إزالة الحرس الثوري من قوائم الإرهاب تعطل إتمام الاتفاق النووي
باشر إنريكي مورا، المنسق الأوروبي لمفاوضات إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015، أمس، محادثات مع كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، في محاولة أخيرة لمنع انهيار المسار الدبلوماسي المتعثر منذ شهرين.
وهذه المرة الثانية التي يزور فيها مورا طهران، بعد 27 مارس/ آذار في محاولة لردم الفجوا في مفاوضات فيينا التي أصبحت في مهب الريح جراء طلب روسي مفاجئ، أوقف المشاورات المكثفة في مارس، قبل أن تطالب طهران برفع الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية.
وتأتي الزيارة بعد أسبوعين من تحذير مسؤول السياسية الخارجية جوزيب بوريل، في اتصال مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، من تبعات إطالة فترة توقف المفاوضات، مقترحاً مفاوضات مباشرة بين مورا وباقري كني.
وسط محاولات لإنقاذ الاتفاق النووي، إدارة بايدن تتشدد في موقفها من الحرس الثوري وتؤكد أنها لم تقدم إلى المبعوث الأوروبي إنريكي مورا أي مقترحات أميركية جديدة للإيرانيين
مورا نسق رحلته مع إدارة بايدن وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا والتقى في المحادثات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بكبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري في طهران لكن قبيل الاجتماع بين مورا وباقري أعلنت وزارة المخابرات الإيرانية عن اعتقال مواطنين أوروبيين بتهمة تنظيم الفوضى والاضطرابات الاجتماعية وزعزعة استقرار المجتمع.
ولا تزال الولايات المتحدة ترفض إزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة السوداء للإرهاب ما لم توافق إيران على تقديم تنازلات بشأن قضايا خارج برنامجها النووي بما في ذلك نشاطها الإقليمي.
مسودة الاتفاق التي تم التوصل إليها في فيينا منتهية وجاهزة للتوقيع بحسب ما أكدت إدارة بايدن التي تأمل كما تقول أن يوافق الإيرانيون على التخلي عن مطالبهم المتعلقة بالحرس الثوري الإيراني والتوقيع عليها
وفي هذا الخصوص يقول الباحث في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية أ. محمد خيري لبرنامج ستديو الآن:” رفع الحرس الثوري من التنظيمات الإرهابية مع الإبقاء على بعض الكيانات المرتبطة به، هو اختيار مابين التكبيل الكلي والتكبيل الجزئي، مثل ميليشيا الزينبيات، والكيانات الموجودة في سوريا وغزة والعراق”.
ويضيف:” لدينا كيانات اقتصادية أخرى مرتبطة بالحرس الثوري، وغالبية شركات النظام الإيرانية هي تابعة له، والحرس الثوري مسؤول عن نقل النفط إلى كل دول العالم ماقبل العقوبات، كما انه يشرف اليوم على نقل النفط الإيراني إلى الصين، وهذا يقودنا إلى ضرورة الإبقاء على التكبيل الكلي للحرس الثوري، حيث انه غير ذلك سيجعل الوضع أسوأ مما كان عليه.”
من جهته الكاتب والمحلل السياسي أ. محمد السطوحي يرى أن:” : إدارة ترامب بتصنيف الحرس الثوري إرهابيا جعلت من الصعب على أي إدارة ديمقراطية أن تعود للاتفاق النووي”.
ويضيف:” الحرس الثوري حتى لو تم رفع تصنيفه من قائمة الإرهاب، إلا أنه يواجه عقوبات كثيرة فرضت عليه من قبل وهذه العقوبات ستستمر بكل الأحوال”.
ويشير”: الحرس الثوري هو المسؤول كل العمليات في الشرق الأوسط وتصنيفه إرهابياً يزيد الضغط على السياسة الإيرانية، وإن لم يتم تسوية مسألة إزالته من قائمة الإرهاب الأمريكية فربما ينهار الاتفاق النووي من جديد”.
وقبل أكثر من عام، بدأت إيران والقوى المشاركة في اتفاق 2015 (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، مباحثات في فيينا شاركت فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة التي انسحب رئيسها “ترامب” من اتفاق 2015.
وعُلّقت المباحثات رسميا في مارس/آذار، مع تأكيد المشاركين أن التفاهم بات شبه منجز، لكن هناك نقاط اختلاف بين واشنطن وطهران.
وتخيم الشكوك في الغرب بشأن إمكانية إحياء الاتفاق النووي مع إيران، لكن لا يبدو أن أحدا يملك القدرة على التصريح بحقيقة موته.
ويبدو أن الأوروبيين، وربما الأمريكيون، فقدوا الأمل في إمكانية إحياء الاتفاق الذي أبرم عام 2015، فيما التفكير ربما قد بدأ في تحجيم البرنامج النووي الإيراني، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
وحال إعلان فشل مفاوضات النووي فإن أحدا لا يعلم على وجه اليقين ما الذي تنويه إدارة “بايدن” بشأن “نووي إيران”، بعد الحماسة الشديدة التي تورطت بها واشنطن في مفاوضات فيينا أملا في توقيع الاتفاق.
ويسيطر الحرس الثوري الإيراني على قوات النخبة المسلحة والمخابرات التي تتهمها واشنطن بشن حملة إرهابية عالمية.