روسيا بدأت غزو أوكرانيا في 24 فبراير
- أزمة الغذاء تمسُ آسيا وأوروبا وأفريقيا
- زيلينسكي: روسيا تنتهك القانون الدولي
ناقشت حلقة الأحد من برنامج “ستديو الآن”، والتي قدمها وسيم عرابي، تحذير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من أنّ العالم سيواجهُ أزمةَ غذاءٍ حادة ومجاعة، مع استمرارِ الحربِ الروسية.
وقال وسيم عربي في مقدمة الحلقة: “قال زيلينسكي إنّ بلادَه غيرُ قادرة على تصدير ما يكفي من الغذاء، وذلك جرّاء الحصار الذي تفرضُه روسيا على موانئ البحر الأسود، ما منع الصادرات من الشحن إلى دول أخرى”.
وأضاف عرابي: “أزمة الغذاء تلك تمسُ آسيا وأوروبا وأفريقيا، حيث إن روسيا أغلقت البحر الأسود، والأسعار آخذة في الارتفاع. وفي ذلك السياق اعتبر زيلينسكي أنّ روسيا تنتهك القانون الدولي”.
وأوضح: “قبل الغزو الروسي كانت أوكرانيا أكبرَ منتج للزيت في العالم، ومصدراً رئيسياً للقمح لكن ملايين الأطنان من صادرات الحبوب لا تزال محاصرة بسبب الحصار على الموانئ”.
واستعرضت الحلقة التصريحات الخاصة لـ”أخبار الآن”، والتي أدلى بها الوزير الفرنسي السابق لأوروبا والشؤون الخارجية هيرفيه دو شاريت والذي أكد أنه منذ انطلاق العدوان الروسي على أوكرانيا اتخذ الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي قراراً فوريّاً بدعم أوكرانيا ومساعدتها في الحرب ضدّ روسيا. وقد أقرّ الاتحاد مجموعة كاملة من العقوبات الإدارية والسياسية والمالية ضدّ روسيا والزعماء الروس، مستهدفاً الاقتصاد الروسي، كما قدم مساعدات مالية كبيرة لأوكرانيا بالإضافة إلى الأسلحة والمساعدات العسكرية.
وبحسب دو شاريت، “فالأوروبيون يدركون الآن أنّ أمنهم يعتمد عليهم أوّلاً وقبل كلّ شيء، لذلك ثمّة الكثير من ردود الفعل، فبعض الدول الأوروبية التي تسلك طريق الحياد مثل فنلندا والسويد، تريد الإنضمام إلى الناتو، فنحن نرى أنّ حلف الناتو الذي كان يؤدّي ما هو بمثابة المساعدة، نجح فيما بعد بشكل جيّد للغاية، كما قال الرئيس ماكرون، سيحصل موت دماغي إذا لم يحدث شيء. يمكننا أن نرى بوضوح أنّ الناتو يحاول التعافي، فيما ترى الدول الأوروبية أنّه يتعين عليها الإهتمام بالدولة وجيشها وأسلحتها”.
وفي السياق، قالت السفارة الأوكرانية في بيروت إن روسيا أرسلت لحليفتها سوريا ما يقدر بمئة ألف طن من القمح “مسروقة” من أوكرانيا منذ غزت البلاد، ووصفت السفارة تلك الشحنات بأنها “أنشطة إجرامية”.
وفي بيان لرويترز، قالت السفارة إن الشحنات تشمل واحدة على متن السفينة ماتروس بوزينيتش التي ترفع العلم الروسي والتي رست في ميناء اللاذقية السوري في أواخر مايو أيار.
وأظهرت بيانات من رفينيتيف أن ماتروس بوزينيتش حملت شحنة من القمح من ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في 2014، بتاريخ مغادرة 19 مايو أيار وموقع تفريغ الشحنة محدد على أنه سوريا.
وأظهرت لقطات بالأقمار الصناعية من بلانيت لابس (بي.بي.سي) في 29 مايو أيار أن السفينة ذاتها راسية في اللاذقية.
وقالت السفارة الأوكرانية في لبنان نقلا عن أجهزة إنفاذ قانون أوكرانية إن القمح الذي نقل على متن السفينة “سُرق” من منشآت تخزين أوكرانية في مناطق احتلتها حديثا القوات الروسية.
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية ووزارة الإعلام السورية على طلبات من رويترز للتعليق. ونفت روسيا من قبل مزاعم عن سرقة القمح من أوكرانيا.
القمح مسروق من منشأة تجمع القمح من ثلاث مناطق أوكرانية في صومعة واحدة
السفارة الأوكرانية
في لبنان
وتابعت قائلة “هذا نشاط إجرامي” مشيرة إلى أنها حاولت التواصل مع السلطات السورية لكنها لم تتلق ردا.
وذكرت السفارة أن أكثر من مئة ألف طن من القمح الأوكراني “المنهوب” وصل لسوريا على مدى الأشهر الثلاثة الماضية. ومع وصول أسعار القمح العالمية لما يفوق 400 دولار للطن، فإن تلك الكمية تقدر قيمتها بأكثر من 40 مليون دولار.
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من الرواية الأوكرانية.
ولم تستجب وزارة الإعلام السورية بعد لأسئلة عبر البريد الإلكتروني من رويترز للحصول على تعليق على الاتهام ولا سؤال عن عدم إجابتها لمراسلات أوكرانية في هذا الشأن.
ولم تستجب وزارة الزراعة السورية ومسؤولون في ميناء اللاذقية بعد لطلبات بالتعليق.
وروسيا مصدر مهم لواردات القمح لسوريا منذ بدء الحرب الأهلية هناك في 2011، وهي واردات تجارية ومساعدات إنسانية. كما زودت موسكو الرئيس بشار الأسد بدعم عسكري حيوي خلال الصراع وأرسلت قواتها الجوية لسوريا في 2015.
وتعهدت روسيا بتزويد سوريا بمليون طن من القمح بموجب اتفاق ثنائي في 2021 وفقا لما ذكرته إنترفاكس. وتضمنت واردات سوريا شحنات من شبه جزيرة القرم.
ووفقا لبيانات تتبع حركة السفن من رفينتيف فقد حددت ماتروس بوزينيتش وجهتها في البداية على أنها بيروت لكنها أغلقت أجهزة الإرسال في 25 مايو أيار قبالة الساحل اللبناني.
وأعادت السفينة يوم الأربعاء أجهزة إرسالها للعمل وتم تتبعها وهي تبحر غربا بعيدا عن الساحل السوري وفقا لتحركات ظهرت على موقع (مارين ترافيك.كوم) لتتبع حركة الملاحة.
500 ألف طن
في بيان الشهر الماضي، قالت وزارة الزراعة الأوكرانية إنها رصدت سرقة 500 ألف طن من القمح بالفعل من المناطق المحتلة في البلاد.
وأضافت أن القمح يتم إرساله إما إلى روسيا، من مناطق خاركيف ودونيتسك ولوجانسك، أو إلى شبه جزيرة القرم من منطقتي زاباروجيا وخيرسون.
وفي أبريل نيسان، نفى الكرملين مزاعم بسرقة القمح وقال إنه لا يعلم من أين جاءت مثل تلك المعلومات.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي آندري رودينكو قوله في 25 مايو أيار إن روسيا تنفي نفيا قاطعا تقارير وردت في وسائل إعلام غربية عن سرقة القمح من أوكرانيا وقال “لا نسرق أي شيء من أي أحد”.
لكن وكالة تاس للأنباء ذكرت نقلا عن كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة المدنية-العسكرية الموالية لروسيا في وقت سابق هذا الأسبوع أن منطقة خيرسون الأوكرانية التي تخضع حاليا للسيطرة الروسية بدأت في تصدير القمح لروسيا. ولم يذكر كيف تم تنسيق مسألة الدفع مقابل تلك الصادرات.
وفي الشهر الماضي، شكرت أوكرانيا مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، على رفضها شحنة روسية قالت كييف عنها أيضا إنها مسروقة من أوكرانيا.