مقتل أيمن الظواهري يفتح باب التوقعات حول مستقبل تنظيم القاعدة
- محللون عسكريون رجحوا أن تصفية الظواهري تشير الى أنه لم يكن قائدا ذو كفاءة
- السيناريو الأكثر ترجيحاً هو تولي سيف العدل القيادة
- “التنظيم كان يملك منذ أيام بن لادن علاقة مع إيران
ناقشت حلقة الأربعاء من برنامج ستديو الآن مع سونيا الزغول موضوع مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري إثر غارة أمريكية في أفغانستان، وتأثير ذلك على التنظيم من حيث بنيته الوجودية، إضافة للسيناريوهات المتوقعة بعد مقتله.
وقالت الزغول في مقدمة البرنامج: “الذي حفظ حياته بين جبال أفغانستان تحت قصف جوي متواصل، فقدها في منزل فاخر في كابل، الظواهري الذي يشغل منصبا ميتا كزعيم لتنظيم القاعدة مع وقف التنفيذ، والذي ليس له دور على الأرض، فشل في إحياء دور القاعدة الإرهابية تحديدا بعد أن حاول بناء التنظيم مجددا بشراكته مع حركة طالبان بعد سيطرتها على كابل العام الفائت”.
وتابعت: “محللون عسكريون رجحوا أن تصفية الظواهري تشير الى أنه لم يكن قائدا ذو كفاءة وأخذ مخاطرات كبيرة بإصداره عددا كبيرا من مقاطع الفيديو جعلت اكتشاف مكانه أمرا سهلا، وأن عودة طالبان للحكم في افغانستان أعطته أملا جديدا في تعزيز وضع القاعدة الذي تدهور منذ مقتل بن لادن”.
في هذا الصدد قال المتخصص في الجماعات المشددة أ. حسن أبو هنية، إن “الظواهري كان يعتقد أن اتفاقات الدوحة ستحميه من الاستهداف”.
وأشار إلى أنه بحسب تفسير طالبان لاتفاق الدوحة، فإن ذلك “يتضمن عدم استخدام الأراضي الأفغانية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها”.
وأضاف: “نعلم علاقته الوثيقة مع جماعة طالبان وقد أخطأ تنظيم القاعدة وشبكة حقاني في حساباتهم”.
وأردف: “هناك جدل في تفسير الاتفاقية والتي تبدو غير واضحة في أفغانستان”.
وتابع: “نعلم العلاقة الوثيقة بين الظواهري وطالبان ولم تنكر الجماعة ذلك”.
بدوره أكد الباحث في الشؤون الآسيوية أ. إسلام المنسي أن “غياب القادة يؤدي إلى اضمحلال التنظيمات وتراجع دورها وهذا يقود إلى طريقين إما تفكك التنظيم أو ظهور قيادات جديدة قد تكو تكون أكثر شراسة”.
وأردف القول: “هناك سيناريوهات عديدة والسيناريو الأكثر ترجيحاً هو تولي سيف العدل وذلك ما قد يؤدي إلى توجه جديد”.
ولفت إلى أنه “طبقاً لتقاليد هذه التنظيمات لا يمكن الاعتراف بالإمارة لشخص يقع بالأسر وهو ما يضع الشك حيال إيلاء سيف العدل قيادة التنظيم الموجود في إيران”.
وأوضح أن “الظواهري كان عليه انتقادات كثيرة، لكن غيابه قد يؤدي إلى انشطار التنظيم وظهور تنظيمات فرعية”.
وأضاف: “التنظيم كان يملك منذ أيام بن لادن علاقة مع إيران ويعتبرها دولة ممر”.
ارتجاج في البيت الداخلي للتنظيم
ومن جديد ارتج البيت الداخلي لتنظيم القاعدة، ليسقط أحد أكبر أعمدتها، زعيمها أيمن الظواهري خلال استهداف القوات الأمريكية لمنزله في أفغانستان.
ضربة كشفت أكثر ضعف التنظيم الإرهابي الذي لم يعد قادرا على حماية نفسه وقادته.
سقط زعماء التنظيم الإرهابي الذي يحاول بشتى الطرق العودة للنشاط من جديد واثبات وجوده وقدراته، لكن الاستهدافات المتتالية لأعضائه وزعمائه تحجم أكثر خطوات التنظيم نحو التواجد من جديد.
مقتل الظواهري في كابول لم يكشف عن هوان تنظيمه فقط بل كشف أيضا تطورا خطيرا لجماعة طالبان التي لم تلتزم بوعودها الدولية بقطع علاقتها مع القاعدة ما يجعل علاة الجماعة بالمجتمع الدولي على المحك ويعرض أفغانستان والأفغان للخطر.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن حركة طالبان انتهكت “على نحو صارخ” اتفاق الدوحة من خلال استضافة أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة وإيوائه.
وفي وقت سابق، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة قتلت الظواهري في ضربة بأفغانستان في مطلع الأسبوع، في أكبر ضربة للتنظيم المتشدد منذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن في عام 2011.