رجل يتحرش جنسياً بطفلة أمام الكاميرا.. ولكن سرعان ما انقذتها سيدة تعمل في المبنى
ظاهرة التحرش الجنسي بشكل عام والتحرش بالأطفال بشكل خاص كانت حديث الجميع في الفترة الأخيرة وذلك على خلفية واقعة التعدي على طفلة بضاحية المعادي في العاصمة المصرية القاهرة، ما حدث أن كاميرات مراقبة التقطت واقعة بشعة وأليمة حين اقتاد رجل طفلة خلف حائط إحدى البنايات، وحاول الاعتداء عليها جنسياً، قبل أن تكتشفه سيدة تعمل في معمل تحاليل في المبنى ذاته وتُوقفه، ويواجه المتهم الذي ألقي القبض عليه تهمتي الاختطاف وهتك العرض.
نحن في تلفزيون الآن خصّصنا حلقة من برنامجكم منبر الشباب لهذه الواقعة الخطيرة والتي يجب أن تكون بمثابة دق ناقوس الخطر لنا جميعاً من أجل التوعية والتنبّه لأهمية التثقيف الجنسي وفضح هؤلاء وعدم اعتبار الموضوع وكأنه فضيحة للضحية وللعائلة كما ما زال يعتقد كثيرون للأسف.
استضفنا في حلقتنا من القاهرة الدكتورة رشا الجندي محاضر الصحة النفسية بجامعة بني سويف وأكاديمية الفنون، من دبي الإعلامية اللبنانية ناديا بساط ومن جدة الدكتورة سميرة الغامدي رئيس مجلس إدارة جمعية حماية الأسرة، كما شاركنا الحوار في حلقتنا طالبة الإعلام سارة بوري وخرّيج الإعلام أحمد ندا.
مطالبات بفضح المتحرش ومعاقبته عى الجريمة لتظيف المجتمع من هذه الآفة الخطيرة
الدكتورة سميرة الغامدي أكدت أن الغريزة الجنسية موجودة في كلّ شخص فينا ولكن السلوك الجنسي هو الذي يختلف ويهم ويؤثر، وقالت إن الطفل شاهد ملك في هكذا جرائم والرقابة يجب أن تكون عليه، فإذا اتضح أن تصرفاته غريبة يعني تم التحرش به لأن المتحرِّش يمكن ألا تظهر عليه أي تصرفات تجعلنا نشكّك لذا من الضروري مراقبة تصرفات الأطفال.
لا بدّ أن نذكر هنا العديد من الأمور منها الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي اليوم في تحرير الأفواه وفكّ القيود التي كانت تردعنا عن تناول هكذا مواضيع والخوض بتفاصيلها، بهذا الصدد أشادت الإعلامية ناديا بساط بما قامت به السيدة المصرية إنجي أسامة حين نشرت الفيديو دون خوف أو تردّد وحوّلت حادثة إلى قضية رأي عام هزّت العالم العربي، حادثة كان يمكن لولا تدخّل السيدة ألا يدري أحد بحدوثها حتى أهل الطفلة، وكان يمكن للمتحرِّش أن يُكمل ما بدأه وكان بالتأكيد سيكرّر هذه الجريمة.
أما الدكتورة رشا الجندي فقالت إنه يمكن للأهل والدائرة المقرّبة من الأطفال أن تكون المعالج النفسي الأفضل لهم من خلال معرفة كيفية التعامل معهم وتعليمهم أنهم ليسوا مذنبين في هكذا جرائم بل ضحايا.
نحن كأفراد يمكننا المساعدة والسيدة المصرية خير دليل على هذا الكلام، على أقل تقدير أن نساعد من خلال عدم سكوتنا ليس فقط كي ينال المتحرِّش العقاب على ما اقترفه بل أيضاً بردعه وردع أمثاله عن اقتراف هذه الجرائم دون خوف لأنهم يعتقدون أن الضحية ستكون خائفة، نعم ما زالت في مجتمعاتنا أمور نفضّل عدم الحديث عنها ولكن التغيير للأفضل لن يأتي مع التكتّم، ويجب أن نتذكر دائماً أن السّتر هو مختلف عن التستّر، الفضيحة له للمتحرِّش ولن تكون أبداً لكِ، لا تصمتي، أنت صاحبة القضية وأكبر رابح فيها.