حرب البلقان المحتملة.. التأثيرات والتداعيات
كانت دول البلقان تاريخياً منطقة ساخنة قد تشتعل في أي لحظة، ولا عجب أن توصف بأنها “برميل بارود أوروبا، وقنبلة موقوتة تزيد التدخلات الروسية في بلدانها من إمكانية انفجارها، وهو احتمال تزداد المخاوف بشانه خصوصاً بعد الغزو الروسي لأوكرانيا حيث أن موسكو قد تلجأ رداً على العقوبات إلى ليّ ذراع أوروبا وزعزعة استقرارها عن طريق زعزعة استقرار البلقان التي تعتبر بمثابة خط النار بين الغرب وروسيا، وفي هذا الخصوص كان لافتاً إشارة بوتين، في خطاب إعلان الحرب على أوكرانيا، إلى إقليم كوسوفو، في سياق حديثه عن ما أسماه “نفاق الغرب”، الذي يدعم انفصال الألبان عن صربيا، المزيد عن هذا الموضوع تم نقاشه في حلقة الأربعاء من برنامج ستديو الآن.
في هذا الصدد قال مدير المركز العربي الأوروبي للدراسات ميسرة بكور: “من حيث الظروف الدولية هناك عدة عوامل تساهم في تعزيز احتمال حدون نزاع مسلح بين صربيا وكوسوفو”.
وتابع: “صربيا تعتبر كوسوفو جزءاً منها وهي إقليم متمرد.. وكوسوفو نفسها مؤلفة من عدة عرقيات”.
وأردف: “روسيا تريد إشعال جبهات أخرى ومنها غرب البقان لتخفيف الضغط عنها”.
وأكد أن “قائد الفرقة الألمانية الموجودة في كوسوفو يتحدث عن وضع خطير ومتدهور يمكن أن يشتعل في أي لحظة”.
ولفت إلى أن “مراكز الدراسات والأبحاث بألمانيا تقول إن الوضع خطير لكن لا ينذر بحرب”.
من جانبه شدد الدبلوماسي والأكاديمي المتخصص بشؤون شرق أوروبا الدكتور ياسين رواشدة أن “الوضع متفجر في كوسوفو وخطير”.
وأضاف: “عندما أعلن الألبان رغبتهم باستقلال، الرئيس الصربي المتشدد آنذاك أرسل قواتاً عسكرية وقام بمجازر كبيرة”.
وتابع: “بوتين يشجع على هذا التوتر ويريد أن يفتح جبهة أخرى غير أوكرانيا لأنه يريد إشغال الغرب بمعركتين”.
وأردف: “أعتقد أن القوات الصربية جاهزة لكن صربيا حصلت على إشارة واضحة من الناتو بألا تتورط بأي عمل عسكري لأن قوات الناتو لن تقف مكتوفة الأيدي”.
وأكد أن “أي خطأ من أي طرف يمكن أن يفجر الوضع”.
هل تندلع حرب جديدة في أوروبا؟
وفي في خطوة تنذر باحتمال اندلاع حرب جديدة بأوروبا أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، وضع الجيش على أعلى مستوى من التأهب القتالي، إثر التوترات التي تفاقمت مؤخرا في كوسوفو بين الأغلبية الألبانية والأقلية الصربية فيما وصف رئيس الأركان الصربي الجنرال ميلان مويسيلوفيتش الوضع في المنطقة الحدودية مع كوسوفو بـ”الصعب والمعقد”.
وأعلن الإقليم الصربي استقلاله في 2008، لكن بلغراد التي ترفض الاعتراف بالدولة الفتية تحض 120 ألف صربي يعيشون في شمال كوسوفو على تحدي سلطات بريشتينا.
وقال وزير الدفاع الصربي ميلوس فوسيفيتش في بيان إن “رئيس صربيا أمر الجيش الصربي بأن يكون على أعلى مستوى من التأهب القتالي، أي على مستوى الجاهزية لاستخدام القوة المسلحة”.
وكان رئيس الأركان الصربي الجنرال ميلان مويسيلوفيتش قال إن الرئيس أمره بالتوجه إلى المنطقة الحدودية مع كوسوفو.
وتعززت هذه المخاوف في ظل قلق غربي من دور تلعبه روسيا في تأجيج التوترات بالبلقان خاصرة أوروبا الضعيفة، وتحديداً بين الصرب الذين لديهم علاقات تاريخية ودينية مع روسيا، والبوسنة والهرسك وكوسوفو البلدين ذوي الأغلبية المسلمة.
مع أنها تتطلع للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ترفض صربيا المشاركة في العقوبات الدولية المفروضة على روسيا بعد ضمها شبه جزيرة القرم.
لكن في المقابل تعتمد بلغراد على حق “الفيتو” الروسي في إيقاف أي اعتراف دولي بكوسوفو، التي انفصلت عن جمهورية يوغسلافيا سابقاً، وتطمح هي الأخرى في الانضمام مستقبلاً للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).