أزمة الدينار تفضح تناقضات الإطار التنسيقي في العراق
- تكهنات باستمرار السوداني على رأس الحكومة العراقية
انهيار الدينار أمام الدولار أزمة يسعى العراق لوقفها والبحث لها عن حل سريع وفعال.
الحكومة العراقية تأمل في أن تجد حلولاً جادة لوقف تهريب الدولار إلى إيران التي لا تتوان أبداً عن السعي إلى خراب دول الجوار من أجل مصالحها الشخصية.
محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي، يؤيد قرارات البنك الفيدرالي الأمريكي من أجل مزيد من الرقابة على الدولار في البلاد.
بينما هناك انقسام داخل التيار التنسيقي حول تأييد السوداني لهذه السياسة النقدية الهادفة إلى حماية الدينار من الانهيار الكامل.
وبات هناك تكهنات حول استمرار السوداني في منصبه بعد أن بدأ يسير على نهج رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي.
السوداني الذي يسير على خطى الكاظمي قرر أن يجازف بدعم الإطار له ويقطع الإمدادات المالية للميليشيات.
وفي هذا السياق قال علي البيدر الكاتب والمحلل السياسي “الإطار التنسيقي كان يتصرف كأنه جهة معارضة مع العلم أنه جزء من النظام السياسي”.
وأضاف “الإطار التنسيقي هو من جاء بمصطفى الكاظمي رئيس الوزراء السابق ولكن على ما يبدو أن بعض الخطوات التي أقدم عليها خصوصا في الشأن المتعلق بالتحركت الدبلوماسية، أغضبت الإطار التنسيقي”.
وأوضح البيدر في تصريحاته لبرنامج ستديو الآن “التوجهات المدنية للكاظمي أزعجت بعض التيارات الراديكالية في البلاد”.
هذا ويتراجع سعر صرف الدينار أمام الدولار بوتيرة تصاعدية وبشكل شبه يومي، حيث وصل سعر الصرف مؤخراً، إلى عتبة 170 ألف دينار.
وبلغ في بعض الأسواق والبورصات المالية نحو 175 ألف دينار لكل 100 دولار، وهو رقم قياسي لم يسبق تسجيله من قبل.
التذبذب في سعر الصرف بات شغل العراقيين الشاغل لانعكاساته الكارثية على أوضاعهم المعيشية وقدراتهم الشرائية، التي تتراجع يوميا على وقع ارتفاع أسعار السلع والمواد والخدمات الأساسية، طردا مع تراجع قيمة الدينار مقابل الدولار.
وأوضح مسؤولون عراقيون في وقت سابق أن “غسل الأموال مستشرٍ لصالح إيران وسوريا”، ما دفع الولايات المتحدة إلى تقييد وصول بغداد إلى “احتياطاته الدولارية” منذ شهور، في محاولة لوقف تلك العمليات، بحسب ما نقلت وكالة أسوشييتد برس.
وعن تراجع سعر الصرف قال حمزة الحردان الباحث السياسي والاقتصادي “لن ينخفض سعر الصرف ما دامت بعض الجهات تشتري الدولار بكميات كبيرة من السوق السوداء”.
وأضاف “هذا واحد من أبرز التحديات التي تواجه الحكومة للسيطرة على أسعار الصرف”.
وأردف الحردان في تصريحاته لبرنامج ستديو الآن “هناك عمليات سحب كبيرة للدولار في الأسواق من أجل أن لا تكون مراقبة من قبل الجهات المالية والمؤسسات الحكومية”.
وأشار إلى أنه كلما زاد الطلب على الدولار سيؤدي بالتأكيد إلى ارتفاع السعر وعدم الاستقرار.