• وزير الخارجية الروسي: طالبان ترسل “إشارات إيجابية” بعد سيطرتها على أفغانستان
  • الصين تسعى إلى محاباة الجماعة بسبب رغبتها في التوسع اقتصادياً عبر مشاريع “الحزام والطريق

روسيا راضية عن طالبان وإشاراِتها إيجابية، هذا ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد سيطرة الجماعة على العاصمة الأفغانية كابول دون قتال.

روسيا البراغماتية تتصرف وتتحرك بسرعة وفقاً لمصالحها ولأهواء القيصر الروسي الذي يريد ملء الفراغ الأمريكي هناك، رغم تصنيف جماعة طالبان منظمة إرهابية، فهل حرّكت معادن أفغانستان النادرة عقل القيصر وقلبَه معأً؟، أما بالنسبة للصين فكل شيء يهون كُرمى عيون مشروع الحزام والطريق، والمصالحُ الاقتصادية تغلب الإيديولوجيا بالنسبة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، وليس أدل على ذلك من استقبال وزير الخارجية الصيني لقادةٍ من طالبان قبل سيطرة الجماعة على العاصمة كابول.

وبعد وصول طالبان للعاصمة الأفغانية، أشاد السفير الروسي، دميتري جيرنوف، بسلوك طالبان، وقال إن الجماعة، التي لا تزال مصنفة رسمياً كمنظمة إرهابية في روسيا، “جعلت كابل أكثر أماناً، والوضع هناك تحت حكم طالبان أفضل مما كان عليه في عهد الرئيس أشرف غني.

صحيفة وشنطن بوست قالت إن تعليقات السفير تعكس جهداً روسياً لتعميق علاقاتها الراسخة مع طالبان والاعتراف بها باعتبارها الحاكم الشرعي لدولة حاولت السيطرة عليها وفشلت.

أما الصين، فتنظر إلى طالبان بشكل آخر يتمثل بأنها تسعى إلى محاباة الجماعة بسبب رغبتها في التوسع اقتصادياً عبر مشاريع “الحزام والطريق، لذا فهي ترغب في حدود هادئة مع أفغانستان وعدم تعطيل استثماراتها هناك.

وليس أدل على ذلك من قيام وزير الخارجية الصيني بلقاء قادة من طالبان في مدينة تيانجين الشمالية، لاعتقاد الصين أن بإمكان طالبان الحد من قيام أي جماعات متشددة أخرى بمهاجمة الصين أو المشاريع الصينية في أفغانستان.

سلطت وسائل الإعلام الحكومية الصينية الضوء على إمكانات تنفيذ مشاريع اقتصادية كبرى في ظل النظام الجديد، من مشروع منجم أيناك للنحاس، وهو أكبر مناجم النحاس في أفغانستان والثاني في العالم، إلى حقول النفط الشمالية في فارياب وساري بول.

إذاً مصالح روسيا والصين مع طالبان قد تكون متشابهة إلى حد كبير، ما يدفع الدولتين إلى التصادم أقله سياسياً ودبلوماسياً، سيما وأن روسيا لا تقبل بوجود شركاء لها في البلد الذي تحل فيه.