تصعيد روسي جديد.. بوتين يتخلى عن معاهدة نيو ستارت النووية

ماذا يعني استعداد روسيا لإجراء تجارب نووية؟

علّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مشاركة بلاده في معاهدة “نيو ستارت” وهي آخر اتفاقية متبقية مع الولايات المتحدة للسيطرة على الأسلحة النووية وطلب من وزارة الدفاع الاستعداد لإجراء تجارب نووية لتكون روسيا بذلك غير مقيدة بأي معايير غربية وهو ما فسره المحللون بعدم وجود أية نية لموسكو للدخول في مفاوضات سلمية.

وعلى الرغم من ما أحدثه قرار بوتين من ارباكات فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن قابل خطاب بوتين مباشرة بخطاب شديد اللهجة أكد فيه توفير كل وسائل الدعم لأوكرانيا ليحتدم الصراع أكثر بين دولتين تمتلكان معا ترسانة تقدر بحوالي 90 في المئة من الرؤوس الحربية النووية في العالم.

تصعيد متبادل

السفير مسعود معلوف الدبلوماسي السابق والخبير في الشؤون الأمريكية قال إن خطاب بوتين وبايدن هو تصعيد على جميع الجبهات ولا يوجد تراجع من أي فريق بينهما وهذا خطير جدًا وبصيص الأمل الذي نراه هو أن تعليق روسيا لعضويتها من اتفاقية نيو ستارت ليس أزمة كبيرة لأن الاتفاقية تمكن كل فريق من مراقبة الطرف الآخر وأنشطته النووية والعمل بهذه الاتفاقية توقف فعليًا خلال الحرب الروسية الأوكرانية.

وأضاف أن بوتين لم يقل بأن روسيا انسحبت بل علقت مشاركتها.. لا شك أن في ذلك خطورة كبيرة لأن موسكو أكدت بأنها ستجري تجارب نووية.

مشيرًا إلى أن المقلق في الأمر أن الحديث في السلاح النووي أصبح عاديًا بين هذه الدول النووية.

وأكد معلوف أن بوتين في أزمة حقيقة على الأرض وهو لا يقبل الخسارة، والحديث عن السلاح النووي يؤكد أن روسيا تعاني على الأرض ولم تحقق أية مكاسب.

 

انتصار شكلي

من جهته قال الدكتور خليل عزيمة الأكاديمي والباحث السياسي إن روسيا استخدمت جميع الأسلحة في أوكرانيا من فرط صوتية واستراتيجية وصواريخ مجنحة باستثناء الأسلحة النووية.

والسؤال ما هي الأسلحة النووية في روسيا وما مدى استخدامها وصلاحيتها مع العلم أن الكثير من هذه الأسلحة من الحقبة السوفييتية، وهناك قلق روسي أن تكون هذه الأسلحة غير فعالة ولا تحقق أهدافها ولا تصل لمداها.

بوتين لن يذهب لطاولة المفاوضات لأنه لم يحقق أهدافه من هذه الحرب التي وصفها بالعملية النوعية، والآن بعد عام لم تحقق الأهداف التي وضعت لها.

 

الرأي رأيكم

أجرت أخبار الآن استطلاعا للرأي في فقرة الرأي رأيكم وكان السؤال:

بعد حديث زعيم فاغنر عن الخيانة في الجيش الروسي.. هل تؤثر هذه التصريحات في معركة روسيا في أوكرانيا؟

 

ما هي معاهدة نيو ستارت؟

بدأت معاهدة نيو ستارت فعليًا في ثمانينيات القرن الماضي في عهد الرئيس الراحل رونالد ريغان عقب محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية في السبعينيات حيث تم الاتفاق على خفض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية وتم الاتفاق على عمليات التفتيش والتحقق بموجب “ستارت 1”.

وآنذاك منعت المعاهدة الموقعين عليها من نشر أكثر من 6000 رأس نووية فوق 1600 صواريخ بالستية عابرة للقارات والقاذفات.

في عام 1991، وقع البلدان معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية “ستارت 2” لخفض الأسلحة النووية حيث اتفقا على خفض عدد الرؤوس الحربية الاستراتيجية إلى 3500 بحلول العام 2003.

في 8 أبريل 2010 بالعاصمة التشيكية براغ، جرى توقيع معاهدة “ستارت 3” من قبل كل من الرئيسين الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، والأمريكي الأسبق باراك أوباما، ودخلت حيز التنفيذ في 5 فبراير 2011.