تفجيرات كابول تستهدف الشيعة الهزارة
- وقع الانفجار في شارع تجاري مزدحم بالجانب الغربي من المدينة
- أظهرت لقطات فيديو نُشرت على الإنترنت سيارات إسعاف تهرع إلى مكان الحادث
ناقشت حلقة الأحد من برنامج “ستديو الآن”، والتي قدمتها رشا مقران، تداعيات تفجيرات كابول الأخيرة، ودلالة توقيتها، خاصة أنها جاءت بعد أيام من مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة أمريكية.
وانفجرت قنبلة في العاصمة الأفغانية كابول، السبت، بينما قال شهود عيان إن هناك مخاوف من إصابة الكثيرين.
وقع الانفجار في شارع تجاري مزدحم بالجانب الغربي من المدينة حيث يجتمع عادة أفراد الطائفة الشيعية المسلمة في البلاد.
وأظهرت لقطات فيديو نُشرت على الإنترنت سيارات إسعاف تهرع إلى مكان الحادث القريب أيضا من محطات للحافلات، خلال الهجوم الذي جاء قبل احتفال عاشوراء.
وأفاد مسؤولون في مستشفى وشهود أن 22 شخصا على الأصل أصيبوا جراء انفجار القنبلة، حيث يتمركز عدد كبير من أفراد الطائفة الشيعية.
من ناحيته قال مصطفى حمزة، الباحث في شؤون الإسلام السياسي والجماعات المتطرفة، في حواره مع رشا مقران، في “ستديو الآن”، إن التوقيت الذي حدثت فيه التفجيرات الأخيرة تزامنت مع احتفالات الشيعة الهزارة، بيوم عاشوراء، وتزامن مصادفة مع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، مضيفا أن البعض يربط بين العملية الأمريكية التي استهدفت الظواهري، والتفجيرات الأخيرة، إلى أنها مجرد مصادفة، لأنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف الشيعة الهزارة في احتفالاتهم ومناسباتهم.
وأوضح الباحث في شؤون الإسلام السياسي والجماعات المتطرفة، أنه تم استهداف الشيعة الهزارة في مناسبات ومواقع سابقة، حيث تم استهدافهم في مستشفى، وكذلك في أحد الأفراح، حاصة وأن هذه المناسبات يكون بها عدد كبير منهم.
ويتزامن الحادث مع استعدادات الاحتفال بيوم عاشوراء، والذي صادف هذه السنة ليلة الأحد 7 أغسطس/آب.
ولم تعلن أي جماعة مسلحة مسؤوليتها الهجوم، على عكس التفجير الذي تسبب في مقتل ما لا يقل عن ثمانية، وإصابة 18 آخرين في كابول، الجمعة، جراء تفجير نفذه تنظيم “داعش”.
وعلى الرغم من أن تنظيم “داعش” لا يسيطر على أي مناطق في أفغانستان، إلا أن له خلايا نائمة خطيرة تستهدف الأقليات الدينية في البلاد وكذلك دوريات الشرطة التابعة لطالبان.
وسبق لجماعة طالبان التي سيطرت على مقاليد الحكم في أفغانستان في أغسطس/آب الماضي بعد عقدين من العمليات المسلحة أن تعهدت توفير المزيد من الحماية لمساجد الشيعة وغيرها من المنشآت التابعة لهم.
ويتعرض الشيعة الذين يمثلون 10 إلى 20 في المئة من سكان أفغانستان (حوالي 40 مليون نسمة)، وغالبيتهم من الهزارة، للاضطهاد منذ فترة طويلة في البلد ذي الأغلبية السنية.
وانخفض عدد الهجمات في أفغانستان منذ تولي جماعة طالبان السلطة قبل عام، لكن البلاد شهدت سلسلة تفجيرات دامية في نهاية أبريل خلال شهر رمضان وفي نهاية مايو وقتل فيها عشرات.
وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن معظمها، وهو يستهدف أساسا الأقليات الدينية الأفغانية.
وتؤكد طالبان أنها هزمت تنظيم داعش في البلاد، لكن محللين يرون أن التنظيم الإرهابي لا يزال يمثل التحدي الأمني الرئيسي للسلطة الأفغانية الجديدة.
من ناحيته قال حازم الغبرا، الكاتب والمحلل السياسي، في حواره مع رشا مقران، في “ستديو الآن”، إنه يوجد “خلط أوراق” يحدث اليوم، في أفغانستان، وذلك بعد خروج الولايات المتحدة من الصراع على الأرض هناك، مشيرًا إلى وجود “مجموعات إسلامية، ومجموعات متطرفة، ومجموعات إرهابية”، وتعمل هذه المجموعات لإيجاد عدو لها. خاصة وأن هذه المجموعات لا تعرف الحوكمة، ولا تعرف الاستقرار والسم المدني والأهلي، وتعيش دائما وسط الصراع المستمر.
وأضاف الغبرا، أنه بالنسبة لتنظيم داعش، فإن الشيعة في أفغانستان “عدو” سهل يمكن مهاجمته بسهولة، خاصة أنه يوجد خلاف عقائدي بينهم.
وعن تواجد القاعدة في أفغانستان، قال إن الفراغ الذي أحدثه خروج الولايات المتحدة من أفغانستان، هو ما دفع أيمن الظواهري، لمحاولة إعادة تشكيل تنظيم القاعدة.