الوضع في جنوب لبنان خطير ويتطلب تضافر الجهود منع التصعيد

تشهد المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل تصاعداً في التوترات العسكرية، حيث تتبادل القوات الإسرائيلية وحزب الله اللبناني القصف والاعتداءات المتكررة. الأوضاع الإنسانية في الجنوب تتدهور بشكل ملحوظ مع نزوح الآلاف من السكان بسبب الخوف من التصعيد المستمر.

في ظل هذه الأجواء المتوترة، أجرت أخبار الآن لقاء خاص مع وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري (Ziad Makary) لمعرفة رؤية الحكومة اللبنانية لهذه التطورات.

يعتبر “مكاري” أن الوضع الحالي في الجنوب اللبناني خطير ويتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية لتهدئة الأوضاع ومنع التصعيد قائلا: “إن الوضع الراهن في الجنوب اللبناني يمر بمرحلة حرجة، تستدعي تكاتف الجهود بين كافة الأطراف المحلية والدولية ومن المهم أن ننقل الحقيقة كما هي، مشدداً على أن من حق الناس معرفة الواقع كما هو ومن واجب الإعلاميين نقل هذه الحقيقة”.

لبنان على صفيح ساخن.. وزير الإعلام اللبناني: "نعول على إيران للاتجاه نحو التهدئة"

وعند الحديث عن إمكانية تجنب حرب شاملة مع إسرائيل، يوضح وزير الإعلام اللبناني، أن لا أحد يريد حرباً شاملة، ولكن هذا لا يعني أنها غير ممكنة الحدوث ويشير إلى الجهود الدبلوماسية النشطة التي يبذلها لبنان الرسمي، وإلى الاهتمام الغربي والإقليمي والعربي بعدم وقوع حرب في البلد فقال: “لدي قناعة أنه لا أحد يريد حرباً شاملة، ولكن هذا لا يعني أنها غير ممكنة الحدوث. لبنان الرسمي يعمل بجهود دبلوماسية نشطة، وهناك زيارات جدية للبلد من وزراء خارجية لدول كبيرة وغربية.

وتابع: “هناك اهتمام غربي وإقليمي وعربي بعدم وقوع حرب في البلد، لأن وقوعها يعني حرباً مدمرة ستمتد إلى المنطقة كلها. لبنان الرسمي يعمل بشكل جدي وبديبلوماسية نشطة، ونحن نعلق آمالًا كبيرة على هذا الجهد ونجد الكثير من الشركاء في هذا الهدف سواء في أوروبا أو في الوطن العربي أو حتى في دول أخرى”.

وزير الإعلام اللبناني: نعول على إيران للاتجاه نحو التهدئة

ويعرب الوزير عن تفهمه لمشاعر المواطنين اللبنانيين الذين يشعرون بأن هذه الحرب ليست حربهم وأنهم قد انجذبوا إليها من قبل أطراف خارجية. ويؤكد على ضرورة محاولة الخروج من هذا الوضع من خلال نشر الأمور الإيجابية والدبلوماسية.

وأضاف: “من حق اللبنانيين أن يعترضوا على هذه الحرب، وهناك الكثير منهم غير مقتنعين بها. لكن بما أن الحرب واقعة، علينا أن نحاول بكل ما أوتينا من قوة، سواء كدولة أو كمواطنين، الخروج من هذا الوضع. سواء بنشر الأمور الإيجابية أو من خلال دبلوماسية الدولة اللبنانية. ولكن يجب أن نعرف أن الموضوع معقد وليس بيد فريق واحد في لبنان”.

وأضاف: “الناس بيدها تغيير هذه الطبقة السياسية من خلال الانتخابات، وهم مسؤولون عن خياراتهم وقرارات ممثليهم. الرسالة الأساسية التي نريد إيصالها هي أن لبنان بلد لا غنى عنه، ولا غنى عن القانون والدولة اللبنانية. نأمل أن ننتخب رئيسًا وندخل في فترة إنماء وسلام لترميم ما يمكن ترميمه، ليس من أجلنا فقط بل من أجل أبنائنا وأجيالنا القادمة”.

وعند الحديث عن دور إيران في الصراع، يشير الوزير إلى أن إيران تدعم هذا الصراع وتقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ولكنه يأمل أن تتجه إيران نحو التهدئة لأن هذه الحرب لا تناسبها ولا تناسب أي بلد آخر في المنطقة. ويشدد على أهمية التعاون الدبلوماسي مع إيران، كما هو الحال مع جميع الدول، لتحقيق التهدئة والاستقرار. فقال: “نعتقد أن إيران يجب تتجه نحو التهدئة لأن هذه الحرب لا تناسبها ولا تناسب أي بلد آخر في المنطقة. نحن نتعاطى مع إيران كدولة، نستقبل المسؤولين الإيرانيين الذين يزورون لبنان في إطار التهدئة مثل ما يزورنا الدبلوماسيون الآخرون ونحن نعوّل على دور إيران في التهدئة مثلما نعوّل على دور الكثير من البعثات الدبلوماسية”.

لبنان على صفيح ساخن.. وزير الإعلام اللبناني: "نعول على إيران للاتجاه نحو التهدئة"

 

ويشدد الوزير مكاري في حديثه لـ “أخبار الآن” على أن التصعيد الإضافي ليس في مصلحة أي طرف في لبنان، ويجب على الجميع العمل معاً لتجنب الحرب والتركيز على الجوانب الإيجابية والدبلوماسية. كما يدعو الأطراف اللبنانية إلى العمل على توحيد الصفوف وإظهار نية حقيقية للسعي نحو خفض التصعيد، مؤكداً أن هذا يتطلب تعاوناً بين جميع القوى السياسية والاجتماعية في البلاد. فقال: “الحرب بالتأكيد أكبر من بلد وأكبر من لبنان، ولها بعد إقليمي، ولهذا يجب أن نعتمد أكثر وأكثر على دبلوماسية لبنان. أما في الداخل، فنحن نتمنى أن نخصص مسافة إعلامية معينة للأمور الإيجابية، لأن لبنان مقسوم سياسياً وهناك من يؤيد الحرب ومن يعارضها”.

وأضاف: “نحن نشدد على وحدة الشعب اللبناني في مواجهة أي خطر يأتي على لبنان. إذا وقعت الحرب، لا سمح الله، يجب أن يكون الشعب اللبناني موحداً في مواجهة هذا العدوان.

حزب الله يرفض أي تعديل على القرار 1701

القرار 1701 الذي تبناه مجلس الأمن في 2006 يدعو لوقف العمليات القتالية بين إسرائيل وحزب الله، ونشر القوات المسلحة اللبنانية بالتعاون مع قوات يونيفيل. هناك حديث متزايد حول تعديل القرار، لكن مطلعين يرون أن التعديل غير وارد حالياً، والاتجاه يميل نحو تطبيقه بشكل كامل. حزب الله يرفض أي تعديل، بينما إسرائيل مستمرة في خرق القرار منذ 17 عاماً، مما يعقد الوضع. التطورات في غزة قد تؤثر على الوضع في جنوب لبنان.