معاناة مستمرة لأقلية الأيزيديين في العراق
رغم أن الأقليات الدينية والعرقية تبدو هي الضحية المباشرة للصراعات السياسية والمذهبية في العراق لكنه وطبقا لما يراه الباحثون المتخصصون في هذا الشأن فإن العراق كبلد عرف بتنوعه الديني والإثني والمذهبي سيكون هو الخاسر الأكبر بسبب نهاية مبدأ التنوع الذي عرف به وبداية التقسيم الحقيقي للبلد.
وفي سنجار ما تزال ذكرى المجازر التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بحق الأيزيديين في الذاكرة.. ولكن اليوم الأيزيديين أنفسهم يعانون مرة أخرى تارة بسبب التهجير الممنهج الذي يتعرضون له وتارة بسبب عدم الاهتمام به وبمتطلباتهم والمتمثلة بإعادتهم إلى مناطقهم في سنجار وتأمين الحماية لهم.
مقابر جماعية
قال معاون محافظ نينوى لشؤون النازحين علي عمر كبعو لبرنامج بالعراقي: إن هناك أكثر من 80 مقبرة جماعية للأيزيديين تم فتح ٣٠ مقبرة منها وبقي ٥٠ لم تفتح وهناك صعوبة في التعرف على القتلى.
وأضاف أن تنظيم داعش الإرهابي كان قد اختطف ٦٤١٧ من الأيزيديين وتم إعادة وتحرير ٣ آلاف منهم، ولكن الكثير من المختطفين قتلوا في سوريا والعراق، داعيا الحكومة العراقية إلى السرعة في فتح المقابر الجماعية وإخراج الجثث والتعرف على أصحابها ودفنهم في مقابر لائقة.
هجرة الأقليات
وقال معاون محافظ نينوى لأخبار الآن: إن أكثر من ٦٥ بالمئة من أهالي سنجار مازالوا نازحين وهناك أكثر من ١٢٠ ألف إيزيدي هاجروا من العراق.
مبينا أن الحكومة تعمل مع المنظمات على إعادة النازحين، وهناك خطة لتقديم ٤ ملايين لكل شخص يعود إلى سنجار بالإضافة إلى المساعدات العينية وتأمين فرص العمل او منحهم أراض يعملون بها.
مشيرا إلى أن البعض منهم يرفضون العودة بسبب الصراع السياسي، وبعضهم الآخر فقدوا عائلاتهم وكل ما يملكون في سنجار.
وأوضح علي عمر أن أكثر من 200 ألف أيزيدي في ألمانيا غالبيتهم هاجروا بعد عام ٢٠١٤ بسبب جرائم داعش.
وحول جدية الحكومة في إعادة النازحين أكد أن الأطراف لم تكن جادة في تنفيذ اتفاق عودة أهالي سنجار وهناك خلافات بين بغداد واربيل بشأنها.