بوتين يُغرق بلاده في عقوبات اقتصادية ويفشل بخطة غزو أوكرانيا
عندما أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نحو 200 ألف جندي إلى أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط عام 2022، كان يعتقد أن بإمكانه اجتياح العاصمة كييف في غضون أيام والإطاحة بحكومتها.
وبعد سلسلة من النكسات التي مني بها جيشه وعمليات الانسحاب التي اضطر إليها، بات جلياً أن خطة بوتين الأولية في غزو أوكرانيا قد فشلت، لكن الحرب لم تنته بعد، وليس هناك من مؤشرات على قرب انتهائها، فالروس الذين تلطخت سمعت جيشهم أمام صمود الأوكرانيين، يحضرون لهجوم جديد، ولم يخجلوا من الاستعانة بالسجناء والمجرمين وتجنيدهم لمصلحة ميليشيا فاغنر التي سرقت الأضواء من جيش بوتين وبات مؤسسها الآمر الناهي على الجبهات فيما جنرالات الكرملين لا حول لهم ولا قوة.
وبعد عام من الغزو يفر الشباب الروسي من البلاد خوفاً من تعبئة جديدة ويرزح الاقتصاد تحت عقوبات غربية غير مسبوقة، فيما يتأكد الدعم الغربي الراسخ لأوكرانيا، ويحدث السلاح المتطور الذي يتلقاه جيشها من الحلفاء فرقاً ومكاسب كبيرة على الأرض، حتى من كان متردداً في دعمه منذ عام صار يطالب اليوم بالمزيد من الدعم لكييف وتحولت المعركة إلى معركة أوروبية بامتياز فصمود الأوكران يعني صمود القارة بأكملها ودحر الروس يعني نصراً للديمقراطية والحرية والمستقبل.
الحرب.. البداية والآن
وإلى ذلك تحدثت صفاء صالح المُراسلة الحربية بـ”أخبار الآن”، خلال استضافتها في برنامج “ستديو الآن” عن رحلتها الأخيرة إلى أوكرانيا، حيث رصدت أوضاع المدن والقرى في ظل استمرار جرائم قوات الغزو الروسي بحق المدنيين، فضلًا عن استهداف نيران القصف للممتلكات والمؤسسات العامة والخاصة بالدولة.
وقالت صالح: “الزيارة الثانية اختلفت تمامًا عن الزيارة الأولى في أشياء كثيرة، ففي السابق لم تكن روسيا تصرح بشكلٍ واضح أنها تستخدم مجموعة فاغنر في حربها الوحشية، وكانت تنكر دومًا علاقتها بهم”.
ولفتت صالح التي ذهبت إلى أوكرانيا مرتين، إلى أوجه الاختلاف بين ذهابها الأول إلى الأراضي الأوكرانية في سبتمبر الماضي، قبل أن تتجدد تغطيتها للحرب والصراع الدائر مرة أخرى في شهر يناير.
وأضافت صفاء صالح المُحررة الأولى في التحقيقات الاستقصائية بتلفزيون “أخبار الآن”: “عندما ذهبت إلى أوكرانيا في يناير كان الدمار أكبر مقارنة بسبتمبر، وذلك لأن القوات الروسية لا تنسحب دون تدمير ما خلفهم، حيث يدمرون كل المنازل ويفخخونها ويخربون الحدائق ولعب الأطفال”.
ما الذي يميز جبهات أوكرانيا؟
وأكدت: “الجبهات الأوكرانية تواجه الآن مخاطر كبرى مقارنة بالجبهات الأخرى التي زرتها كاليمن أو سوريا أو العراق أو السودان أو أفغانستان، فالليلة التي وصلت بها إلى خاركيف تم ضرب المدينة ذاتها بـ 4 صواريخ على بُعد 500 متر من فندق الصحافيين الذي كُنت أقيم به”.
وأضافت: “صوت الصواريخ كان متواصلًا دون توقف، والجبهات لا تخلو من الطائرات المُسيرة، وهو ما يجعل هذه الحرب الأشرس بفعل جرائم قوات الغزو الروسي”.
وأشارت صالح إلى أنها تقوم بالفعل بتدريس سبل الحماية والسلامة المهنية على جبهات القتال، مستدركة: “في أوكرانيا الوضع مختلف وصعب فكل شئ مٌباح، فكانت هناك طائرات مسيرة إيرانية الصنع تعلو الجبهات الأوكرانية بكلِ وقت”.
الكتائب الشيشانية ضد روسيا
وخلال الحلقة عرض برنامج “ستديو الآن” لقاءً حصريًا أجّرته صفاء صالح مع عبد الحكيم الشيشاني وهو أحد قادة الكتائب الشيشانية على الجبهة الأوكرانية.
وقال الشيشاني: “لم أسافر الشيشان فقط لمحاربة بوتين، ففي عام 2009 كنت مصابًا حينها لذا سافرت ولم يكن في مخيلتي أنني سوف أقاتل بسوريا، نحن قاتلنا الروس وليس بوتين، وفعلنا كل ما يُمكن فعله ضد الروس”.
وعن سبب مُحاربته الآن في الصفوف الأوكرانية، قال الشيشاني: “لدينا وأوكرانيا عدو مشترك، وإذا استطعنا الرجوع إلى بلادنا سوف نقاتلهم من هُناك”.
الرأي رأيكم
وفي هذا الصدد، أجرت أخبار الآن استفتاءً ضمن فقرة الرأي رأيكم، وسألنا المُتابعين: “بعد عام من الغزو الروسي لأوكرانيا.. هل يمكن الوثوق بخطة السلام الصينية بين روسيا وأوكرانيا؟، وجاءت الإجابات على النحوِ التالي:
- نعم: 30%
- لا: 70%
وردًا على هذه النتيجة، عبّرت صفاء صالح المحررة الأولى في التحقيقات الاستقصائية بـ “أخبار الآن” عن رفضها للمبادرة الصينية، لافتة إلى أن بكين رفضت إدانة الغزو الروسي، وقالت: “أنا لست مع الصين، ولا أرى أنها يُمكن أن تقدم أي مبادرة للسلام، فهي طرف غير مُحايد ومنحاز لروسيا”.