السويداء تعود لنقطة البداية.. هل يمكن أن يعاد مشهد الاحتجاجات في سوريا؟
السويداء السورية بحسب بيان وزارة الداخلية السورية تخرج عن القانون بطريقتها فما الذي حدث، هذا كان محور نقاش الثلاثاء من برنامج ستديو الآن مع سونيا الزغول.
وقالت الزغول في مقدمة البرنامج: “منذ مطلع العام الحالي شهدت المحافظة الواقعة في جنوب سوريا ثلاثة احتجاجات كان يفصل بين الواحد والآخر بضعة أشهر بسبب الأوضاع المعيشية السيئة التي أكد الخبراء أنها المحرّك الأساسي لها”.
وأضافت: “حتى الآن لا يلوح في الأفق أي مخرج لأزمة المحروقات التي تعيشها المحافظات السورية فما السبيل للخروج من الأزمة وكيف يمكن تفادي أعمال العنف في السويداء السورية”.
في هذا السياق قال الكاتب والصحافي السوري نورس عزيز إن “الأزمة في السويداء لا تعود إلى خمسين يوما، هي منذ سنوات الأزمة ذاتها في غياب المحروقات”.
وأضاف عزيز في حواره مع سونيا الزغول لبرنامج “ستديو الآن” أن: “الحكومة لديها الحجة نفسها بأن الأصدقاء لا يستطيعون توريد كميات جديدة من المحروقات”.
وتابع: “السويداء اليوم لم يعد فيها غطاء شجري لأن الأهالي قطعوا جميع الأشجار”.
ولفت إلى أن “السويداء جبل، وتعاني من طقس بارد في الشتاء”.
وأردف: “قد تكون هناك أعمال احتجاجية جديدة في أي منطقة في سوريا، وحالياً الأمر معقد”.
بدوره أوضح المستشار والخبير الاقتصادي الدكتور أسامة القاضي أن “في عام 2021 الأمم المتحدة قالت إن من بين كل 10 هناك 9 فقراء ونسبة الفقر تجاوزت 93 بالمئة”.
وأشار إلى أن “هذه الاحتجاجات قد تخرج في شكل نتوءات وليس بشكل منظم لأن سقف الحرية ضعيف جدا”.
وتابع: “ليس هناك أحد يعول على الاحتجاجات في إسقاط النظام”.
وتوقع أن “التظاهرات ستستمر لكن بشكل مؤقت وضعيف”.
وأضاف: “هذه الاحتجاجات مطلبية وليس لها علاقة بالثورة السورية”.
وأكد أن “الواقع سيء ولا يوجد حل حقيقي”.
وعاد الهدوء إلى شوارع مدينة السويداء، بعد يوم عصيب غير مسبوق من احتجاجات وما تبعها من عنف وإطلاق نار أمس الأحد.
ونقلاً عن مصدر محلي في السويداء فإن المحلات التجارية عادت للعمل وحركة المرور محدودة، حيث تسبب إطلاق النار والانفجارات إلى تضرر واجهات المحلات التجارية في محيط مبنى المحافظة.
وكان الضرر الأكبر في مبنى المحافظة الذي احترق بالكامل.
ونقل المصدر المحلي أيضاً أن عمال بلدية السويداء أجروا عمليات تنظيف في محيط المبنى، ووصل بعض المسؤولين لمعاينة الأضرار. وأضاف أن مبنى قيادة الشرطة المجاور، يشهد استنفاراً من القوى الأمنية.
ولم تخرج في المدينة، الاثنين، أي تجمعات احتجاجية، حيث الحذر والترقب مازال مستمراً في شوارعها بعد يوم دامٍ.
وكانت قد أفادت وزارة الداخلية في بيان نقله الإعلام الرسمي عن مقتل عنصر أمن خلال محاولة متظاهرين اقتحام مبنى قيادة الشرطة المجاور لمبنى المحافظة.
ووصف البيان المتظاهرين بأنهم “مجموعة من الأشخاص الخارجين عن القانون”، مشيرة إلى أن “بعضهم يحمل أسلحة فردية”.
والحكومة السورية موجودة في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية عبر المؤسسات الرسمية والمراكز الأمنية، فيما ينتشر الجيش في محيطها، وتشهد بين الحين والآخر تظاهرات مماثلة.
وبدأت أعمال الشغب، إثر وصول المتظاهرين إلى أمام مقر المحافظة، حيث حدث “توتر أمني بعدما هاجموا المبنى بالحجارة واقتحمه عدد منهم”، وفق المرصد.
وتوتّر الوضع، بحسب المرصد، “إثر إقدام عنصر أمني من قوات النظام على إطلاق الرصاص في الهواء لتفريق محتجين تجمعوا حوله، ما أثار غضب المتظاهرين الذين أحرقوا سيارته لتحصل بعدها أعمال شغب”.
وتعيش مدينة السويداء كما معظم المدن السورية الأخرى واقعاً خدمياً متردّياً، ازداد سوءاً في الأسابيع الماضية تزامناً مع شحّ كبير في المحروقات دفع موظفين وطلابا إلى عدم التوجه إلى أماكن عملهم ودراستهم في مدن عدة.
وأصدرت الحكومة خلال الأيام الماضية قرارات تقشفية عدة مرتبطة بنقص المحروقات وزيادة ساعات التقنين الكهربائي.