طالبان تُثبت للمجتمع الدولي أن وعودها لم تكن إلا حبرا على ورق
لم يمض سوى سويعات قليلة على قرار جماعة طالبان بحرمان الفتيات من حق التعليم الجامعي، حتى قررت الجماعة الحاكمة لأفغانستان منع النساء من العمل في المنظمات الدولية وغير الحكومية على أراضيها، بل وأجبرت المنظمات على تنفيذ الأمر.
طالبان تواصل انتهاكاتها لحقوق المرأة في أفغانستان، ضاربة بالقوانين والأعراف الدولية عرض الحائط، حتى القيم الدينية التي تزعم الجماعة التمسك بها لا تنص على مثل هذه التصرفات العنصرية، ولما لا وقد أدان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب قرارات طالبان.
الزميل سيف الدين ونّوس تناول تطورات الأوضاع في أفغانستان في حلقة اليوم من برنامج ستديو الآن التي بُثت صباح الأحد، وقال في مقدمة الحلقة “فيما تشكل إسهامات المرأة في عالمنا اليوم منطلقاً للإبداع الإنساني، في مجالات عدة منها التفوق العلمي، والثورة الرقمية، والفنون والإبداع، تدوس جماعة طالبان على كرامة المرأة الأفغانية وحقوقها الأساسية”.
وأضاف “الجماعة تؤكد للعالم بما لا يدع مجالاً للشك أن وعودها التي قطعتها للمجتمع الدولي لم تكن سوى حبراً على ورق وكلاماً دعائيا فارغاً، وأنها مجرد حالة خاصة لتكريس الجهل لا علاقة لها بالإسلام الذي صان للمرأة حقوقها وكرامتها”.
وقال أيضاً “لقد حظرت الجماعة هذا الأسبوع التعليم الجامعي للنساء، بعد أن منعت الفتيات من الدراسة في معظم المدارس الثانوية خلال الأشهر الستة عشر الماضية، كذلك لن يكون بمقدور المرأة الأفغانية العمل بعد اليوم، بعد إصدار الحكومة أمراً ، لكافة المنظمات المحلية والأجنبية غير الحكومية، بعدم السماح للنساء بالقدوم للعمل”.
وأردف ونّوس “وفيما فشلت الأمم المتحدة في فرض عقوبات على الجماعة في جوانب عدة، مثل إعادة العمل بحظر السفر وتجميد الأرصدة، ها هو المجتمع الدولي يبدأ حملة تنديدات جديدة لمحاولة الجماعة التي تحكم أفغانستان شطب وجود المرأة الأفغانية، التي رفضت أن تكون الحلقة الأضعف فبادرت بتظاهرات شجاعة ونادرة تندد بالقمع وتتوعد بالدفاع عن مكتسبات ناضلت طويلاً من أجلها.
وفي هذا السياق قال د. سعيد الزغبي أستاذ علوم السياسة “ما فعله النساء في أفغانستان أبهر العالم بعد المطالبة بحقوقهن وتمكينهن في المجتمع”.
وأضاف “لابد من أن يكون للأمم المتحدة موقف تشريعي في هذا الوضع ولابد من التفاوض مع هذه الحكومة”.
وأوضح الزغبي في تصريحاته لبرنامج ستديو الآن: “حكومة طالبان تحتاج إلى الاعتراف الدولي بها وهذه نقطة مهمة يمكن الضغط بها عليها”.
وبالنسبة للولايات المتحدة أكد أنها لن تستطيع تجميد بعض الأرصدة على الرغم من تجميد 7 مليار دولار العام الماضي من أصول البنك المركزي الأفغاني”.
وفي الإطار نفسه قال صبرة القاسمي الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة: “طالبان هي قمة هرم التشدد في العالم ولن تتغير أبداً”.
وقال صبرة أيضا في تصريحاته لبرنامج ستديو الآن ” الشعب الأفغاني في حاجة إلى مزيد من الحرية، وقد يكون ملف حقوق المرأة وهو شعلة الثورة والتنوير في البلاد”.
وجدير بالذكر أن جماعة طالبان أمرت جميع المنظمات غير الحكومية الأجنبية والمحلية، “السبت”، بعدم السماح للموظفات الأفغانيات بالحضور إلى العمل وعدم توظيف النساء.
أكد المتحدث باسم وزارة الاقتصاد عبد الرحمن حبيب، صحة الخطاب، وورد فيه أن النساء ممنوعات من الذهاب إلى العمل حتى إشعار آخر، بسبب إخلال بعضهن بقواعد الزي التي تحددها الحكومة.