زلزال تركيا وسوريا.. الغش في البناء أدى إلى تساقط الأبنية

في سوريا التي تعيش حروبًا وأزمات مركبة منذ أكثر من عقد من الزمن لم يكن مستغربًا هذا الانهيار الكامل للمباني.

هذه المباني التي بنيت على عجالة و بمبالغ مالية متواضعة لأن أغلب المتواجدين هناك هم نازحون أصلاً ولا يمتلكون أبسط مقومات الحياة.

لكن المستغرب هو ما جرى في تركيا، في منطقة تشهد نشاطًا للزلازل ولم تدخل حروبًا ومستقرة. فلماذا انهارت مجمعاتها السكنية وكأنها من ورق مما فاقم من عدد الضحايا؟ ومن المسؤول عن عدم تطبيق معايير البناء؟.

زلزال تركيا وسوريا.. كيف ساهم الفساد في قتل الأبرياء وملاحقة الأحياء؟

لا يوجد أحد لم يتضرر

وفي هذا السياق، قال سامر العناني أحد المضريين من الزلزال في تركيا – متمنيًا السلامة للجميع -، قال: “لا يوجد أحد في الولايات الـ 10 بتركيا لم يتضرر من الزلزال”.

وأضاف: “الزلزال وقع في الفجر أي أن أغلب السكان كانوا بمساكنهم لحظة وقوع الزلزال، كما خرجّوا من بيوتهم بملابس خفيفة”.

ولفت العناني إلى أن الجو كان شديد البرودة والأمطار كانت غزيرة لحظة وقوع الزلزال، وهو ما زاد من مُعاناة ممن استطاعوا الفرار من منازلهم وقف انهيار الآلاف من المباني.

زلزال تركيا وسوريا.. كيف ساهم الفساد في قتل الأبرياء وملاحقة الأحياء؟

الرأي رأيكم

وضمن فقرة الرأي رأيكم، أجرت أخبار الآن استفتاء فيما يخص الغش في البناء وسألنا: “هل تعتقد أن الغش في البناء تسببّ في دمار عددٍ كبير من البيوت جراء الزلزال تحديدًا في تركيا؟”.

نتيجة الاستفتاء:

نعم: 80% 

لا: 20%زلزال تركيا وسوريا.. كيف ساهم الفساد في قتل الأبرياء وملاحقة الأحياء؟

معايير بناء خاطئة

وإلى ذلك وفي تصريحاتٍ خاصة لـ “ستديو الآن”، قال المُهندس المعماري  السوري مظهر شربجي: “قوة الزلزال كانت قوية جدًا لكن دراسات قالت وأكدت أن هناك معايير وشروط للبناء تُمكن الأبنية من عدم التأثر بالزلازل، وهو ما لم يتوفر في الأبنية المُنهارة جراء الزلزال في تركيا”.

واستدل شربجي في معرض حديثه بنتيجة الاستفتاء التي أجرتها أخبار الآن وأكد أن ارتفاع النسبة المؤيدة بوجود فساد وغش في البناء هو دليل على افتقاد تلك الأبنية المُنهارة لمعايير البناء السليم.

وأضاف شربجي: “أن هناك أبنية بُنيت في 4 أشهر وهو ما يثير الكثير من علامات التعجب”.

زلزال تركيا وسوريا.. كيف ساهم الفساد في قتل الأبرياء وملاحقة الأحياء؟

السكان يفضّلون المخيمات

من ناحيته قال الإعلامي والناشط الميداني في إدلب محمد الفيصل: “الكثير من المباني في سوريا باتت متصدعة جراء الزلزال، وهو ما خلّف مآساة كبيرة”.

وأضاف: “الأهالي والمُنظمات يعملون حاليًا على نصب وبناء مُخيمات سكنية كي ينتقلون إليها”، لافتًا إلى أن السكان أصبحوا يفضلون البقاء في المُخيمات مقارنة بالمباني خشية تكرار هذه الكارثة مُجددًا، وخوفًا من المباني التي باتت آيلة للسقوط.

وشدد الفيصل خلال حديثه: “نحتاج لمجهود دولي من أجل إعادة إعمار ما تهدّم خلال الزلزال”.

زلزال تركيا وسوريا.. كيف ساهم الفساد في قتل الأبرياء وملاحقة الأحياء؟

خسائر تركيا جراء الزلزال

وقدر اتحاد الشركات والأعمال في تركيا TURKONFED أضرار الزلزال الذي ضرب تركيا بنحو 84.1 مليار دولار، بناءً على إحصاءات زلزال 1999 المدمر في شمال غرب تركيا.

وقال الاتحاد إن الزلزال قد تسبب في دمار مبان سكنية بحوالي 70.8 مليار دولار، إلى جانب 10.4 مليار دولار أخرى في صورة خسارة في الدخل القومي، بحسب ما ذكرته بلومبرغ.

وأضاف الاتحاد أن الخسائر في القوة العاملة قد تكلف اقتصاد تركيا 2.9 مليار دولار، حيث ضرب الزلزال 10 مقاطعات وأثر بشدة على ملايين الأشخاص في تركيا، وأيضا في سوريا المجاورة.

تحقيقات لمحاسبة المقاولين

أعلنت وزارة العدل التركية عن إنشاء مكاتب للتحقيق في جرائم زلزال تركيا لتحديد المقاولين وغيرهم من المسؤولين عن أعمال البناء.

هذه المكاتب من شأنها أن تجمع الأدلة، وإرشاد الخبراء بما في ذلك المهندسين المعماريين و الجيولوجيين والمهندسين، والتحقق من تصاريح البناء.