تشهد الأسواق اضطرابًا في أسعار الطاقة
- انخفاض إنتاج النفط بمليوني برميل يوميا
ناقشت حلقة الخميس من برنامج “ستديو الآن”، والتي قدمتها رشا مقران، تداعيات قرار منظمة “أوبك بلس”، خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا، اعتبارا من شهر نوفمبر المقبل، في خطوة تستهدف دعم الأسعار التي شهدت في الربع الثالث أول خسارة فصلية منذ عامين.
وقالت مقران في مقدمة الحلقة: ” في وقت تعاني فيه أوروبا من أزمة طاقة، وفي وقت تكثر فيه التحذيرات من شتاء بارد.. ووسط الدعوات لترشيد الاستهلاك، وافقت دول تحالف “أوبك بلس” الذي يضم دول منظمة الدول المصدرة للبترول، خلال اجتماعها في فيينا، على قرار بخفض كبير في إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من نوفمبر/تشرين الثاني”.
وأضافت: “هذا الخفض هو الأكبر منذ جائحة كوفيد19 عام 2020. وبعد أن لامست أسعار النفط 140 دولارا في الفترة الماضية تراجعت إلى ما دون 90 دولارا، وهو الأمر الذي استدعى، التحكم بالإنتاج وتخفيضه”.
واستطردت مذيعة برنامج “ستديو الآن”: “قرار التحالف جاء عكس دعوات ورغبة الدول الأوروبية، فيما تؤكد “أوبك بلس” عدم ممارستها سياسة عدائية تجاه أي طرف وتشدد على التزامها تجاه الاقتصاد العالمي”.
من ناحيته قال الدكتور محمد بن دليم القحطاني، الأكاديمي والخبير الاقتصادي، في حواره مع رشا مقران، لبرنامج “ستديو الآن”: “مما لا شك فيه أننا نحن نعيش الآن في اقتصاد عدم اليقين، وهناك تداعيات تطغى على المشهد العالمي بشكل كبير، مما خلط الأوراق في أمور كثيرة”.
وأضاف: “أن منظمة أوبك هي منظمة ناضجة، لها عقود من الزمن، وهي تعرف ماذا يحتاج الاقتصاد العالمي من إمدادات للنفط، ولكن جاء الوقت للطرف الآخر وهم مستخدمي إنتاج منظمة أوبك لإعادة النظر في سياساتهم الداخلية… وهذا قرار جماعي للمنظمة ليس قرارا فرديا لدولة أو أخرى، ولا ننسى العقوبات التي طبقت على روسيا والتي فتحت لموسكو مجالا لبيع النفط الخاص بها بعيدا عن أوبك”.
وفي نفس الحوار، قال عماد الرمال، المتخصص في شؤون الطاقة، إن التخفيضات التي حدثت كانت متوقعة، لكن القرار فاجأ الأسواق، خاصة أن القدر الذي تم تخفيضه “2 مليون برميل يوميا” هو قرار تاريخي.
وأضاف: “من الملاحظ الآن أن هناك ردود فعل على هذا القرار، لكن يجب التذكير أن منظمة أبوك بلس نجحت في التحكم في أسعار النفط” مشيرا إلى أن سعر برميل النفط ارتفع 11% هذا العام، مقارنة بـ60% للغاز المسال، و80% للفحم الحجري، والذي سجل أعلى سعر تاريخي عند 200 دولار.
وأوضح أن قرار أوبك بلس والخاص بخفض الإنتاج يأتي في المقام الأول، في مصلحة توازن الأسواق.
وردا على سؤال رشا مقران، والخاص بأن قرار خفض الإنتاج مبررا، قال الرمال: “إن الفترة الماضية شهدت انخفاض أسعار النفط، وهنا مخاوف من الدول المنتجة من أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من انخفاض الأسعار”.
من ناحيته قال عبدالمنعم السيد، رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إنه من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة ارتفاعا في أسعار الطاقة، وليس انخفاضا، خاصة بعد تفاقم الأزمة الروسية الأوكرانية.
وكانت قد وافقت دول التحالف أوبك بلس في اجتماعها الأربعاء، على خفض إنتاجها بمقدار مليوني برميل يوميا، على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة ودول مستهلكة أخرى لضخ المزيد.
وقال مصدران من المنظمة، إن سريان الخفض الذي اتفق عليه التكتل سيكون اعتباراً من نوفمبر.
من جانبه، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي: “علينا أن نكون أقل اعتمادا على نفط دول أوبك بلس، وباقي المنتجين”.
وقد يؤدي خفض أوبك بلس، المحتمل للإنتاج إلى تعافي أسعار النفط التي هبطت إلى نحو 90 دولارا من 120 قبل ثلاثة أشهر بسبب مخاوف من ركود اقتصادي عالمي، ورفع أسعار الفائدة الأمريكية وارتفاع الدولار.