صدمات وأمراض نفسية تخيم على متضرري زلزال سوريا وتركيا
تحت الأنقاض صمدوا ومن بين الركام خرجوا.. ساعات طويلة تحملوا البرد والظلمة والوحدة، أطفال ونساء ورجال مسنون تمسكوا بالحياة بالرغم من قساوتها.. ولكن النفس الداخل والخارج إلى الجسد يعني الكثير لنا ولهم.
وبعد طول انتظار وفي ظل هول كارثة عصيبة خرج الكثير من تحت الركام وهم على قيد الحياة، في حين خسر آخرون أحبابا لهم. مآس وظروف عاشها المتضررون من زلزال سوريا وتركيا.. سواء من كانوا تحت الأنقاض أو المنقذين وحتى المتابعين والمشاهدين لهذه الكارثة.
فأمراض جسدية مثل الكوليرا ونفسية مثل الاكتئاب والقلق ستلاحق الناجين من الزلزال وحتى فرق الإنقاذ لن يسلموا من التأثر بسبب ما عاشوه منذ بداية الأزمة وإلى الآن هذا ما تحدث به بعض الأطباء.
وقال عبد الباسط حاج عمر وهو أحد المتضررين في سوريا إن “الزلزال حدث بسرعة ورافقه انقطاع للتيار الكهربائي”.
وأضاف “أخي كان يسكن في مبنى مؤلف من 3 طوابق نزل على الأرض، وكانت تسكن هذا المبنى 8 عائلات. وبعد الزلزال بدقائق بدأت أبحث عن أخي وعائلته دون جدوى وبعد هدوء الوضع سمعنا أصواتا من تحت الأنقاض لمدة تزيد عن الساعتين وتمكنا من إخراج زوجة أخي وطفلتين وعائلة أخرى، وبعد سبع ساعات أخرجنا جثة أخي وأبنائه بالإضافة إلى ابن أختي”.
انتشار الأمراض
من جهته قال الدكتور محمد سالم مدير برنامج اللقاح في وحدة تنسيق ACU إن “هناك خطر كبير يتعرض له الشخص بسبب الأزمة ويكون هناك اضطرابات في الجهاز البولي وربما يحدث للبعض فشل كلوي وكسور والبعض يتعرض لعسر في الكلام، وآخرون يتعرضون لضيق في التنفس”.
وأضاف أن من يعانون من الأمراض المزمنة كالسكري والضغط، فإن المتضرر العالق تحت الأنقاض والذي لم يأخذ علاجه لأيام يتعرض لتفاقم هذه الأمراض.
وأوضح سالم أن السوريين يعانون منذ عشر سنوات من الحرب والنزوج واللجوء والكثير من المتطوعين فلديهم خبرة نوعا ما في تقديم الدعم النفسي والصحي للمتضررين والنازحين واللاجئين أيضا.
حيث كان لدينا انتشار أمراض مثل الحصبة والآن ازداد هذا المرض وأيضا الكوليرا نتيجة تلوث المياه، وهناك مخاوف من عودة كورونا.
أمراض نفسية
من جهته قال الدكتور أسامة النعيمي استشاري الطب النفسي إن الآثار المترتبة على ما بعد الصدمة تختلف من شخص لآخر على حسب العمر والنوع.. والبعض يتعرضون لأزمة نفسية تخف مرورا مع الوقت، ولكن أولئك الذين كانوا يعانون من أمراض نفسية سابقة سيكون لها تأثير أكبر. كما أن توابع الأزمة ستستمر لفترة أطول خاصة وأن عدد مقدمي الخدمة لهؤلاء الأشخاص محدود جدا.
وأضاف “الحاجة للطبيب النفسي ستكون قليلة جدا ولكن الآن هم بحاجة للتقارب الأسري قبل التفكير بالأطباء النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين. كما أن آثار الصدمة ربما تلاحق حتى الكوادر الإعلامية التي تغطي هذه الأحداث وهي غير مدربة”.