أخبار الآن | بيروت – لبنان
ناقشت الحلقة الخامسة من برنامج “نون”، الذي تقدّمه الإعلامية ديانا فاخوري على شاشة تلفزيون “الان”، هجرة اللبنانيين إلى الخارج، التي تزايدت وتيرتها خصوصاً بعد تفجير مرفأ بيروت في الرابع من آب\أغسطس، والذي حوّل بيروت إلى مدينة منكوبة، وجعل الكثير من الشباب اللبناني يفقد الأمل بحياة أفضل على كلّ المستويات في وطن الأرز.
في هذه الحلقة، استضاف برنامج “نون” ملكة جمال لبنان سابقاً والناشطة في الحقل العام نادين ويلسن نجيم، ونجمة كرة السلّة، لاعبة منتخب لبنان ميرامار مقداد، وكذلك تخلّلت البرنامج مداخلة عبر سكايب من أخصائية التغذية العالمية أنجي قصبية من بلغاريا، وأخرى من الناشطة على مواقع التواصل الإجتماعي ليديا صبرا من كندا.
ملكة الجمال نادين ويلسن نجيم، وهي من اللبنانيات اللواتي قرّرن البقاء في لبنان رغم كلّ المشهد السوداوي، قالت إنّ لديها مشكلة وجودية، مشيرةً إلى أنّ مؤامرة التهجير وتفريغ البلد وكأنّها في طريقها للتنفيذ. وسألت: “إلى من نترك هذا البلد، ومن يستحقه أكثر منّي كي أغادره؟ وأضافت: لكن لا ألوم كلّ شخص قرّر الرحيل، فلكلّ منّا ظروفه، لكن يوماً سنلتقي سوياً لبناء هذا البلد”.
وأكّدت أنّ خسارة تعلّقها بالوطن هو خسارة شيء أكبر، فالأمر موضوع هوية، وحتى الآن لم أفقد الأمل بهذا البلد، وبالتالي أخاف الوصول إلى مرحلة النفور من وطني. واعتبرت أنّ التغيير في لبنان لا يحصل إلا من خلال صناديق الإقتراع، وليس في الشارع لسبب بسيط أنّ هؤلاء المسؤولين لديهم جمهور وفيّ.
من جانبها، لاعبة منتخب لبنان ميرامار مقداد والتي حققت بطولات لبنانية ودولية، تتحضّر للهجرة إلى الخارج، أشارت إلى أنّها لم تعد تجد أنّ هناك مستقبلاً للرياضة في لبنان، خصوصاً بالنسبة للنساء، بالنظر إلى الظروف التي تشهدها البلاد. وأسفت مقداد لهذا التدهور الحاصل على كلّ المستويات، لافتةً إلى أن هجرتها إلى مصر هي من أجل أن تواصل القيام بالهواية التي تعشقها. وأضافت: “لو كانت رياضة كرّة السلّة تحظى بالإهتمام اللازم في لبنان، لكنت بقيت ولم أقرر الرحيل، لكنّ الأوضاع المتردية تمنع عنّا كلّ أمل، فلا أجد مستقبلاً لي هنا، وأتمنّى أن يعود البلد كما يتمناه كلّ شخص”.
أمّا أخصائية التغذية أنجي قصبية، التي قرّرت أن تستقر وعائلتها في بلغاريا، فقالت أنّها أنجبت مؤخراً، وبالتالي تخاف على ابنها جرّاء الأوضاع في لبنان، و”هذا أمر طبيعي، إذ أنّ أيّ شخص كان يخاف على أولاده من أيّ سوء، فتجده يبحث عن ملاذ آمن يحميهم ويقيهم الشرور”. وتابعت: “إنّنا جميعاً ضدّ هذه الطبقة السياسية والفاسدين، وكلنا ننادي بشعار كلّن يعني كلّن، لكن لا يجب أن ننسى ضرورة أن نبدأ من ذواتنا نحن كلبنانيين، فاللبناني في كثير من الأحيان لا يقف إلى جانب أخيه اللبناني وهذه مشكلة”… مشيرةً إلى أنّه “لو كان اللبناني عمل على تقوية العملة اللبنانية منذ بداية الأزمة من دون أن يلهث وراء الدولار، لكان الأمر مختلفاً اليوم ربّما، وهذا مثل واحد من أمثلة كثيرة.
الناشطة ليديا صبرا، التي قرّرت مغادرة لبنان إلى كندا، شدّدت على أنّ السيء ليس في التدهور الاقتصادي الحاصل في البلاد، إنّما الإحساس بعدم الأمان هناك، إذ بات اللبناني يخاف على حياته وعلى حياة من حوله في كلّ لحظة، وأضافت: “بتنا نخاف الخروج من المنزل للذهاب إلى العمل وبالعكس… وهنا في كندا دائماً تصلنا أخبار سيئة تجعلنا نخاف أكثر، مع إشارتها إلى أنّها كما أي مغترب لبناني حول العالم، يحلم بالعودة إلى لبنان للعيش فيه، لكن نأمل تحسّن الأوضاع على كلّ المستويات حتى نتخذ خطوة العودة ربما.