة. وقالت مصادر محلية وممثل لمنظمة غير حكومية دولية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن القتال مستمر في المنطقة.

وأعنت المفوضية أن القصف العنيف أجبر عائلات من تسعة مواقع نزوح على الأقل في محيط غوما على الفرار إلى المدينة بحثا عن مأوى.

وقال المتحدث باسم المفوضية ماثيو سالتمارش في إفادة صحفية في جنيف “أمضى كثيرون الليلة الماضية نائمين في الشوارع وفي المساحات الخضراء في جميع أنحاء المدينة”.

بعد تحذيرات الأمم المتحدة.. هل يشعل صراع جماعة "M23" في الكونغو حربا إقليمية؟

يصل النازحون داخليا من مينوفا بالقارب بعد القتال الأخير في منطقة كاليهي بين متمردي إم23 والقوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، في غوما. رويترز

حركة نزوح كبيرة

وخرج آلاف الأشخاص من قوارب خشبية مكتظة في غوما يوم الأربعاء، وكان بعضهم يحمل حزما من الأمتعة حول جباههم.

امتلأ مخيم نزولو على مشارف مدينة غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو، والذي يقطنه نحو مليوني شخص، بالنازحين، لكن بعض الأشخاص كانوا يغادرون المخيم بالفعل مع اقتراب المتمردين.

فر ديفيد كاسيريكا على دراجة نارية ومعه طفل، ولم يتوقف عن الكلام. وقال لوكالة أسوشيتد برس: “لا نعرف إلى أين نحن ذاهبون، لأن القنابل تلاحقنا في كل مكان”.

ناديج باوما، مثل كثيرين في نزولو، اضطرت للنزوح لأول مرة بسبب القتال العنيف في بلدة ساكي. داخل المخيم، جمعت الأم لستة أطفال ما استطاعت من ممتلكاتها ووضعتها في حافلة صغيرة للفرار مرة أخرى.

وقالت “علمنا للتو أن عناصر حركة إم23 وصلوا إلى نجويرو (حوالي 19 ميلا أو 30 كيلومترا غرب غوما) وقررنا مغادرة المنطقة بسبب تساقط الرصاص والقنابل”.

بعد تحذيرات الأمم المتحدة.. هل يشعل صراع جماعة "M23" في الكونغو حربا إقليمية؟

وأكد حاكم إقليم جنوب كيفو جان جاك بوروسي الاستيلاء على مينوفا، مضيفا أن المتمردين سيطروا أيضا على بلدات التعدين لومبيشي ونومبي وشانجي إلى جانب بلدة بويريمانا في إقليم شمال كيفو.

وتمكنت حركة إم 23 لفترة وجيزة من الاستيلاء على غوما خلال تمرد سابق في عام 2012، مما دفع المانحين الدوليين إلى قطع المساعدات عن رواندا. وحتى في ذلك الوقت، لم يسيطر المتمردون على نفس القدر من الأرض كما يفعلون الآن.

وتعتبر حركة إم23 واحدة من نحو مائة جماعة مسلحة تتنافس على موطئ قدم في شرق الكونغو الغني بالمعادن في صراع مستمر منذ عقود من الزمان أدى إلى نشوء واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم. وقد نزح أكثر من سبعة ملايين شخص.

وتتهم الكونغو والولايات المتحدة وخبراء الأمم المتحدة رواندا بدعم حركة إم23 التي تتألف من عرقية التوتسي التي انفصلت عن الجيش الكونغولي قبل أكثر من عقد من الزمان. وتنفي الحكومة الرواندية هذا الادعاء.