جماعة الشباب تشن أكبر هجوم على مقديشو منذ تولي الرئيس الجديد
- الحكومة الصومالية تواجه تحديات جمة أبزها “جامعة الشباب”
- بدأ الهجوم الذي شنّته المجموعة المرتبطة بتنظيم القاعدة بالأسلحة والقنابل
ناقشت حلقة الاثنين من برنامج “ستديو الآن”، والتي قدمها سيف الدين ونوس، تداعيات هجوم جماعة الشباب الصومالية على فندق “حياة” الحكومي، والذي يقع في وسط العاصمة “مقديشو”، والذي أدى إلى مقتل 21 شخصًا في آخر حصيلة تم الإعلان عنها.
ويعد هذا أكبر هجوم على مقديشو منذ انتخاب الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود في أيار/مايو. ويشكّل عامل ضغط على الحكومة الفدرالية التي تشكّلت في مطلع آب/أغسطس في الصومال التي يواجه نصف سكانها البالغ عددهم الإجمالي 15 مليون نسمة، خطر المجاعة.
وقال مقدمة الحلقة: “رغم الآمال باستقرار الأوضاع، التي صاحبت وصول حسن شيخ محمود إلى سدة الحكم في الصومال، تصاعدت هجمات جماعة الشباب فرع تنظيم “القاعدة” الإرهابي في شرق أفريقيا”. مضيفا: “العاصمة مقديشو عاشت ساعات عصيبة تحول فيها فندق الحياة الشهير إلى مسرح لإراقة دماء الأبرياء بعد هجوم إرهابي للجماعة أسفر عن مقتل وجرح العشرات، وجدد المخاوف بشأن توسع نشاط الجماعة في القرن الأفريقي، فالأسابيع الماضية شهدت هجمات داخل العمق الأثيوبي وفي كينيا بالإضافة إلى استهداف قواعد بعثة الاتحاد الأفريقي، ما يوجه ضربة قوية لاستراتيجية الرئيس الصومالي الجديد والذي يسعى لحشد دعم دولي وإقليمي لإطلاق حرب شاملة لإضعاف الجماعة وتجفيف مصادر تمويلها”.
وبدأ الهجوم الذي شنّته المجموعة المرتبطة بتنظيم القاعدة بالأسلحة والقنابل على فندق “حياة” في العاصمة الصومالية مقديشو، مساء الجمعة واستمر يوماً واحداً، واحتجز على إثره العديد من الأشخاص داخل الفندق الشهير.
والأحد أكد المتحدث باسم “الشباب” عبدالعزيز أبو مصعب أن الجماعة قتلت أكثر من 40 شخصا في هذه العملية. وهو كان قد أعلن السبت أنّ قواته “ألحقت خسائر جسيمة” بالقوات الأمنية.
وكان الفندق مكاناً مفضّلاً للقاءات المسؤولين الحكوميين وقد أصيب بأضرار فادحة وانهارت أقسام منه.
من ناحيتها قالت الدكتورة أسماء الحسيني، الخبيرة في الشؤون الإفريقية، ومديرة تحرير في صحيفة الأهرام، إن الهجوم الكبير يأتي بعد الآمال الكبيرة التي يعقدها الصوماليون على الانتخابات الأخيرة، التي استطاعوا بها تجاوز الخلافات السياسية الكبيرة، وعبور المرحلة الصعبة، واختيار رئيس، وتشكيل حكومة جديدة، مشيرة إلى أن الجميع كان يستبشر خيرا بهذه المرحلة الجديدة.
وأضافت الحسيني في حوارها مع سيف الدين ونوس، في برنامج ستديو الآن، إن هدف الجماعة من هذا الهجوم، هو توجيه رسائل يأس، ورسائل إحباط، وذلك للتشكيك في قدرة الحكومة الصومالية الجديدة، والقوات الأمنية على مواجهة قوات جماعة الشباب، وترد الجماعة أيضا على الضربات التي وجهتها القوات الأمريكية في الأسبوعين الأخيرين، كما أنها قررت استباق عملية كبيرة كانت تعتزم الحكومة الصومالية توجيهها إلى الجماعة الإرهابية لتجريدها من قوتها، والقضاء على سيطرتها على العديد من المناطق في الصومال.
وأكدت الخبيرة في الشؤون الإفريقية، أن هذه العملية الكبيرة توجه رسائل للجميع بشأن خطورة بقاء هذه الجماعة على مستقبل الوضع، ليس في الصومال وحده، وإنما على كل دول جواره، والتي تتضرر من عمليات الجماعة الإرهابية التي “تستعرض عضلاتها”، وتخطط لعميات أخرى في الفترة المقبلة.
وبالإضافة إلى تمرّد جماعة الشباب يتعين على الحكومة الصومالية أن تواجه مجاعة يتسبب بها جفاف هو الأسوأ الذي تشهده الصومال منذ 40 عاما.
وطرد عناصر الجماعة من المدن الرئيسية في الصومال، بما في ذلك العاصمة مقديشو في العام 2011، لكنهم لا يزالون منتشرين في مناطق ريفية شاسعة وهم قادرون على شن هجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية. وكثّفوا هجماتهم خلال الأشهر الأخيرة.
وأعلن الجيش الأمريكي الأربعاء مقتل 13 عنصراً في جماعة الشباب كانوا يهاجمون جنوداً من الجيش الصومالي، في غارة جوية شنّها على منطقة نائية في هذا البلد الواقع في القرن الأفريقي.
وفي أيار/مايو، أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بإعادة تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الصومال لمساعدة السلطات المحلية في التصدّي لجماعة الشباب، بعدما كان سلفه دونالد ترامب قد أمر بسحب غالبية القوات الأمريكية.
وفي هذا الشأن، قال اللواء محمد عبدالواحد، خبير الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، في حواره مع سيف ونونس لبرنامج “ستديو الآن”، إن هجوم جماعة الشباب، يأتي في ظل متغيرات تشهدها الساحة الدولية، سواء انتخاب الرئيس الصومال في 15 مايو الماضي، أو مقتل أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، مشيرا إلى أنها أيضا تأتي في ظل وجود مشاكل سياسية داخل الصومال”.
وأكد عبدالواحد أن أسباب هذه العملية، هي أسباب متعددة، لعل أبرزها ضعف الحالة الأمنية في الداخل الصومالي، لا سيما جهاز الاستخبارات، مشيرا إلى أهمية هذا الجهاز الذي يمكن القوات الأمنية من معرفة المعلومات والأخبار عن تحركات الجماعة، كما يمكن أن يتنبأ بأي عملية إرهابية قد تحدث، وبالتالي يتمكن من قيام بضربات استباقية.
وأكد خبير الأمن القومي ومكافحة الإرهاب أنه يوجد اختراقات أمنية داخل أجهزة الأمن في الصومال، وكذلك الجيش في الصومال.