طالبان لا تعترف بـ”حقوق المرأة”
- المظاهرات أظهرت أنه المرأة الأفغانية لن تقبل بمعاملة طالبان
ناقشت حلقة الأحد من برنامج “ستديو الآن”، والتي قدمتها رشا مقران، تداعيات إطلاق مسلحون من طالبان السبت، النار في كابول، لتفريق تظاهرة نظمتها نساء يطالبن بالحق في العمل والتعليم بعد نحو عام من وصول الجماعة المتشددة إلى السلطة في أفغانستان.
يطلقون النار فتهرب الفتيات المتظاهرات.. لكنهن مصممات على إعادة الكرّة ثانية وثالثة للحصول على حقوقهن.. هذا المشهد في أفغانستان التي تعاني الأمرين تحت حكم جماعة طالبان المتشددة.. لا حقوق.. ولا حريات.. ولا تعليم للفتيات ولا عمل.
مظاهرات نسائية في العاصمة الأفغانية كابول، جاءت احتجاجاً على تشديد القيود من قبل طالبان على حقوق الأفغان، ولا سيما الفتيات والنساء اللواتي مُنعن من العودة إلى المدارس الثانوية وحُرمن من الكثير من الوظائف العامة.
من ناحيتها قالت رشا مقران في مقدمة الحلقة: ” عام على حكم طالبان المتشددة في أفغانستان، لم يجني المواطنون هناك سوى القمع والبطش والذل والحرمان، من الحقوق وخاصة الفتيات.. إلا حرائر البلاد اللواتي رفضن الانصياع لحكم همجي بربري لا يفقه إلا بلغة المواجهة، وتحركن في احتجاجات يطالبن بالخبز والعمل والحرية”.
وأضافت مقران: “ولأن طالبان لا تفهم إلا لغة السلاح، فقد أطلق عناصرها النار في الهواء لتفريق المتظاهرات وردعهن عن إكمال مسيرتهن”.
من ناحيتها قالت بي بي فاطمة حكمت، الناشطة الأفغانية والباحثة القانونية في مجال حقوق المرأة، في حوارها مع رشا مقران لبرنامج “ستديو الآن”، إن المظاهرات التي حدثت في العاصمة الأفغانية كابول، والتي جاءت بعد عام من حكم جماعة طالبان، تُثبت مرة أخرى أن النساء في أفغانستان لن يستسلمن لظلم طالبان، وهذه لم تكن المظاهرة الأولى، ولن تكون الأخيرة”.
وأضافت فاطمة، أن من جهتها “أظهرت طالبان للعالم أنها لا تقبل بالتظاهرات المدنية والسلمية، ومطالبة النساء بحقوقهن، لأن فكرة طالبان فكرة إرهابية ومتشددة”.
ومن ناحيته قال أحمد الرمح، الكاتب والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إن المشكلة تكمن في المنهج الذي تتبناه طالبان، مشيرا إلى أن هذا المنهج لا ينظر إلى المرأة إلا بوصفها “جارية وتابعة وملحقة لا قيمة لها”.
وأكد أن المرأة الأفغانية كانت في فترات سابقة، تعمل وتتعلم، وتتقلد مناصب في مؤسسات عمل مختلفة، إلى أنه اتباع طالبان لمنهج “السلفية الجهادية”، وطبقت الأفكار المتشددة منه، تدهورت أوضاع المرأة في أفغانستان”.
وسارت نحو أربعين امرأة يهتفن “الخبز والعمل والحرية” أمام وزارة التعليم قبل أن تقوم مجموعة من مقاتلي طالبان بتفريقهن بإطلاق رشقات رصاص في الهواء بعد حوالى خمس دقائق من بدء التظاهرة.
وطارد مقاتلو الجماعة بعض المتظاهرات اللواتي لجأن إلى المتاجر المجاورة، وقاموا بضربهن بأعقاب البنادق.
ورفعت المتظاهرات لافتة كتب عليها “15 أغسطس يوم أسود”، في إشارة إلى ذكرى سيطرة الجماعة على السلطة في البلاد العام الماضي، وذلك ضمن إطار مطالبتهن بحقوقهن في العمل والمشاركة السياسية.
وهتفت المتظاهرات قبل تفريقهن “العدل العدل. سئمنا الجهل”. كما تعرض بعض الصحفيين الذين كانوا يغطون الاحتجاج – وهو أول تجمع نسائي منذ شهور – للضرب على أيدي مقاتلي طالبان.
وبعد الاستيلاء على السلطة، وعدت طالبان بنسخة أكثر اعتدالا من الحكم الإسلامي القاسي الذي ميز أول فترة لهم في السلطة من عام 1996 إلى 2001.
لكن قيود كثيرة تم فرضها بالفعل على النساء، حيث حرم عشرات الآلاف من الفتيات من المدارس الثانوية، في حين مُنعت النساء من العودة إلى العديد من الوظائف الحكومية.
كما مُنعت النساء من السفر بمفردهن في رحلات طويلة ويمكنهن فقط زيارة الحدائق العامة والمتنزهات بالعاصمة في أيام منفصلة عن الرجال.
في مايو، أمر المرشد الأعلى للبلاد زعيم جماعة طالبان، هبة الله أزخوند زاده، النساء بتغطية أنفسهن بالكامل في الأماكن العامة، بما في ذلك وجوههن، بشكل مثالي مع البرقع الشامل.
في البداية، تراجعت بعض النساء الأفغانيات عن القيود ونظمن احتجاجات صغيرة. لكن طالبان سرعان ما ألقت القبض على القيادات واحتجزتهن بمعزل عن العالم الخارجي في وقت أنكرت اعتقالهن، وفقا لوكالة فرانس برس.