ليز تراس صاحبة أقصر مدة في منصب رئيس وزراء بريطانيا
- حملة انتقادات واسعة لخطة تراس الاقتصادية
- أقالت وزير ماليتها كواسي كوراتينغ بعد أقل من شهر من تعيينه
ناقشت حلقة الجمعة من برنامج “ستديو الآن”، والتي قدمتها سجد الجبوري، تداعيات قرار استقالة رئيسة وزراء المملكة المتحدة ليز تراس، وذلك بعد 45 يوما تولت فيها المنصب.
وتعد ليز تراس صاحبة أقصر مدة في منصب رئيس الوزراء، في تاريخ بريطانيا، إلا أن فترة حكمها شهدت أحداثاً كبيرة، أبرزها وفاة الملكة السابقة إليزابيث الثانية، وأزمة الأسواق، والفوضى السياسية، وكذا خطتها التي أربكت الاقتصاد البريطاني.
ومن المقرر إجراء انتخابات لقيادة حزب المحافظين في غضون الأسبوع المقبل.
انتخبت ليز تراس رئيسة للوزراء خلال أعمال الجمعية العامة للحزب قبل أسابيع، بعد استقالة رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، إثر حملة استقالات واسعة للوزراء في حكومته.
وبعد الانتخابات الداخلية في الحزب، تم اختيارها زعيمة للحزب، وتولت منصب رئاسة الوزراء، بعد لقائها بالملكة الراحلة إليزابيث الثانية، وتفوقت ليز في تلك الانتخابات الداخلية على وزير المالية السابق، ريتشي سوناك، في الجولة الأخيرة.
وبعد أقل من شهر من توليها منصبها في رئاسة الوزراء، أقالت ليز تراس وزير ماليتها كواسي كوراتينغ، وعينت جيريمي هانت مكانه، ليقوم وبشكل فوري، بالانقلاب على كل خطط سلفه، التي وافقت عليها رئيسة الوزراء في السابق، وعلى رأسها تخفيض الضرائب.
وجاء ذلك بعدما تسببت سياسات كوارتينغ بفوضى في الأسواق المالية، وتراجع في قيمة الجنيه الإسترليني إلى مستويات قياسية، دفعت بنك انجلترا إلى التدخل لدعم العملة المحلية.
من ناحيتها قالت سجد الجبوري في مقدمة الحلقة: “تعهدت قبل يوم بالبقاء في المنصب ثم استقالت في اليوم التالي. هذه هي ليز تراس صاحبة أقصر مدة حكم في تاريخ بريطانيا”.
وأضافت: “بدأ التصدع داخل الحكومة البريطانية من استقالة وزيرة الداخلية وإقالة تراس لصديقها وزير المالية الذي حاولت معه تطبيق الخطة الاقتصادية، ثم واجهت استجوابًا قاسيًا في مجلس العموم الأربعاء، بسبب تراجعها عن تنفيذ الخطة التي قالت إنها ستنقذ الوضع المالي”.
وأوضحت: “يبدو أن تراس وجدت نفسها تائهة في وسط عاصفة التضخم وانخفاض قيمة الجنيه الإسترليني والحرب الروسية الأوكرانية ليحاول حزب العمال استغلال الأزمة ويعمل على إعادة تسويق نفسه عن طريق الترويج لانتخابات مبكرة فورًا على أمل الظفر بمنصب رئاسة الوزراء التي ارتفعت شعبيته خلال الفترة الأخيرة؛ كما يقول فهل ستتأثر مكانة حزب المحافظين بعد الفوضى الداخلية التي يعيشها ام سيحاول إعادة ترتيب أوراقه من جديد ويختار الشخص المناسب ويُفوت الفرصة على الحزب المعارض”.
وقال خالد مصطفى، الخبير في القضايا الدولية، في حواره مع سجد الجبوري لبرنامج “ستديو الآن”، إن رئيسة الحكومة البريطانية المستقيلة ليز تراس، منذ أن تولت منصبها “تحدثت كثيرا” لكنها فعلت قليلان مشيرا إلى أن موقف الاستقالة جاء بعد استقالة عدد من الوزراء، خاصة أن استقالة وزيرة الداخلية جاء فيها أن تراس لم تُنفذ ما وعدت به الشعب البريطاني.
وأضاف أن “حزب المحافظين يُدير بريطانيا بهذه الحالة المزاجية منذ عام 2019، حيث لم تشهد بريطانيا أي انتخابات منذ ذلك الوقت وقت بوريس جونسون، وليز تراس تراجعت عن أغلب الوعود التي قدمتها حتى قبل أن تأتي إلى رئاسة الحكومة”.
وأوضح أن تراس تقدمت بخطة إلى صندوق النقد الدولي لاقتراض ما يقرب من 120 مليار جنيه إسترليني، لكن الصندوق رفض لارتفاع المديونية على بريطانيا، وهو الأمر الذي تسبب في أزمة داخل الحكومة.
وأشار إلى أن الاقتصاد العالمي تأثر اقتصاديا بسبب أزمات دولية عدة، لعل أبرزها “الغزو الروسي لأوكرانيا”، إلى أن بعض قادة حزب المحافظين تضح مصلحة بريطانيا تأتي في المرتبة الثانية، بينما تأتي المناصب في المرتبة الأولى، وهو ما شعر به الشعب البريطاني خلال الفترة الماضية.
كما قال نهاد إسماعيل، الخبير الاقتصادي في حواره مع سجد الجبوري لبرنامج “ستديو الآن” إن ليز تراس فقدت مال رأسها الأساسي، حيث فقدت المصداقية، فلا مجال أمامها سوى المراجعة، مشيرا إلى أن الحكومة أو بعض الوزراء ليس هم من حكموا على فشل خطتها، بل الأسواق التي تأثرت بشكل كبير، بسبب خطتها التي تمثلت في تخفيض الضرائب بشكل كبير لفئة لا تحتاج إلى مثل هذا القرار، ومن ذوي الدخل المرتفع ومتمكنة مادياً.
وأوضح أن “هناك من يظن إذا تم إعطاء تخفيضات للضرائب للأغنياء، فإن هذا سيؤثر بشكل أو بآخر على فئات أخرى أكثر فقرا”، مضيفا أنه تم اكتشاف أن تراس كانت تسعى لاقتراض مليارات الجنيهات، لتمويل خطتها، في الوقت الذي تعاني في بريطانيا من الديون.
وأشار إلى أن أسوأ كارثة تعرضت لها بريطانيا، هي الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث تراجعت المعاملات المالية، وغيرها، وهو ما أثر على الاقتصاد البريطاني، مشيرا إلى “البلبة” التي يعيشها حزب المحافظين، حيث يهتم قادته فقط بالحزب، والمصالح والمناصب، والتي يتم تغليبها على مصلحة بريطانيا.