روسيا.. 100 يوم على غزوها أوكرانيا
ناقشت حلقة السبت من “ستديو الآن”، تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، وذلك بعد مرور مئة يوم على بدء الغزو، حيث لا تزال القوات الروسية لم تحسم حرباً اعتقد الرئيس فلاديمير بوتين أنها ربما ستستغرق ساعات لا أكثر، قبل أن يصطدم بمقاومة أوكرانية كبدت قواته خسائر بشرية ومادية كبيرة.
المقاومة الأوكرانية دفعت القوات الروسية للانسحاب من العاصمة كييف ومحيطها، وتغيير الخطة بالتركيز على الشرق الانفصالي، وبعد مئة يوم من الغزو يصر الرئيس الأوكراني على أن النصر سيكون حليف بلاده، فيما يشدد الاتحاد الأوروبي عقوباته على موسكو بحزمة هي الأقسى تستهدف حظر واردات النفط مصدر التمويل الرئيسي لحرب الكرملين.
من ناحيته قال د. غيث مناف، رئيس المنظمة الدولية لحقوق الإنسان في أوكرانيا، في حواراه مع سيف الدين ونوس لـ”ستديو الآن”، إن ما حدث خلال الأيام الـ100 الماضية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، كر وفر، في محاولة روسية لاحتلال الأراضي الأوكرانية، مشيرًا إلى أن القوات الروسية فشلت حتى الآن في احتلال المدن الكبيرة.
وأضاف مناف: “حتى الآن احتلت روسيا ما يقرب من 20% من الأراضي الأوكرانية، وهو ما تسبب في نزوح وهجرة أكثر من 6.7 مليون مواطن، بالإضافة إلى تهجير الأطفال”.
وأوضح أن المنظمات المدنية التي تعمل على مساعدة المدنيين تتعرض لمضايقات من قبل القوات الروسية.
من ناحيته قال الكاتب المتخصص في الشأن الدولي فراس بورزان، في حواره مع سيف الدين ونوس، لـ”ستديو الآن”، إن ما حققته موسكو في الـ100 يوم الأولى، ليس ما كانت ترغب في تحقيقه من هذه الحرب، مشيرًا إلى أن روسيا فشلت سياسيا في منطقة مهمة جدا بالنسبة لتأمين المياه والكهرباء للقرم، وهي “خيرسون”، حيث رفض السكان التعاطي مع القرارات الروسية، ولم تستطع فرض قرارات سياسية من شأنها إنشاء إدارات تابعة لها.
وأوضح أن أوكرانيا في هذه الحرب، هي “راس جبل الجليد”، مشيرًا إلى أن روسيا ترغب في إعادة وضعها في المنظومة الدولية.
وفي السياق، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، أن بلاده ستنتصر على روسيا في اليوم المئة من الغزو الروسي، فيما أكدت موسكو التي تركز قواتها في منطقة دونباس الشرقية أنها حققت “بعض” أهدافها.
ونجحت موسكو منذ بدء هجومها العسكري على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير، في زيادة الأراضي التي تسيطر عليها في أوكرانيا بثلاثة أضعاف، فباتت تحتل حوالى 125 ألف كلم مربع تشمل شبه جزيرة القرم والمناطق المحتلة من منطقة دونباس وجنوب أوكرانيا، على ما أوضح زيلينسكي.
وبعد مرور مئة يوم على بدء الحرب التي أوقعت آلاف القتلى حتى الآن، حذر منسق الأمم المتحدة لشؤون أوكرانيا أمين عوض “ليس هناك ولن يكون هناك أي طرف منتصر في هذه الحرب … نحن بحاجة إلى السلام. يجب أن تتوقف الحرب”.
وأضاف في بيان “خلال ثلاثة أشهر ونيف، أجبر نحو 14 مليون أوكراني على مغادرة منازلهم، معظمهم نساء وأطفال”، في ظاهرة “غير مسبوقة في التاريخ”.
وعن تسبب الغزو في أزمة غذاء عالمية، قال مدير منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) دايفيد بايسلي، ضمن الفعاليات الأخيرة لمؤتمر دافوس، إنّ “المجاعة تهدد 49 مليون إنسان حول العالم”، وذلك بمعرض حديثه عن تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية التي تشهد تطورات دراماتكية، كانت أقسى فصولها الحصار الروسي المفروض على موانئ أوكرانيا الذي ضيَّق الخناق أكثر على قدرة كييف على تصدير موادها الغذائية التي المركزية للعديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وعلى الرغم من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 30 مايو الماضي استعداد بلاده تسهيل شحن السلع الأوكرانية، إلّا أنَّه حتى تلك الساعة يرفض فك الحصار المفروض على الموانئ الأوكرانية، ويشترط رفع العقوبات المفروضة على موسكو لحل تلك الأزمة.