أكثر من 3800 قتيل وآلاف المفقودين و30 ألف مشرد فيضانات ليبيا
لا تزال ليبيا تحت وقع الصدمة في أعقاب الفيضانات الكارثية التي خلفت آلاف القتلى والمفقودين ودمرت مدينة درنة في شرق ليبيا، حيث لا تزال عشرات الجثث على قارعة الطريق ملفوفة ً ببطانيات.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن ما لا يقل عن 30 ألف شخص يعيشون في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة قد أصبحوا مشردين، ولا يزال عدد الضحايا غير مؤكد بعد مرور العاصفة دانيال الأحد.
وتظهر صور مروعة بثتها قناة “الوطنية الليبية” على منصات التواصل الاجتماعي، كارثة ً حقيقية حلت بدرنة: شوارع مدمرة وأشجار مقتلعة ومبان مدمرة وأشخاص يرفعون الأغطية عن الجثث الملقاة على الرصيف لمحاولة التعرف عليها.
لا يمكن الوصول إلى المدينة الآن إلا عبر مدخلين إلى الجنوب (من أصل سبعة) وانقطع عنها التيار الكهربائي على نطاق واسع وتعطلت شبكة الاتصالات فيها وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.
ونزح ثلاثة آلاف شخص من البيضاء وأكثر من الفين من بنغازي ومدن أخرى تقع إلى الغرب.
فرق الإنقاذ تكثف جهودها في قرى دمرها زلزال المغرب
تواصل فرق الإنقاذ جهودا مكثفة الأربعاء في قرى دمرها الزلزال وإن كانت آمال العثور على ناجين تتضاءل، بعد خمسة أيام على الكارثة التي خلفت قرابة ثلاثة آلاف قتيل.
في موازاة ذلك، تتواصل جهود فتح وتوسعة مسالك جبلية لإيصال المساعدات للقرى النائية.
بلغ عدد ضحايا الزلزال 2946 قتيلا إضافة إلى 5674 جريحا إلى حد مساء الأربعاء، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الداخلية، مشيرة إلى أن معظمهم دفنوا.
وأكدت الوزارة أن السلطات “تواصل جهودها للتكفل بالمصابين، وإيواء المتضررين، وإيصال الإعانات الغذائية والصحية لهم”، فضلا عن “تأمين حركة السير بالطرق”.
إيمان سعيد تروي قصتها باكيةً بعد زلزال المغرب
على أكوامٍ من الحُطام، وقف الشابة إيمان آيت سعيد، البالغة من العمر 19 عامًا، التي فقدت 10 من عائلتها في منطقة تلات نيعقوب، التي تأثرت كغيرها من المدن بسبب زلزال المغرب.
الفتاةُ التي وقفت تسمح دموعها قالت إنها كانت في المدرسة في فاس، ذهبت قبل يومين من وقوع الزلزال، بعدما ودّعت أسرتها وذهبت للدراسة هناك، لكن أحدهم اتصل بها وأخبرها أن المنزل بأكمله انهار، وعندما عادت إلى قريتها لم تتمكن من الذهاب لرؤية منزلهم.
إيمان تقول: “لقد تحققت لمعرفة ما إذا كان أقاربي يعيشون في الخيام، ولكن هذا هو كل ما رأيته – في إشار إلى الحطام- يا له من شعور غريب. لأن كل ذكرياتي هنا، عائلتي وأصدقائي وجيراني والجميع ماتوا وفقدوا منازلهم في هذه المنطقة، لدينا الكثير من الذكريات في هذه القرية وقد رحل الكثير من الأشخاص الذين نحبهم”.
في اللحظةِ التي كانت تتحدثُ فيها إيمان، كان والدها إبراهيم آيت سعيد، يبحث بين ركامِ المنزل، لعله يجد ما يمكنه الاحتفاظ به، أو شيء يمكن استخدامه في الأيام اللاحقة، أو حتى بعض الصور التي تذكره وإيمان باقي أفراد الأسرة، وهي الصور التي حملتها الابنة بين يديها متحدثة عن شقيقها الذي توفي قائلة: “لقد بحثت ووجدت الصور التي كانت لدينا. وهذا أخي الذي مات وكان عمره 6 سنوات في ذلك الوقت”.