إلى ميدان الاقتصاد.. الصين وروسيا تنقلان المواجهة مع أمريكا
- أمريكا ليست على عجلة من أمرها بأن تدخل مجال العملة الرقمية
- الظروف الحالية والصراع مع تايوان هو السبب الذي دفع الصين لإعلان ذلك
ناقشت حلقة الثلاثاء من برنامج ستديو الآن مع سونيا الزغول إعلان روسيا والصين نيتهما تدشين عملة احتياطية عالمية جديدة لتنافس الدولار.
وقالت الزغول في مقدمة البرنامج: “*على مدى قرن من الزمان كان الدولار العملة الأكثر أهمية في العالم حيث تم تقديره لقبوله في كل مكان تقريبًا في أي معاملة لكن الأن هناك نقاش جاد حول ما إذا كان يمكن أن تتعرض هذه الحالة للتهديد من خلال مسيرة التكنولوجيا وما إذا كان الدولار بحاجة إلى التحول الرقمي ليواكب هذه المسيرة”.
في هذا السياق قال الخبير الاقتصادي د. نهاد إسماعيل إن “الاقتصاد الأمريكي أقوى اقتصاد عالمي ولن يؤثر عليها أي عملات رقمية من روسيا أو الصين”، لافتاً إلى أن “الصين تمتلك أكثر من تريليون دولار في سندات الخزينة الأمريكية”.
وأضاف أن “أمريكا ليست على عجلة من أمرها بأن تدخل مجال العملة الرقمية”، مؤكداً أن معظم السلع الاستراتيجية العالمية مقومة بالدولار”.
وأوضح أن “كل قروض العالم التي تأتي من البنك الدولي كانت بالدولار وليست بالعملات الرقمية”، متوقعاً بأنه “لن تحظى العملة التي ستقدمها الصين وروسيا بنجاح”.
وتابع: “الشيء الوحيد الذي قد يضعف الدولار إذا حدث ركود اقتصادي لسنوات وزاد التضخم”.
بدوره أوضح الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة أن “هناك ثقة كبيرة بالدولار وهذا الأمر ليس بالسهل محوه”.
وأضاف: “اليوم الإشكالية الكبيرة أن الدولار يحتل مساحة كبيرة في التجارة العالمية والصين وروسيا ودول البريكس لا تشكل أكثر من 23 بالمئة من الاقتصاد العالمي وبالتالي أي عملية مثل هذه لن تكون سهلة”.
وأوضح: “نحن بحاجة لفترة طويلة قبل التخلي عن الدولار وهناك حاجة لاتخاذ أمور احترازية”.
وبـّين أن هناك صعوبة على روسيا والصين وخصوصاً أن الاتفاق ليس مكتملاً.
ولفت إلى أن “الظروف الحالية والصراع مع تايوان هو السبب الذي دفع الصين لإعلان ذلك”.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه روسيا والصين نيتهما تدشين عملة احتياطية عالمية جديدة، لتنافس الدولار، سارع العديد من النواب الأمريكان لمطالبة مجلس الاحتياطي الفيدرالي للتحرك بسرعة نحو إصدار دولار رقمي، لمكافحة أي خطوات قد تهدد مكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية.
بكين وموسكو غير مرتاحتين للدور الضخم الذي يلعبه الدولار الأمريكي في التجارة العالمية، وخاصة بعد تجميد الأصول الروسية بعد غزو أوكرانيا، والمخاوف من تجميد الأصول الصينية إذا حدث نزاع على تايوان.
ويُعتقد أن المعاملات الدولية بعملة رقمية أنشأتها الصين أو روسيا يمكن أن تكون سلاحاً دفاعياً في مثل هذه الظروف لأنها ستحدث بعيداً عن متناول الولايات المتحدة.