الكريستال والكبتاغون.. المخدرات آفة خطيرة تنخر العراق
بعد استفحال ظاهرة تجارة المخدرات وتعاطيها في العراق بين فئة الشباب خاصة، أبدت وزارة الداخلية متمثلة بمديرية مكافحة المخدرات مساع للحد من الظاهرة في حين يعول على البرلمان إجراء تعديل على قانون مكافحة المخدرات.
وبينما تحول العراق من معبر للمخدرات إلى مستهلك في العقدين الأخيرين، حسب متخصصين، فإن تجارة وتعاطي المخدرات في البلاد، وصلت إلى آفاق غير مسبوقة تنهش جسد المجتمع وتعمل لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي على نحو متواصل مع الحكومة لاستحداث هيئة لمكافحة المخدرات ترتبط برئاسة الوزراء مباشرة.
انتشار المخدرات
تنتشر المخدرات وتباع وتوزع في المناطق الفقيرة والمحرومة في العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى خاصة الجنوبية منها، ولا توجد إحصائية رسمية منشورة لأعداد المتعاطين للمخدرات في البلاد، ولكن وحسب مسؤولين أمنيين فإنها تنتشر بين فئة الشباب ومن كلا الجنسين.
وتدخل المخدرات من الحدود العراقية الإيرانية وخاصة “الكريستال” بينما يدخل مخدر الكبتاغون من الحدود السورية.
آلاف المعتقلين
قال المتحدث باسم مديرية مكافحة المخدرات حسين التميمي، إن العراق يخلو من أية مصانع لتصنيع المخدرات سواء الكبتاغون أو الكريستال والوزارة تعمل على مكافحة هذه الظاهرة واعتقال جميع المتعاطين والمتاجرين بالمواد المخدرة.
وأشار في حواره لبرنامج بالعراقي، إلى أن القوات الأمنية نفذت حملة ضد المتاجرين والمتعاطين للمخدرات خلال الشهور الأولى من العام الجاري، واعتقلت 10 آلاف شخص بتهمة التعاطي، وتم إدانة وإصدار أحكام قضائية بحق 5 آلاف مدان، وضبط 500 كيلو غرام من المواد المخدرة و 10 ملايين حبة من الكبتاغون.
وأكد أن عام 2023 سيكون عام القضاء على المخدرات في العراق.
جهود متواصلة
وقال التميمي إن الوزارة تعمل على مكافحة المخدرات من خلال التحري والضبط الأمني بالاعتماد على المعلومات المتوفرة والاستخبارية، واللجوء إلى التوعية وتثيف الشباب حول مخاطر هذه الآفة التي تفتك بهم.
وأشار إلى أن المديرية أقامت العديد من الندوات التثقيفية في مراكز الشرطة بحضور عدد من المحافظين ومدراء الصحة وشيوخ العشائر وأئمة المساجد.
وأوضح أنه كلما كانت مكافحة المخدرات جدية ستسفر عن كم هائل من ضبط المؤثرات العقلية وأيضا المتاجرين والمتعاطين.
تعاون دولي
أوضح المتحدث باسم مديرية مكافحة المخدرات في العراق حسين التميمي، أن العراق يعمل بالتعاون مع دول الجوار لإنهاء هذه الظاهرة وتم الإعلان عن المؤتمر الدولي الأول للقضاء على المخدرات في بغداد بحضور دول عربية واجنبية وتم وضع معاهدات وإنشاء قاعدة بيانات لمكافحة هذه الظاهرة.
علاج المدمنين
وأشار التميمي إلى أن العراق أنشا عددا من المصحات لمعالجة المدمنين وتم عزل المتاجرين عن المتعاطين وإخضاعهم لأعادة التأهيل وتم افتتاح مصحة في الأنبار وكركوك والنجف بالتعاون مع وزارة الصحة وهي تابعة لوزارة الداخلية.
وأوضح ان هناك مراكز تابعة لوزارة الصحة تعمل على إعادة المتعاطين طوعيا، وتسقط عنه جريمة التعاطي ولكنه يحاسب على هذه الجريمة إذا رفض الخضوع للعلاج وإعادة التأهيل.
أسباب تفشي المخدرات
بحسب مراقبين فإن الأعداد المعلنة رسميا للعام الماضي 2022 تمثلت باعتقال 14 ألف شخص بين متعاط ومتاجر، بينهم 500 من النساء والأحداث، حيث تقوم عصابات الاتجار باستغلالهم لغرض الترويج والنقل.
وتنتشر أكثر في المناطق الفقيرة والمدن التي تعاني نسب بطالة عالية، حيث تصل نسبة التعاطي بين الشباب في المناطق الأكثر فقرا إلى 70%.
وعزا المراقبون انتشار المخدرات إلى غياب الحلول التي تعالج الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وقلة الوعي، وكذلك إلى عدم وجود تقنيات حديثة للكشف عن المخدرات في المناطق الحدودية، وتورط جهات سياسية ومجاميع مسلحة، وغياب مراكز التأهيل في العراق.