العراق يعيش أزمة كهرباء رغم إنفاق المليارات على القطاع
- من المسؤول عن تدمير ملف الكهرباء في البلاد؟
تستمر الأزمات في محاصرة العراق، وكأن هذا البلد مُقدّر له أن يعيش وسط الاضطرابات والمشاكل.
بجانب الأزمات السياسية الكبيرة التي تسيطر على البلاد، يعاني العراق حاليا من أزمة في الكهرباء.
العراق أنفقت على الكهرباء 80 مليار دولار من أجل توفير الطاقة وتطوير القطاع في البلاد، ولكنه لم يعتمد كليا على نفسه في توليد الطاقة والى الآن يستورد الغاز من إيران للمساهمة في إنتاج الكهرباء.، كان هذا موضوع حلقة ستديو الآن التي بُثت صباح الإثنين.
بغداد صرفت أكثر من 80 مليار دولار منذ 2003 على وزارة الكهرباء وهي كافية لحل المشكلة من جذورها لكن بسبب الفساد والتهرب من المسؤولية سبب المشكلة.
وبالنهاية النتيجة واحدة وهي أن العراقيين مازالوا يعيشون تحت رحمة المولدات الاهلية ويدفعون مئات الآلاف من الدنانير ليحصلون على أمبيرات قليلة.
وفي هذا السياق قال د. صفوان عبد الحليم الخبير الاقتصادي “العراق أدرك أنه يشتري الغاز الإيراني بتكاليف عالية، لذلك اتجه إلى الربط الكهربائي مع منظومة الخليج”.
وأضاف “بغداد أيضاً تسعى للربط الكهربائي مع دول شمال أفريقيا عن طريق المملكة الأردنية من أجل أن يكون هناك مرونة في عملية شراء الكهرباء”.
وأردف صفوان في تصريحاته لبرنامج ستديو الآن “هذا الأمر سيسمح بأن يكون هناك عبور للطاقة الكهربائية من أفريقيا وآسيا وأوروبا والعكس صحيح”.
وأوضح أيضا أن من الممكن أن يتحول العراق من بلد مستهلك للغاز إلى بلد منتج”
من جانبه أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن زيارته إلى ألمانيا تختلف عن الزيارات السابقة التي قام بها مسؤولون عراقيون إلى برلين.
وأشار إلى أن زيارته إلى ألمانيا «تأتي تأكيداً على قوة العلاقات السياسية والاقتصادية بين بغداد وبرلين»، موضحاً أن «(برنامج حكومته) يركز على تعزيز الحكم الرشيد واتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة في مكافحة الفساد».
من جهتها قالت شركة سيمنز للطاقة إنها تخطط لتوسيع تعاونها مع بغداد في السنوات المقبلة، مع توقيع رئيسها التنفيذي اتفاقية مع الحكومة العراقية لتطوير شبكة الكهرباء في البلاد.
ووقع الرئيس التنفيذي للشركة كريستيان بروخ مذكرة تفاهم مع وزير الكهرباء العراقي زياد علي لزيادة إنتاج الكهرباء المحلي، بحوالي 11 غيغاوات.
وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابك، الذي شهد مع وزير الخارجية فؤاد حسين توقيع مذكرة التفاهم في برلين: “في السنوات المقبلة، سيستثمر العراق بشكل كبير في البنية التحتية للطاقة وستلعب سيمنس للطاقة دورا رئيسيا في هذا التطوير”.
وقالت الوزارة في بيان إن المشروعات المقررة تشمل إقامة وتطوير منشآت لتوليد الطاقة من المصادر التقليدية والمتجددة.
وفي الإطار ذاته قال د. أحمد صدام الخبير والباحث الاقتصادي “على بفداد الاستفادة من أزمة الطاقة العالمية الناتجة عن الحرب الروسية على أوكرانيا، لتصدير الغاز الخاص بها بدلاً من حرقه”.
وأضاف “الاحتياطي الكبير الموجود في البلاد يمثل فرص استثمارية كبيرة للكثير من الشركات”.
وأوضح صدام في تصريحاته لبرنامج ستديو الآن “بالتالي المطلوب من السياسة الاقتصادية العراقية توفير كافة التسهيلات في سبيل الفوز بهذه الفرص الاستثمارية”.
ويعاني بغداد نقصا حادا في الطاقة الكهربائية ناهيك عن الشبكات المتهالكة ومحطات الطاقة المتوقفة عن العمل وأخرى متعطلة نتيجة لخلافات سياسية.
من جانبه أكد رئيس الحكومة السابق، مصطفى الكاظمي في وقت سابق، إن «الإرهابيين وداعميهم يواصلون محاولتهم إعاقة الحياة في البلاد، فبعد أن عجزوا عن مواجهة القوات المسلحة، ها هم يستهدفون محطات وأبراج الطاقة الكهربائية بشكل متواصل».
وأضاف رغم حجم الإنفاق على القطاع لكن الفساد كان عقبة قوية أمام توفير الطاقة للناس بشكل مستقر، وهو إنفاق غير معقول دون أن يصل إلى حل المشكلة من جذورها».